في ظل دولارٍ يصعد.. وحربٍ تُقرع.. وغلاءٍ متوقع.. أصبح من الصعب على الكثير من المصريين العيش دون تشاؤم، ولكن باتت قلة من البسطاء وكثير من المثقفين يبحثون عن السعادة والتفاؤل والأمل في التغلب على المصاعب المالية الحالية..
فما أجمل وأرقى من هؤلاء المتفائلين.. وما أجمل أن تعيش دون تشاؤم.. وما أجمل أن نتمسك بالأمل بأننا سوف نتجاوز الصعاب والآلام.. وما أجمل أن نثق في قيادتنا السياسية الحالية التي تسلك كل الدروب والسبل للحصول على كل ما نتمناه.. وما أوقع وأجمل أن نسير خلفها واثقين بقدراتها وعمق رؤيتها وقراراتها التي تعالج مئات القرارات الفاشلة على مدار عقود سابقة.. وما أنبل وأعظم من أن تعمل حكومتنا على إزالة أي أثر ربما يسبب لنا الإحباط واليأس.
يجب علينا كمصريين أن نمضي إلى الأمام دون النظر إلى الوراء.. فمن يرد النجاح لنفسه ولبلده فلا ينظر إلى الخلف؛ بل يشد العزم بقوة وإصرار للمضي قدمًا في طريق التفاؤل والأمل الذي يقودنا إلى الانتصار والنجاح.
ويسأل البعض كيف يتسنى لنا التفاؤل والسعادة في ظل دولارٍ بات متوقعًا صعوده والحرب تُقرع طبولها يومًا تلو الآخر وأسعار البترول تتضاعف لأعلى معدلاتها..
ولكن الإجابة لم تكن بالصعبة على أبناء شعب مصر الذي دائمًا ينهض في المحن.. فما علينا إلا استرجاع همتنا وإنجاز أعمالنا مؤمنين بقدراتنا باذلين كل الجهد موقنين بأننا حتمًا سنصل إلى تحقيق أحلام المصريين.
يجب علينا ألا نخشى من الفشل.. وأن نتوقع أن الأمور ستؤول إلى الأفضل بإذن الله.. وأن نتوقع السعادة بعد العمل الشاق مرسخين في أذهاننا بأن قيادتنا الحالية تبحث عن كُثب عن سعادة المصريين، كما يجب أن نؤمن بأننا نستحق السعادة.
يجب علينا في ظل الظروف الصعبة أن ننطلق بقوة مهما زعزعتنا الرياح إن هَبت.. فلسنا ضعفاء العزيمة حتى نسقط من أول هزة.. فلن يسقطنا ارتفاع سعر الدولار، ولن تحطم آمالنا الحروب التي تُدار هنا وهناك.. فآمالنا نحو البناء والتنمية والاستقرار باقية.. فما بين زخات المطر.. وغبار الرياح.. ونسمات الهواء.. وغلاء الأسعار.. أصبح المواطن المصري يعمل ولا يعرف ما الذي يجري في نهاية يومه، ولا يعلم ماذا سيخبئه الغد.. ولا إلى أين ستؤول الأمور.. وأصبح يتساءل هل سيستمر الحال؟ أم أن الدوائر ربما تدور.. ورغم كل ذلك يتسلح الشعب المصري بالتوكل على الله حاملًا الثوابت المصرية الراسخة في حب الوطن وقياداتها ناظرًا للأمام مستلهمًا حكاياته المأثورة عن الغزال والنمر.. فالغزال أسرع بكثير من النمر.. ولكن النمر حين يهم باللحاق بالغزال ما يلبس أن يصطاده.. فكيف ذلك؟ فالنمر يجري ولا يلتفت إلى الوراء، والغزال يجري ويلتفت خلفه حتى يلحق به النمر.
ونأمل في القريب العاجل أن تسود موجة من التفاؤل مع بدء سلسلة من الإجراءات الحكومية لتحفيز الاقتصاد المصري وحركة الاستثمار؛ لتخفيف الآلام والأحزان والسهام التي تكالبت على المصريين.
كما يجب علينا أن نتفاءل بأن الأمور سوف تسير إلى الأمام، وعدم الاكتراث بما يُقال أو يُحاك بمصر والمصريين من بث روح الهزيمة.
فمصر محفوظة بعون الله ولن ينال منها دولارٌ يصعد أو حربٌ تُقرع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أمين عام بحوث البترول