اللحوم النباتية مصنوعة من البقوليات والدهون من جوز الهند.. واستثماراتها تتجاوز 85 مليار دولار فى 2030
موضوعات مقترحة
بحلول عام 2040 سيكون 60% من اللحوم نباتية.. 35% منها ستتم زراعتها و25% سيتم استبدالها بمنتجات لها نفس المذاق
تتغير سلوكيات وأولويات البشر على جميع الأصعدة عبر الزمن، حتى امتد ذلك إلى اختياراتهم الغذائية، فما كان بديهياً وفريداً فى السابق، أصبح ينافسه بدائل تغنى عنه، واللحوم الحيوانية والألبان مثال، فظهرت دعوات منذ سنوات، ليست بعيدة تنادى بخفض استخدام اللحوم والألبان لما تسببه من أضرار، بيئية وصحية وإنسانية، فى آن واحد، وطرحوا بدائل نباتية أو مصنعة.
الأمر قد يبدو غريباً للوهلة الأولى، فكيف يستغنى البشر عن قطعة اللحم الحمراء، التى اعتادوها ليستبدلوها بقطعة لحم مزيفة، مصنوعة من الفول أو البازلاء أو الفاصولياء؟ حتى إن دهونها مصنعة من زبدة الجوز.
لم تكتف الشركات عند هذا الحد، بل ذهبوا أبعد من ذلك، من خلال تطوير لحوم تصنع فى المختبرات من الخلايا الجذعية للأبقار، وجعلها تنمو داخل المختبر خلال أسابيع قليلة، وقد لاقى هذا التوجه ترحيباً من قطاع واسع من المستهلكين، دفع الكثير من الشركات إلى الاستكشاف والدخول إلى تلك السوق، التى بالطبع لا تنافس المنتجات الحيوانية التقليدية، لكنها سوق سريعة النمو، ومتوقع أن تستحوذ على حصة كبيرة فى فترة قصيرة.
وتشير توقعات شركة الاستثمار العالمية UBS، إلى ارتفاع السوق العالمى لبدائل البروتين واللحوم النباتية إلى 85 مليار دولار، بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 4.6 مليار دولار فى عام 2018، وأضافت أن ذلك النمو المتوقع مدعوم بالتكنولوجيا الجديدة، التى ستوفر منتجات تكاد تطابق شكل ومذاق اللحوم والألبان والبيض والأسماك، لكن دون أضرار نظيرتها التقليدية.
فى نفس السياق، توقعت شركة الاستشارات العالمية “إى تى كيرنى”، أن 60% من اللحوم فى عام 2040، لن تكون ناتجة عن ذبح الحيوانات، و35% منها ستتم زراعتها، و25% منها سيتم استبدالها بمنتجات نباتية لها نفس الشكل والمذاق.
وأسهمت تلك التوقعات، فى زيادة جاذبية الاستثمار فى تلك الصناعة، مع تزايد الطلب عليها من جانب المستهلكين حول العالم، وبرغم أن معدلات الطلب عليها لا تزال منخفضة فى الدول العربية، فإنها مرشحة للنمو بالتماشى مع التوجه العالمى.
أسباب عدة دعمت صناعة اللحوم النباتية، ربما يكون أهمها هو فكرة الاستدامة، فالعالم بأكمله يضع البيئة والاستدامة على قائمة أولوياته، بعد آثار التغيرات المناخية التى بات الجميع يلحظها، بل يعيشها ويتضرر منها يوما بعد يوم.
حيث ظل الاستهلاك العالمى للبروتينات الحيوانية، فى منحنى صعودى خلال الـ 60 عاماً الماضية، حتى عام 2019، الذى شهد أول انخفاض فى الاستهلاك العالمى، بالتزامن مع انخفاض إنتاج اللحوم حول العالم، مع تقديرات خاصة بعام 2020، تشير إلى انخفاض ثانى، وذلك وفقاً لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو".
وبنظرة أكثر قرباً على سوق اللحوم الحيوانية، فالعالم ينتج 18 نوعاً من اللحوم، فإن 3 أنواع فقط تشكل أكبر تأثير على حجم السوق العالمى هى لحم البقر والدجاج والخنزير، وبحسب أحدث بيانات، فإن إجمالى إنتاج اللحوم بلغ 340 مليون طن فى عام 2018، على مستوى العالم، والأنواع الثلاثة الأكثر تأثيراً تعادل 302 مليون طن من إجمالى الإنتاج.
