انتظرت أيامًا بعد لقاء المنتخب الوطني ونظيره السنغالي في المباراة المؤهلة لكأس العالم في قطر ٢٠٢٢، خلالها تابعت بشغف ردود الأفعال بين جماهير الكرة المصرية والمسئولين والمحللين..
وكل الآراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. واندهشت بشدة لكل هذا الغضب الذي ذهب بالبعض للخروج عن أدب الحوار الذي دفع بهؤلاء إلى القيام بحملة شرسة على نجم مصر وفخر العرب محمد صلاح، والذي حملته الكتائب الإلكترونية المسئولية عن ضياع حلم التأهل إلى كأس العالم..
واتهمته تلك الكتائب الإلكترونية بأنه يتألق ويؤدي ويقدم مستوى فنيًا رائعًا مع ليفربول فريقه الإنجليزى أفضل بكثير من مستوى أدائه مع منتخب مصر.. ونسي هؤلاء أن مستوى الأداء الفني على المستطيل الأخضر لأي لاعب -صغر أو كبر حجم مكانته بين صفوف فريقه- مرتبط بشكل كبير وأساسي بقماشة باقي أفراد فريقه؛ فكلما كانت قماشة إمكاناتهم وعطائهم جيدة ومتميزة في الملعب، تأثر بهذا العطاء كل أفراد الفريق..
ونجم الفريق وهدافه يكون الأكثر تأثرًا وتأثيرًا فى الفريق الذى يتمتع أفراد فريقه بهذه القماشة الجيدة والمميزة فى عطائها للفريق.. هذه الإمكانات والقدرات بكل تفاصيل القماشة المميزة يجدها مو صلاح فخر مصر والعرب مع فريقه الإنجليزي ليفربول.. تلك القماشة هي التي تجعل جماهير الكرة المصرية تشعر بهذا الفارق الكبير بين أدائه وتألقه مع ليفربول وأدائه مع المنتخب الوطنى..
كم لاعب مميز في ليفربول يخدم وينتج ويمرر الكرة إلى مو صلاح.. كم تمريرة متقنة تذهب إليه يستطيع من خلالها تسجيل الأهداف.. محمد صلاح الذي نشاهده ونتابعه في الدوري الإنجليزي ليس لديه أي مهام دفاعية داخل المستطيل الأخضر..
بينما يطالبه جمهور الكرة في مصر بإحراز أهداف بالمجهود الفردي، دون مساندة من وسط الملعب وأطرافها.. تطالبه الجماهير أن يكون اللعب مهاجم ووسط ومدافع.. فى مصر مطلوب منه عمل كل شيء في الكرة أن يكون "مهاجمًا" يحرز الأهداف و"لاعب وسط" يصنعها و"مدافعًا" يمنعها من دخولها الشبكة في مرمى فريقه.. وناقص يطلبوا منه أن يكون مكان حارس المرمى إن لزم الأمر..
مطالب فوق مستوى قدرات وإمكانات أي لاعب، مهما كانت قدراته وإمكاناته الفنية.. "هتقول.. طيب ما رفيق ضربه في نفس الفريق السنغالي ساديو ماني تألق مع منتخب بلاده مثلما يتألق مع ليفربول".. أقول لك ببساطة ماني يجد المساندة والدعم من كل أفراد فريقه.. كل كرة لابد أن تمرر إليه يتحرك في الملعب يظهر له لاعب واثنان وثلاثة، ويصبح لديه وأمامه عدة خيارات للتصرف في الكرة..
هذا هو التحليل المضبوط لأداء مو صلاح مع منتخب مصر..
..وبدلا من مساندة الكتائب الإلكترونية ودعمها بالانسياق وراء ما تردده.. علينا أن نوقف هذه الهجمة الشرسة التى أطلقتها تلك الكتائب عقب مباراة السنغال الثلاثاء الماضي.. وإن كنت أرى أنها مع قدوم شهر رمضان المعظم بدأت تهدأ بعض الشيء.. وبدأ الهجوم على مو صلاح تخف حدته ومع انشغالها بصيام الشهر الكريم يختفي الهجوم على أبومكة بشكل نهائى.
إن شاء الله بعد أن تكون جماهير الكرة عادت للتفكير في الأمر بعيدًا عن التعصب وغضب الحزن من ضياع حلم التأهل للمونديال للمرة الثانية على التوالي.
أما حدوتة إعادة مباراتنا مع السنغال أرى أنها حدوتة تسالي جماهيرية في نهار رمضان.. ونوع من أنواع المسكنات الكروية للتخفيف من الهجوم على اتحاد الكرة الذي يتحمل حاليًا خطايا من سبقوه.
وكل عام وأنتم جميعًا بخير وصحة وسعادة.. وفي الشهر الكريم تقبل الله صيامكم وقيامكم ورزقكم الرحمة والمغفرة والعتق من النار.