راديو الاهرام

خبير زراعات محمية: «التنقيط» يوفر 50% من مياه الرى التقليدية.. وتراكم الأملاح أبرز المشكلات

13-4-2022 | 12:26
خبير زراعات محمية ;التنقيط; يوفر  من مياه الرى التقليدية وتراكم الأملاح أبرز المشكلاتالزراعة في البيوت المحمية
محمد نبيل
الأهرام التعاوني نقلاً عن

تعد الزراعة المحمية أحد أهم التقنيات الزراعية التى تحرص مصر على التوسع فيها تحت مظلة إستراتيجية الدولة المصرية 2030 بهدف زيادة الإنتاجية من محاصيل الخضر وبعض الفواكه، كما يتم استخدامها لحماية المحاصيل المختلفة من التغييرات المناخية المفاجئة.

فى حديثه عن كيفية الرى الحديث بالصوب الزراعية، قال الدكتور نظير حسانين أستاذ وخبير الزراعات المحمية بمعهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية: إن أحد الأهداف الأساسية لزراعة الخضروات تحت الصوب هو توفير نسبة كافية من رطوبة التربة بالشكل الذى يتفق مع احتياجات النباتات المنزرعة، ويعتمد هذا على الوعى المائى للقائم بتنفیذ عملیة الرى لتوفیر الاحتیاجات المائیة المناسبة للنباتات المنزرعة بالبیوت المحمیة خلال مراحل النمو المختلفة.

ولفت الدكتور نظير إلى ضرورة تجنب الأقاويل الخاطئة التى تروج بأن زيادة كمية المیاه التى تروى بها الأرض یؤدى إلى زیادة الإنتاج، حيث يتوقف إنتاج المحصول إلى حد ما على كمية المياه التى استهلكها النبات، بينما عند مستوى معين من الإنتاجية تصبح زيادة الإنتاج لا ترتبط بزيادة كمية المياه أو رطوبة التربة ولكن ترتبط بعوامل النمو الأخرى المحددة للإنتاج أيضا مثل خصوبة التربة، جودة الصرف والتهوية، درجة الحرارة وغيرها، كما تلعب الإدارة الجيدة لنظم الرى ( تشغيل نظام الرى –وتحديد كميات ومواعيد الرى –وصيانة شبكة الري) فى الزراعات المحمیة، دوراً كبیراً فى زیادة الإنتاج. 

وأوضح أن فترات وكمیة الرى تتوقف على عدد من النقاط الرئيسية، ويأتى فى مقدمتها نوع التربة، حيث قد تحتاج الأراضى الرملية للرى عدة مرات خلال اليوم الواحد لإمداد النباتات بكمیة المیاه التى تحتاجها، كما تتوقف فترات وكميات الرى على مدى تعمق جذور النباتات، وكذا الظروف المناخیة ودرجة نمو النباتات، كما يجب تحديد ملوحة مياه الرى عند إنشاء مشروع البيوت المحمية، ویفضل أن لا تزید ملوحة میاه الرى عن 500 جزء فى المليون مع خلو المياه من التركیزات الضارة من البورون (فى حدود 1 جزء فى الملیون) نظرا لحساسية معظم النباتات لزیادة تركیز هذا العنصر، بحيث يجب تركیز أیون البیكربونات والكربونات بشكل مناسب وفقا للتوصيات حتى لا تسبب مشاكل القلویة. 

كما يوصى فى حالة تراوح تركيز الأملاح فى ماء الرى بين 500 – 1000جزء فى المليون فيوصى باختبار هذه المياه متوسطة الملوحة، بحيث يجب تحليل هذه المياه لمعرفة مكوناتها وتركيز أیونات الكلورید والصودیوم والكربونات والبیكربونات علاوة على البورون، وفى حالة وجود هذه الأيونات فى تركيزات غير ضارة يجب الاحتياط فى اختيار المحصول المناسب الذى يتحمل الملوحة، كما يجب أن يتم أتباع أساليب الإدارة المناسبة ووضع برامج التسميد المتوائمة مع ملوحة أو نوعية مياة الرى، كما يجب أن يوضع فى الاعتبار إضافة الاحتياجات الغسیلیة اللازمة، أما فى حالة زیادة ملوحة میاه الرى عن النسبة سالفة الذكر، فيوصى باستخدامها فى حدود يسمح بها فى ماء الرى تحت نظم الزراعات المحمية، كما يراعى جدولة الرى للحفاظ على رطوبة ميسرة بمنطقة نمو الجذور بصفة مستمرة، علاوة يجب مراعاة الاهتمام بجودة التهوية والصرف فى الأراضى، وإضافة الاحتياجات الغسيلية اللازمة.

