دعيت العام الماضي لمشاهدة العرض المسرحي "ديجافو" على مسرح الهناجر إعداد وإخراج أحمد فؤاد، والموسيقى للفنان محمد عبدالله، بطولة حمزة العيلى وأحمد السلكاوي ورحمة أحمد، ورشا جابر أحمد، وأحمد خشبة.
ما أثار دهشتي حينها الفكرة، تركيبة الممثلين الموهوبين، وبخاصة ممثلة تمتلك من التلقائية ما يؤهلها لأن تكون ممثلة مسرح كوميدي وبخاصة أننا نفتقد لمثل هذه النوعية من الممثلات التلقائيات الصاعدات، وهي رحمة أحمد.
وعندما أعلن قبل رمضان مشاركتها الفنان أحمد مكي عن ترشيحه لرحمة أحمد للمشاركة في البطولة توقعت بأنها سوف تسد فراغ غياب دنيا سمير غانم، ليس فقط بل كنت على يقين بأنها ستكون أحد أهم أسباب نجاح الجزء السادس لأسباب كثيرة، هي لم تنظر إلى الخلف، ولم تفكر فيمن مثلت الخط الدرامي الشريك لـ"الكبير آوي"، تعاملت مع الشخصية وكأنها ممثلة فى حلقات منفصلة عن الأجزاء السابقة، وهو ما حدث بالفعل، كان طبيعيا أن يقدمها المخرج الموهوب أحمد الجندي بطريقة طبيعية تفرضها حالة الكبير بعد أن أصبح بدون زوجة، ويحتاج لمن تساعده في تربية الأبناء.
حالتان نجح فيهما "الجندي" كمخرج له رؤية واضحة فى الكوميديا، رحمة أحمد وسماء إبراهيم، التي تجسد شخصية عمة الكبير، وشاركته أحد أعماله الكوميدية وهو مسلسل "موضوع عائلي" عرض على منصة شاهد، وأشاد الجميع بأداء سماء إبراهيم، هي ممثلة مسرحية معروفة ولها أعمال تليفزيونية ويعرض لها في رمضان مسلسل "المشوار" مع محمد رمضان.
ما يحسب هذا العام هو محاولة الاستفادة من المواهب التي لا يتم إلقاء الضوء عليها، لأن المسرح للأسف محكوم بالمكان، ما يعرض في القاهرة صعب أن يعرض فى كل محافظات مصر، عكس التليفزيون أو السينما، والدليل أن جمهور "الكبير آوي" فى كل المحافظات يرحبون بالشخصيات الجديدة وبخاصة رحمة وسماء إبراهيم، وإن نجحت الدراما فى اكتشاف مثل هاتين الموهبتين كل عام لأعدنا إلى الكوميديا بريقها، بعد أن زادت جرعة النكد فى المسلسلات.
رحمة أحمد لم تدرس الفن، فهي تخرجت فى كلية العلوم، ثم التحقت بورش بنقابة المهن التمثيلية وكانت بدايتها بمسرح الجامعة والقطاع الخاص ودار الأوبرا شاركت في العديد من الأعمال المسرحية مثل مسرحية «ديچافو» بمسرح الهناجر، إخراج أحمد فؤاد.
كما شاركت رحمة في برنامج "أمين وشركاه" ولها تجارب كثيرة، لكن دورها في "الكبير آوي" سيكون نقطة فاصلة فى مسيرتها، تؤكد من خلالها بأن الممثل يجتهد، وستأتيه الفرصة، فأحمد مكي ممثل "شاطر"يعرف كيف يسمح لغيره بأن ينجح أمامه، لأن نجاح العمل يحسب له هو أولا، يقال نجح "الكبير آوي"، فلا ينكر أحد أن الجزء الخامس، لم يحقق نجاحا العام الماضي، وإن استمر بنفس الطريقة دون تجديد، وإضافات واكتفى بأن يكون هو العنصر الرئيسى يقدم ثلاث شخصيات لما حقق إبهارا، فمسلسلات الأجزاء حتى الأجنبية إن لم يتم التعامل معها بذكاء وأن كل جزء منفصل كعمل فني قائم بذاته لن تشعر بجديد.