عندما أفصح الرئيس السيسي بقوله بأن الدولة المصرية، كانت رايحة فين والله أنقذها لفين، وأشار سيادته في هذا المعنى بالرمز والإشارة بإحدى يديه الكريمتين، بفعل مادي يشرح المنطق والقول بسقوط الدولة وعناية الله أنقذتها، وهذا القول بهذه الإشارة هو تجسيد لمدلول واقع ومستقبل مرير، بتجسيد الدولة المصرية بنزولها إلى حالة الفوضى والضياع، ولكن بفضل الله وعنايته أرسل الله لمصر السيسي منفذًا لها.
ومن يشاهد مسلسل "الاختيار ٣" من هذا الجيل، يدرك بوعيه كيف كانت تدار مصر عن طريق جماعة من الغوغاء، شديدة الكراهية للدولة المصرية، تحكم بالدكتاتورية المطلقة وترتدي رداءً مزيفًا باسم الدين، ولكن الله ورسوله براءة من هؤلاء الذين يتاجرون بدينه، من أجل الوصول إلى حكم البلاد، عن طريق غياب العقول باسم الدين، وما هم في الأصل إلا "دمية" تحركها حكومات ومخابرات دولية من أجل التنفيذ المتقن، لنظرية "الفوضى الخلاقة" التي أفصحت عنها "كوندوليزا رايس" عندما كانت تتولى الأمن القومي الأمريكي، في عهد جورج بوش الإبن، الذي بدأ عهده بأزمة وانتهي بجزمة، والمقصود بالأزمة هنا أحداث ١١ سبتمبر عام ٢٠٠١، بضرب برج التجارة العالمي، وضرب مقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" فالأول يرمز إلى رمز الرأسمالية المتطرفة وتحكمها في اقتصاديات السوق والتحكم في العالم اقتصاديًا، ثم الثاني يرمز إلى القوة المسلحة بالهيمنة على العالم في نطاق الدولة البوليسية، وتبرير وجود القوة العسكرية لاحتلال العالم، وبعد هذه الأحداث تحولوا الصقور في أمريكا، إلى سعار يجتاح دول العالم، من احتلالها لأفغانستان لأنها تأوي تنظيم القاعدة بقيادة "أسامة بن لادن" المتهم بالاعتداء على برجي التجارة العالمي، ورفض حكومة طالبان تسليمه لها، ثم لم تنته الحرب في أفغانستان حتى تحولت كرة اللهب الأمريكية إلى الاعتداء المسلح على العراق واحتلاله عام ٢٠٠٣، ثم انتهى عهده بحذاء عندما اعتدى عليه الصحفي العراقي منتصر الزيدي برميه بحذائه أثناء مؤتمره الصحفي مع نور المالكي رئيس الوزراء العراقي في ذلك الوقت، فكان يودع حكمه بـ"جزمة".
ولم يهدأ هذا السعار في التخريب والتدمير، فكان مخطط آخر يدق مسماره في جسد الأمة العربية، ليس فقط بسقوط الأنظمة الحاكمة فيها بل بسقوط الدول أيضًا، فقد كان مسمى ثورات الربيع العربي في كلا من تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، ما هو إلا تقسيم هذه الدول إلى دويلات صغيرة بعد ابتلاع حضارتها، وسرقة خيراتها وتفكيك جيوشها وتشريد شعوبها، ولنا مثال حي نشاهده أمامنا في ليبيا وسوريا واليمن.
هكذا وضح الرئيس السيسي، عندما أشار بيديه أن الدولة المصرية كانت ذاهبة إلى مرحلة السقوط، لأن حب الرئيس السيسي ووفاءه العظيم لوطنه، فلم يشأ حياؤه العسكري أن يترك الدولة لجماعة الإخوان الإرهابية، أن تصل بالبلاد إلى الهاوية، هكذا قد فسر الرئيس السيسي تاريخ أسود حقبة من الزمن عاشتها مصر في عهد جماعة الظلام، ولا يجهل أي إنسان الدور العظيم والشجاع الذي قام به القائد عبدالفتاح السيسي، بسعيه بالمحافظة على الدولة المصرية، وتحويلها من حالة فوضى إلى مجتمع منظم، بفرض النظام واستتباب الأمن، وعودة الدولة لمبدأ المشروعية وسيادة القانون، فهو هبة الله لمصر الذي وهب نفسه لها بالتضحية والفداء والإخلاص، فقد وفقه الله أن يرسم لنا معالم الطريق، بالحفاظ على وطن واحد غير مقسم ولا مفكك وشعب موحد لا مشرد، فقد فطن بعلمه وذكائه وتاريخه العسكري المجيد، أن الوطن في حالة انحدار وسقوط، عندما تكالبت عليه مخابرات دول أجنبية، بنشر الفتن والاضطرابات والفوضى الداخلية، حتى يصبح حلم التقسيم الذي يراود دول المخطط الشيطاني، لم يعد خفيا بل أصبح أمرًا ضروريًا ولا يستطيع أحد أن يوقفه، طالما أن جماعة الإخوان الإرهابية تتولى الحكم في البلاد، ولكن أراد الله بمصر الخير فأرسل لها الرئيس السيسي لكي ينقذها من الانحدار والسقوط، ونسير في التعمير والبناء تحت قيادته، وختامًا لمقالي هذا قول الله تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ…) وقوله تبارك وتعالى (وَكُنْتُمْ على شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا). {آل عمران:103}.