موضوعات مقترحة
- اختيار الشعب المصرى أحبط مخطط تفتيت بلاده.. واستقر على قلب رجل واحد ليقود معه معركة الحرب على الإرهاب وعودة الدولة الوطنية
- غزو العراق كان أول خطوة تكتيكية فى مخطط تغيير وجه الشرق الأوسط
- المشروعات القومية العملاقة التى تعم ربوع مصر أبرز ملامح الجمهورية الجديدة
كانت اللحظة فارقة فى عمر الوطن، وكان الاختيار أمرًا محسوما بتوقيع الشعب المصرى بجميع أطيافه، كان اختيار تقرير المصير والخروج من النفق المظلم، كان الاختيار الذى أفسد مخطط «الجائزة الكبرى» وتفتيت الشرق الأوسط، الذى بدأ منذ غزو العراق.
بعد 3 سنوات عجاف مرت على أحداث يناير 2011، سارت مصر خلالها طبقا لما هو مرسوم فى مخطط الجائزة الكبرى، نحو التفتيت والفوضى والطائفية، جاءت لحظة الاختيار فى 30 يونيو 2013، تلك اللحظة الفارقة فى تاريخ مصر، والتى استعاد فيها الشعب المصرى بثورته بلاده، وأعاد إليها هويتها الحقيقية، وعادت الدولة الوطنية.
كان اختيار التحدى وحق الشعب المصرى فى تقرير مصيره بنفسه، لتظل بلد الأمن والأمان لشعبها، ولكل من يقصدها، مصداقا لقوله تعالى «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين». فما شهدته مصر وبعض الدول العربية من أحداث فى مطلع العقد الماضى، ليس وليد زمانه، ولا ناتجا عن تداعيات اجتماعية واقتصادية مرت بها شعوب هذه الدول فى تلك الفترة، فقط، بل كان الفصل الأخير من صفحات تقرير غربى، أعده الباحث لوران مورافيتش فى معهد «راند» للأبحاث الإستراتيجية، قبل غزو العراق بثمانية أشهر، ونشره العديد من الصحف الأمريكية، منها صحيفة واشنطن بوست فى عددها الصادر بتاريخ 6/8/2002، وجاء فى هذا الفصل الذى حمل عنوان «الجائزة الكبرى»: إن الحرب على العراق ستكون مجرد خطوة تكتيكية ستغير وجه الشرق الأوسط، أما السعودية فهى هدف إستراتيجى، وأما مصر فهى الجائزة الكبرى فى نهاية الطريق.
إنه الاختيار المصرى الوطنى الخالص، الذى أفسد مخطط الجائزة الكبرى، الذى يهدف إلى تفتيت الدولة المصرية، وبث روح الفتنة والطائفية بين أفراد الشعب المصرى. وحينما ننظر إلى الدول العربية التى نجح فيها هذا المخطط، لنا أن نفخر - كشعب مصرى - باختيارنا، وما أوصلنا إليه الآن من اسقرار إنجازات ومشروعات قومية تعم ربوع المحروسة على جميع الاتجاهات.
وبهذا الاختيار رست سفينة النجاة فى مصر رغم إصرار «مهندسى التفتيت»، على إبقائها دون إقلاع بمؤامرات داخلية وخارجية تحركها قوى عالمية، واستعادت مصر عافيتها، وتوقفت حسابات تفتيت المنطقة، واستعادة البوصلة العربية اتجاهها الصحيح، وعادت مصر موصولة بقوة بأشقائها فى الخليج والمنطقة العربية كلها، تواصل القيام بدورها المحورى فى محيطها الإقليمى.
نعم مصر جائزة كبرى وستظل، فهذا حجمها وقدرها عبر التاريخ، لكن جائزة كبرى لأهلها وشعبها وأشقائها العرب، ومنذ لحظة الاختيار حتى الآن، تكاتف الشعب المصرى، واستقر على قلب رجل واحد، ليختار من بينهم قائدا لهم ومؤسسا للجمهورية الجديدة بكل معاركها وتحدياتها التنموية، وهو الرئيس عبد الفتاح السيسى، اختاره الشعب المصرى واحدا من أبنائهم يشبهم، ويشبهونه فى الوطنية وحب البلاد، بملامح مصرية أصيلة، ليقود دفة السفينة نحو بر الأمان، ولتظل مصر عنوانا كبيرا فى صفحات التاريخ الحديث وليست مجرد صفحة فى تقرير مشبوه بعنوان الجائزة الكبرى.
لقد أفسد الاختيار مخطط الجائزة الكبرى، وهو سقوط مصر وسقوط المنطقة بأكملها، وإحلال الفراغ والفوضى والحروب الأهلية، بدأ الاختيار المصرى الأصيل يسفر عن نتائجه بمواجهة الإرهاب، على أغلى بقعة من أرض الوطن، سيناء أرض الفيروز، وبوابة مصر الشرقية ومقبرة الغزاة، وليدفع من دماء أبنائه ثمنا غاليا فى الحفاظ على الوطن، وعلى الضفة الأخرى كانت تدور فى نفس الوقت رحى معركة التنمية والعبور الجديد نحو الجمهورية الجديدة، بمشاريع قومية عملاقة تعم ربوع الوطن، منها شبكة طرق قومية عملاقة، وإنشاء مدن ومجتمعات عمرانية جديدة، ومشروعات تنموية فى جميع المجالات الصناعية والزراعية، فضلا عن تطوير العشوائيات وبرنامج حياة كريمة، لتخرج مصر من النفق المظلم وعنق زجاجة «الجائزة الكبرى» وتنطلق فى معركة البناء والإنتاج والتقدم، وتلك النتيجة الطبيعة للاختيار الصحيح.