منذ مباراته الأسطورية أمام المنتخب النمساوي في بطولة كأس العالم 1954 ، لم يستطع المنتخب السويسري الوصول لدور الثمانية مجددا رغم تعدد مشاركاته في البطولة العالمية.
موضوعات مقترحة
والآن ، قد تكون الفرصة سانحة أمام المنتخب السويسري لبلوغ هذا الدور في النسخة المرتقبة من المونديال ، والتي تستضيفها قطر من 21 نوفمبر حتى 18 ديسمبر المقبلين.
وأوقعت قرعة المونديال القطري ، والتي أجريت في أول أبريل الحالي ، المنتخب السويسري بالمجموعة السابعة مع منتخبات البرازيل وصربيا والكاميرون.
ولكن نتائج الفريق في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال وقوة خط الدفاع ترجح أنه قادر على اجتياز دور المجموعات من هذه المجموعة الصعبة والوصول إلى دور الثمانية أيضا في المونديال القطري لتكون المرة الأولى التي يبلغ فيها الفريق هذا الدور منذ 68 عاما.
وفي دور الثمانية بنسخة 1954 في سويسرا ، خسر أصحاب الأرض أمام جارهم النمساوي 5 / 7 بعد مباراة مثيرة وتاريخية حيث عانى عدد من اللاعبين من حرارة الطقس بعدما وصلت درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية.
وسقط حارس المرمى النمساوي كورت شميد مصابا بضربة شمس لكنه ظل على خط المرمى نظرا لأن نظام الاستبدال لم يكن قد طبق بعد.
وبعدها ، أصبح الأداء مفتوحا بشكل كبير حيث تقدم المنتخب السويسري بثلاثة أهداف نظيفة لكن ضيفه النمساوي قلب الطاولة على منافسه وأنهى الشوط الأول لصالحه 5 / 4 علما بأن أول ثمانية أهداف في المباراة جاءت بين الدقيقتين 16 و34 .
وفي الشوط الثاني ، أكمل المنتخب النمساوي انتصاره 7 / 5 ليتأهل إلى المربع الذهبي الذي خسر فيه أمام نظيره الألماني 1 / 6 .
وحققت هذه المباراة بين المنتخبين السويسري والنمساوي ، والتي لقبت بـ"معركة الحرارة في لوزان" ، رقما قياسيا لم تعادله أي مباراة في المونديال حتى الآن حيث شهدت المباراة تسجيل 12 هدفا.
ورغم مشاركة المنتخب السويسري في سبع نسخ أخرى من المونديال بعد هذه البطولة ، لم يستطع الفريق بلوغ دور الثمانية مجددا ، وكانت أفضل نتيجة له هي الوصول لدور الستة عشر في أربع نسخ منها وكان أحدثها في النسختين الماضيتين عامي 2014 بالبرازيل و2018 بروسيا.
وتلقى المنتخب السويسري ضربة قوية في مونديال 2006 بألمانيا عندما امتنعت شباكه على جميع المنافسين الأربعة الذين واجههم في مجموعته وفي دور الستة عشر للبطولة ، ولكنه سقط أمام نظيره الأوكراني بركلات الترجيح في دور الستة عشر.
وحقق المنتخب السويسري في تلك البطولة رقما قياسيا آخر حيث كان حارس مرماه باسكال زوبيربوهلر الأقل استقبالا للأهداف في بطولة لكأس العالم.
وعندما يخوض المنتخب السويسري فعاليات مجموعته في الدور الأول لمونديال 2022 بقطر ، ستكون النسخة الثانية على التوالي التي توقعه خلالها القرعة في مجموعة واحدة مع منتخبي البرازيل وصربيا فيما كان الفريق الرابع في مجموعته بمونديال 2018 هو المنتخب الكوستاريكي.
وكان المنتخب السويسري حل ثانيا في مجموعته بالمونديال الماضي لكنه سقط في دور الستة عشر أمام نظيره السويدي.
ورصد الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) على موقعه الإلكتروني ثلاثة أسباب ترجح قدرة المنتخب السويسري على بلوغ دور الثمانية بالمونديال القطري.
ووصف الفيفا السبب الأول بأنه "الحائط البشري" في إشارة إلى المدافع الكبير يان سومر /33 عاما/ الذي لا يعد دعامة يمكن الوثوق بها فقط وإنما كان أحد اللاعبين البارزين في المنتخب السويسري في مونديال 2018 ، وفي التصفيات المؤهلة لمونديال 2022 حيث اهتزت شباك الفريق مرتين فقط في ثماني مباريات خاضها اللاعب.
والسبب الآخر هو تفوق المنتخب السويسري في المناسبات الكبيرة حيث يملك سجلا رائعا في بطولات العالم الأخيرة رغم فشله في اجتياز دور الستة عشر.
وخلال آخر أربع مشاركات سابقة للفريق ببطولات كأس العالم ، خاض المنتخب السويسري 15 مباراة وخسر ثلاث منها فقط في الوقت الأصلي.
كما يبزغ السبب الثالث من إحصائيات الفريق حيث حقق الفوز في 11 من آخر 21 مباراة خاضها فيما تعادل في ثماني مباريات وخسر مباراتين فحسب وكانت الأولى في بطولة كأس أمم أوروبا الماضية (يورو 2020) أمام المنتخب الإيطالي الذي توج في النهاية باللقب فيما كانت الخسارة الثانية أمام المنتخب الإنجليزي وديا في مارس الماضي.
وحافظ المنتخب السويسري على سجله خاليا من الهزائم في التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال 2022 وتصدر مجموعته على حساب المنتخب الإيطالي (الآزوري) الذي فشل بعد ذلك في اجتياز الملحق الأوروبي ليغيب عن المونديال القطري.