وأشار خبير الزراعات المحمية إلى نظم الرى بالتنقيط فى البیوت المحمیة باعتبارها تمثل أحد أنظمة الرى الحدیثة، والتى تستخدم فى الزراعات المحمیة، كما تتیح توفير المياه لكل نبات بالكمية والمواعيد حتى تتلائم مع تنوع الأراضى الرملية، وكذا إستعمال میاه عالیة الملوحة.

تقنيات غير تقليدية
وأكد نظير أن نظم الرى بالتنقيط فى البيوت المحمية تساهم فى توفير أكثر من 50% من المياه مقارنة باستعمال طرق الرى التقليدية، كما تحد من استخدام الأسمدة ورفع كفاءة التسمید، وكذلك مشاكل الصرف، وكذا توفیر العمالة والطاقة وتكالیف التشغیل، علاوة على قدرتها فى إمكانیة استخدام المیاه ذات الملوحة العالیة، وإضافة بعض المواد الكیمیائیة لمقاومة أمراض التربة وزيادة الإنتاج وتحسين نوعية المحصول بنسب متفاوتة نتيجة القدرة على التحكم فى كميات المياه والسماد، والحد من انتشار الحشائش بالأرض. 

حساب وأرقام
ويعد حساب الاستهلاك المائى لمحاصیل الخضر تحت البیوت المحمیة هى الخطوة الأولى فى عملية التسميد مع مياه الرى ولا شك ان حساب الاستهلاك المائى لمحاصيل الخضر تحت البيوت المحمية اصبح من المواضيع الهامة فى الزراعة وخاصة فى تلك الظروف التى تمر بها من قلة مورد المیاه. وتفيد حسابات الاحتیاجات المائیة فى توفير كميات المياة اللازمة للنباتات طوال فترة حیاتها دون حدوث أى فقد فى المیاه (دون زیادة ونقصان) وهذا یوفر فى كميات المياه، وإضافة تركيزات التسميد الملائمة وتجنب مشاكل الملوحة ويمكن حساب الاحتیاجات المائیة عن طريق تطبيق عدة معادلات حسابية تعتمد أساسا على بيانات الأرصاد الجویة.

 كما یراعى عند حساب المقننات المائیة إلا يزداد النبات فى الحجم بصورة كبيرة، لذلك يراعى أن تزداد كميات المیاه تدریجیاً حتى تصل عند بدایة كل شهر إلى المقنن المطلوب، كما يجب ملاحظة نمو النباتات واستجابته للمقنن المائى وكذلك المحتوى الرطوبى للتربة لتحدید مدى صدق الحساب السابق ولتلافى أى أخطاء فى التطبیق. كما يجب إلا يقل تجانس توزيع الماء فى النقاطات عن 80% من أول الشبكة إلى آخرها.

صیانة
وقال: یراعى غسیل شبكة الرى ومنع انسداد المواسیر وفتحات الرى، كما يفضل إضافة الأحماض المعدنية مثل حامض النيتريك والفوسفوريك لهذا الغرض وخاصة لأنها مصدر للتسميد النيتروجينى والفوسفاتى للنباتات، بالإضافة إلى قدرتها على خفض درجة PH محلول الرى، وبالتالى خفض درجة PH محلول التربة، مما يساعد على زيادة درجة تیسیر العناصر الغذائیة خاصة الصغرى منها لنمو النباتات.

