Close ad

د. آيات الحداد تكتب: آسفة.. أرفض الطلاق!

27-3-2022 | 15:52
الأهرام المسائي نقلاً عن

في الوقت الذي زادت فيه حالات الطلاق، وأصبح الطلاق بمثابة كلمة تطلبها المرأة لاسباب عديدة، بعض الأسباب قد تبدو تافهة للبعض وأسباب أخرى قد تكون جوهرية وكافية لطلب الطلاق، وكذلك كلمة يطلُقها الرجال لأسباب قد تبدو أنانية في نظر البعض وأسباب كافية لإنهاء علاقة، وسيظل طلب الزواج والطلاق أمر شخصي لا يخص الا أصحاب العلاقة فقط، هم فقط من يقدرون هل يريدون البقاء أم الإنهاء!؟ ولكن الأصعب في ذلك القرار عندما يكون أحد طرفي العلاقة يريد البقاء وطرف لا يريد !

صادفت الكثير ممن أنهوا علاقتهم ومن يريدون البقاء ولكن ما استوقفني أسباب طلب الطلاق؟! فالبعض جعلني أؤمن بقاعدة ما بُني على باطل فهو باطل، ففي بداية أي علاقة تكون هناك مؤشرات لنجاح أم فشل العلاقة ولكن البعض يتجاهلها لرغبته في الاستمرار في العلاقة، ولكن سرعان ما ينتهي التجاهل ويبدأ التركيز والتمعن فيما تجاهله في بداية العلاقة ومن هنا تكمُن المشاكل فلو استمر التجاهل والتغاضي عن العيوب والمشاكل كما فعلوا في بداية العلاقة لأستمر الزواج! والبعض الآخر جعلني أؤمن بمقولة ستكره الشخص لنفس الأسباب التي أحببته من أجلها! فبكل تأكيد كل شخص لدية مواصفات في شريك الحياة؛ سواء أكانت مواصفات للشخص أم سمات للشخصية ولكن في كثير من الأحيان الصفات والسمات التي جذبت الشخص الآخر وجعلته يقرر الارتباط بتلك الشخصية هي نفسها السمات التي قرر الشخص الانفصال بسببها! فمن جذبه الطموح يريد قتل الطموح بعد الزواج! ومن جذبه قوة الشخصية يريدها شخصية ضعيفة وهكذا! مهما تعددت أسباب الطلاق سيظل السبب الرئيسي لإنهاء العلاقة هي عدم الإحساس بالأمان والثقة بمفهومهما العام والشامل، فهناك من يرفض الطلاق خوفًا من المجتمع ، وهناك من يرفض الطلاق من أجل أطفاله!

جسدت الدراما في الفترة الأخيرة حالة من حالات الطلاق وهي الطلاق بوعي، أي اتفاق الطرفين على الطلاق بلا عداء أو حرب سواء من أجل أطفالهما أو من أجل أنفسهما ، وهو نوع من أنواع التحضر ، فلا تنقطع طرق التواصل بينهما من أجل الأطفال وكل واحد اختار طريق آخر لنفسه ! وقد تحدث الله سبحانه وتعالى عن ذلك النوع من الطلاق المفترض أن يكون عليه الزوجان بعد قرار الانفصال :" فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ" .

حسم الله سبحانه وتعالى قضايا الزواج والطلاق في العديد من آياته ، فوصف الزواج بالميتاق الغليظ ووصف العلاقة بين الزوج والزوجة بالمودة والرحمة ، وحسم أمور الطلاق أيضًا، لأنها مهما قيلت أسباب من الطرفين في المحاكم ستظل هناك أسباب لا تستطيع الزوج أو الزوجة البوح بها وهي عادة الأسباب الحقيقية للطلاق وليس ما يبدو للناس ويصل إلى المحاكم !فقد يبدو لدى البعض أسباب الطلاق تافهة ويبدو للبعض الآخر أسباب رفض الطلاق أيضًا غير مبررة ! فالزوجة أحيانًا ترفض الطلاق لأسباب متعلقة بنظرة المجتمع لها، خوفًا أيضًا على مكانتها بالمجتمع ، خوفًا على نفسية أطفالها، وأحيانًا الزوج يرفض الطلاق أيضًا حفاظًا على المظهر الاجتماعي ، فكم من بيوت يعيش كلا الزوجين شبه مُطلقين!

فالبعض يسرع في إتمام الزواج هروبًا من نظرة المجتمع لهم! والبعض أيضًا يخشى الطلاق خوفًا من كلام المجتمع! ولا يعلمون بأن من يدفع الثمن هم من يخشوا نظرة المجتمع لهم، فالمجتمع سوف يتحدث في كلتا الحالتين، وحده الشخص الذي يقرر متى يتزوج وبمن ومتى ينجب ومتي يعزّم ويقرر الطلاق بمعروف ، فالزواج والطلاق ثقافة يجب أن يتعلمها الجميع قبل الإقدام على أحدهما.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: