راديو الاهرام

داعية إسلامي: كتاب الله لا يفارق أيدينا في القرية.. وأخلاقيات الصيام تظلل الجميع

6-4-2022 | 10:54
داعية إسلامي كتاب الله لا يفارق أيدينا في القرية وأخلاقيات الصيام تظلل الجميعالداعية الإسلامي الدكتور فتحى عبدالرحمن حجازى
حوار - هناء عبد المنعم
الأهرام التعاوني نقلاً عن

الناس فى رمضان كانوا يعيشون حياة خفيفة والطعام قليلا.. لكن الله يبارك
«الناس بخير ما تعانوا».. منهج نبوي من سار عليه عاش سعيدا دائما

فضيلة الاستاذ الدكتور فتحى عبدالرحمن حجازى.. واحد من كبار دعاتنا ومفكرينا الإسلاميين.. ولد بقرية أجهور الكبرى قليوبية عام 1946.. حفظ القرآن بالقراءات العشر.. يعمل أستاذا متفرغا بكلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر الشريف.. وأستاذا للغة العربية بمراكز الثقافة الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف، وأستاذا للعلوم العربية والشرعية فى البرامج العلمية التى يقوم بها الرواق الأزهرى بالجامع الأزهر، وفى المحاضرات العامة التى تقام بساحات الشيخ إسماعيل صادق العدوي، والشيخ الدح، ومسجد سيدى الدردير والشيخ صالح الجعفري.. ويحضرها طلبة الأزهر من جنسيات مختلفة، لفضيلته الكثير من البرامج الدينية بإذاعة القرآن الكريم والقاهرة الكبرى والبرنامج العام والتليفزيون المصري.. 
صفحة «رمضانيات» بجريدة «الأهرام التعاوني» التقت فضيلته ليقص علينا ذكرياته الرمضانية قديما.. فماذا قال؟

وعن ذكرياته الأولى فى الصيام يقول فضيلته: كان أول من علمنى الصيام وشجعنى عليه جدى، وأهل القرية يتميزون بالكرم والحفاظ على الحدود الأخلاقية والاجتماعية إلى يومنا هذا، لذا كانت تبدأ القرى صباحا بذهاب الرجال إلى حقولهم للعمل فى الزراعة، وترى الاطفال جماعات يذهبوا إلى كتَّاب القرية لحفظ القرآن وبعض المدارس الابتدائية فقط هى التى تنتشر فى البلاد القروية وكان ذلك فى منتصف القرن الماضى وبداية حياتى حيث القرى عام ١٩٤٦، وبدأت فى حفظ القرآن الكريم وعندى خمس سنوات وانتهيت منه فى الحادية عشر من عمرى قبل دخول الأزهر الشريف بمعهد بنها، ومن هنا ظهرت بشائر الخير وبداية العلم النافع إلى يومنا هذا.

يضيف أننى رأيت من رمضان فى حياة الناس أول أمرى له فرحتهم الكبرى وأثره على الناس فى سلوكهم، حيث يقابل بعضهم فى أول يوم بكل سرور ويرددون قولهم لبعض كل عام وأنتم طيبون وأعاده عليكم باليمن والبركات، ويذهبون إلى حقولهم يعملون بلا كسل ولا وهن فالصيام أعطاهم فسحة من الوقت، وكنت وانا صغير أرى يحمل أكثرهم كتاب الله فى أيديهم ويقرأون فيه فى نهارهم وهم فى حقولهم، وبهذا الشكل فى النهار، ويؤدون الصلاة فى المساجد الصغيرة المنتشرة على شواطئ القرية والقنوات، وتسمى مصلاة لأنه لا يوجد فيها إلا الصلاة إلى ما قبل صلاة الجمعة وهم فرحون، لذا كانت على هذا الدرب منذ عرفت الحياة فى سن السابعة، وبعد ذلك يستعدون وهم فى حقولهم للعودة إلى بيوتهم والأفطار مع اولادهم وزوجاتهم فى فرحة غامرة، وكنا نعتبر أول يوم فى رمضان موسم، وكنا نفطر اول يوم على اللحوم والطيور، كل لما تسير له، وكان من عادة الناس فى رمضان إنهم وإن كان جارهم لايملك شيئا، وكان هذا الوقت فى شدة، كان الناس يتعاونون مع بعضهم فى حياتهم، ويبعثون الهدايا مما عندهم فجعلوا الحياة سهلة كريمة وإن كانوا لا يملكون شيئا، ويقول رسول الله [: «الناس بخير ما تعانوا»، من هنا نشأت فى هذا الجو المريح السعيد روحانيا.

ويصف لنا فضيلته روحانيات رمضان الكريم، ومدى اختلافها قديما وحديثا فيقول: رمضان قديما كان الناس يعيشون حياة خفيفة، وكان الطعام قليلا، لكن الله يبارك فيه عند العوام، ثم يفطرون ويأتون المساجد وهم غير ممتلئى البطون، أما حديثا فأقبلت الدينا عليهم ويعدون الطعام باللحوم والحلويات، ويقبلون حاليا على الأمور المادية وليست المعنوية، ويأتون المساجد وهم كسالى وملأى البطون ويتثاءبون، ويقول سيدنا محمد صلى الله علية وسلم:» ما ملأ ادمى وعاء شر من بطن، فإن كان فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه»، وحذر من ملء البطون والتخمة المسببة أمراض كثيرة، وفعلا اختلف الناس قديما وحديثا.

من روحانيات رمضان المبارك ايضا أننى كنت فى السعودية، لاننا كنا فى بعثة كأساتذة فى الجامعات السعودية، وكنت أستاذا فى كلية الشريعة جامعة الامام، وكنا وزملائى دايما فى العشر الأواخر من رمضان نكون فى بيت الله الحرام عند الكعبة، ونقوم بالاعتكاف بالحرم فى الدور الثانى به فى مواجهة الكعبة، وأعيش اليوم كله على تلاوة القرآن ونفطر على تمر ولا نخرج من بيت الله الا بعد صلاة العشاء والتراويح عشرين ركعة، وبعد ذلك نذهب إلى أماكنا نأخذ طعام السحور، ونعود مرة أخرى إلى بيت الله الحرام، وهذا على مدى ست سنوات، وهذه فرصة لم أرها فى حياتى من قبل.

وعن الذى يتمناه فضيلة الدكتور فتحى عبدالرحمن حجازى فى شهر رمضان المبارك فيذكر أتمنى أن يجعل المولى هذا الشهر لأمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم شهر للمغفرة والرحمة وصالح الأعمال، وطيب الأقوال وصالح الأحوال، والواجب على الأسرة أن يكونوا متصالحين بمعنى لو كان شخص عنده مشكلة لابد ألا يمر هذا الشهر إلا وانحلت، واسأل الله العظيم أن تعود الامة الإسلامية إلى ما كانت عليه، حيث كنا قديما نرى الأسر يتلى القرآن فى البيوت على الدوام، ويأخذوا بعد صلاة التراويح فى قراءة القرآن الكريم للبيوت من قارئ حتى الفجر، ونسأل الله أن تعود الأمة الإسلامية إلى هذا الذى كنا عليه من قبل.

كلمات البحث