ولفت الخبير إلى وجود بعض مشاكل الرى بالتنقیط التى يجب تجنبها كانسداد النقاطات، وتراكم الأملاح، حيث تتسبب حقن الأسمدة من خلال میاه الرى بالتنقیط فى مشاكل الانسداد، والتى تعد من أخطر الصعوبات التى تواجه التسميد مع ماء الرى بالتنقيط مشكلة حدوث الترسيبات وظهور مشاكل الانسداد لشبكات الرى، مما يؤدى إلى خفض معدل التصرف وكفاءة التوزيع للمياه والاسمدة او عدم وصولها نهائيا، حيث تتدهور على اثرهم حالة النباتات وضعف الإنتاج، وعادة ما تستخدم بعض الأسمدة سهلة الذوبان فى الماء، مما تتسبب فى حدوث ويؤدى انسداد النقاطات ومخارج میاه الرى ویقلل من معدل تصرفها للمیاه، وبالتالى انخفاض كفاءة توزیع المیاه والأسمدة.

وتابع: من أهم مسببات انسداد النقاطات الانسدادات الصلبة (رمل، طین، أجزاء نباتات) والكائنات البیولوجیة (الطحالب، الكائنات أحادیة الخلایا) والجراثيم التى تتحد مع عناصر كيماوية معينة مما يؤدى لتكون مواد مخاطية وصمغیة. كما تتمثل مسببات الانسداد الكیماویة توجد بالمیاه فى أملاح الكالسیوم (كربونات وكبریتات الكالسیوم) والتى يصعب ذوبانها، فتترسب داخل النقاطات. 

حلول
وأفاد بأنه یمكن معالجة میاه الرى التى تحتوى على المواد الصلبة وذلك بترشیحها بعدة طرق كالتصفية على سطح الشبكة الداخلية للفلتر وفيها يتم منع كميات محددة من الرمل والطين والكائنات أحادیة الخلایا، وكذلك يمكن استخدام فلاتر الحصى والرمل والتى تحجز المواد الصلبة داخل مصفاة وخاصة الطحالب ومجموعات الكائنات أحادیة الخلایا، كما يمكن إستخدام أحواض ترسيب، والتى تعمل على تخفيف سرعة جريان الماء بشكل كبير مما یؤدى إلى ترسيب جزيئات الطين والرمل وإبعاد المواد العضوية الطافية على الماء، ومن عیوب هذه الطریقة احتیاجها إلى مساحات تخزینیة كبیرة، كما یمكن معالجة میاه الرى التى تحتوى على الطحالب والجراثیم والكائنات أحادیة الخلایا عن طريق إضافة الكلور للماء، كما يجب تغيير نسبة الكلور المضافة للماء تبعا لكمیة الكلور المتبقیة فى نهایات وأطراف خطوط الرى.

ولمعالجة الانسدادات الكيماوية ولمنع ترسیب هذه الأملاح قال نظير يتم إضافة حامض لتصل درجة الحموضة أى الـ PH لمیاه الرى إلى 6 – 5.6. 

كما لفت نظير بأن الحدیدیك يتأكسد بملامسته للهواء ویتحول إلى حدید ثلاثى التكافؤ صعب الذوبان فى الماء، كما أن وجود هذا الحديد فى الماء يشجع على تظور مجموعة خاصة من الجراثیم، كما تعتبر معالجة مياة الرى التى تحتوى على الحديديك أو هيدرات الكبريت معقدة وتحتاج إلى أجهزة خاصة تستخدم لتهوية الماء مما يؤدى إلى اكسدة الحديد وهيدرات الكبريت فيتحولان لمركبات صعبة الذوبان يتم فصلهما بواسطة مصافى خاصة وعلى اساس طبيعة المواد المذكورة والعالقة بالمیاه یمكن وضع النظام المناسب لعلاج ومقاومة الانسداد.

 كما يستخدم حامض النيتريك التجارى 37% بتركيز 1و0 % ( اسم لتر) فى البيوت المحمیة الغیر منزرعة حیث یتم الحقن لمدة 15 – 30 دقيقة وتتم هذه العملية مرة إلى إلى مرتین فى الموسم وذلك كلما قلت كفاءة النقاطات وذلك فى حالات إنسداد النقاطات.

أما فى حالة الزراعات يتم استخدام حامض النيتريك او الفوسفوريك بتركيز 200-300 سم 3 ) م3 ماء رى مرة واحدة كل أسبوعین، كما يمكن استخدام حامض الكبريتيك بمعدل 0.750-1 لتر للفدان حقنا مع ماء الرى حتى أثناء وجود النباتات.

كلمات البحث
الأكثر قراءة