لم تشهد الدراما من قبل تفاعلا بقدر التفاعل الكبير الذي يلقاه مسلسل «الاختيار ٣» لدى عرضه على قناة أون يوميا، فقد استطاع العمل أن يجذب الأسرة المصرية والعربية ويتجاوب كل أفرادها مع أحداثه التي تكشف وقائع عاشها الشعب المصري بدرجات، فالبعض لم يدرك فداحة المؤامرات التي كانت تحاك ضد الوطن، ولذلك فإن الحقائق التي كشفها العمل أكبر من الخيال.
«الاختيار ٣» ملحمة وطنية درامية أجمع عليها الكبار والصغار؛ حيث تساهم في إيقاظ الوعي وتشغيل العقل واستدعاء الذاكرة، كل ذلك مع الاستمتاع بدراما جذابة متماسكة وتمثيل مبدع لنجوم وضعوا أنفسهم في القمة بمصداقيتهم وتعبهم وجهدهم ليقدموا أفضل ما لديهم للمشاهد.
أبدع المخرج بيتر ميمي في اختيار شخصيات العمل، فكل نجم في دوره بالتمام والكمال، شكلا ومضمونا.. حتى إن المشاهد ينسى الاسم الحقيقي للنجم الذي يجسد الشخصية ويتفاعل ويصدق الشخصية التي يتم تجسيدها، فتميز بيتر ميمي بالذكاء في اختيار الشخصيات التي أدت كل الأدوار.
ياسر جلال برع وأبدع في تجسيده لشخصية الرئيس السيسي بإتقان شديد أبهر الجميع ووضعه في مصاف النجوم العالميين.. فلا أبالغ حين أقول إن «ياسر جلال عالمي»، فهو لم يقف عن حد تمثيل الشخصية وتقليد آسلوب الكلام وحركات اليد والمشي والنظرات، ولكننا نرى فيه روح الشخصية وحماسها وتلقائيتها، وكل الجوانب التي لا يتقن أدائها إلا فنان ذو حس عال وموهبة لا حدود لها.
صبري فواز.. عبد العزيز مخيون.. أحمد بدير.. خالد الصاوى، وغيرهم من النجوم الذين استطاعوا تجسيد الشخصيات ببراعة شديدة يضعم مسلسل «الاختيار ٣» أمام مسئولية كبيرة لأن الجمهور الذي أحبهم وصدقهم لن يتنازل عن هذه المرتبة العالية التي وصلوا لها في قلوب مشاهديهم.
مع كل الإيجابيات التي لا حصر لها للرائعة الدرامية «الاختيار» فإنني أرى أن المشهد الآخير الذي تختتم به كل حلقة يوميا ويتضمن تسريبات لأعضاء «الجماعة الإرهابية» فهو مسك الختام؛ لآن هذه المشاهد تجسد الواقع الحقيقي الذي كنا نعيشه وتكشف المؤامرات التي كانت تدبرها جماعة الإخوان الإرهابية، وتؤكد أن الحكم الفعلي كان للمرشد.