وإذا تحدثنا عن التأثير البيئى، فنجد أن إنتاج اللحم البقرى هو أكثر قطاعات الإنتاج الغذائى تلويثاً للبيئة، بسبب حجم انبعاثات الغازات الدفيئة الصادرة منه المسببة للاحتباس الحرارى، لدرجة أن الانبعاثات الصادرة من إنتاج لحوم الأبقار، تزيد بـ 10 أضعاف، الصادرة عن إنتاج لحوم الدجاج أو الخنزير.
وتصدر تلك الانبعاثات، من تربية الأبقار والمساحات المستخدمة فى ذلك وإطعامها، إلى جانب سبب لا يقل أهمية، وهو إزالة الغابات لتوفير مساحات رعى تكفى لتلك الأبقار، وتشكل المزارع والغابات واستخدامات الأراضى نحو 18.5 % من إجمالى الانبعاثات العالمية.
أما السبب الثانى للانتقال إلى عصر اللحوم البديلة، أو النباتية متعلق بالصحة مع زيادة أعداد النباتيين، أو الراغبين فى تغيير نمطهم الغذائى، خصوصا ممن يعرفون بالجيل “زد” – وهم مواليد الفترة بين 1997، إلى 2012 – الذين صاروا مهووسين بالبدائل النباتية للحوم والألبان، ويمثلون الشريحة الأكبر لمشترى تلك المنتجات حول العالم.
يجرى العلماء اليوم عدة تجارب واختبارات، بهدف إنتاج بيض نباتى لتغطية الطلب العالمى المتزايد عليه، فتقديرات الفاو تشير إلى أن الفرد يستهلك نحو 145 بيضة سنوياً، ما يعنى أن البيض من أكثر أنواع الأطعمة استهلاكاً فى جميع أنحاء العالم. وتوصل بالفعل مهندسان فرنسيان، إلى صيغة لإنتاج البيض دون الحاجة إلى دجاجة، وكشفا عن أن البيض النباتى يشبه بيض الدجاج، لكن مكوناته مختلفة تماماً، حيث يحتوى على بروتين أكثر وغنى بالكربوهيدرات والدهون والألياف، ولا يزال هذا النوع من البيض يتحسس طريقه فى الأسواق العالمية، مع ازدياد شعبية الأطعمة النباتية.
تتمحور أغلب الانتقادات الموجهة إلى اللحوم النباتية، فى أن مذاقها سيئ ويصعب تناولها برغم أن مكوناتها طبيعية، لذا تعمل الشركات المصنعة على تطوير صناعة تلك اللحوم، بحيث تماثل اللحوم التقليدية فى الشكل والمذاق.
من جهة أخرى، يرى البعض أن اللحوم البديلة نوع من الأطعمة المصنعة، التى دخلت مراحل كثيرة من المعالجات الكيميائية، وتغييرات جينية وإضافة مواد ضارة بالإنسان، من ملونات ومحسنات طعم ومنكهات، الأمر الذى يجعلها بعيدة عن كونها طعاما صحيا.
ما اللحوم البديلة؟
> تعتمد فى تصنيعها على البقوليات، مثل البازلاء والفاصولياء واللوبياء والفول، إلى جانب الأرز الأسمر كمادة رئيسية للمنتج، وكمصادر بديلة للبروتين فى هذه اللحوم، وتستخدم زبدة الجوز كبديل للدهون.
> تحتاج 3 أسابيع للتجهيز مقابل 14 إلى 24 أسبوعاً للحوم المواشى.
> تعنى انخفاضاً بنسبة 85 % فى انبعاثات الكربون مقارنة بالحيوانية.
> إمكانية التحكم فى نسبة الدهون المشبعة الموجودة بها.
> تستخدم 1 % فقط من المساحات التى نحتاجها لإنتاج لحوم المواشى.
> توفير 90 % من المياه مقارنة بتربية المواشى.
الحليب النباتى
من أشهر أنواعه، حليب اللوز، والشوفان والصويا والجوز والأرز، وتعتمد صناعته على تنقيع المادة فى الماء البارد لساعات، ثم تصفيتها من الماء وخلطها لتصبح متجانسة، وتضاف إليها نكهات مثل الفانيليا لتحسين الطعم، وفيتامينات ومكملات غذائية لتعويض بعض العناصر الغذائية الموجودة فى حليب الأبقار.