اعتاد المسلم على تجهيز وإعداد نفسه كل يوم خميس ذهنيًا ونفسيًا.. إنسانيًا ودينيًا.. إيمانًا واحتسابًا لله سبحانه وتعالى لأجل استقبال ليلة الجمعة المباركة التي تعد بمثابة عيد أسبوعي عند كل مسلم.. فيها تمتلئ المساجد بكل أطياف المسلمين الغني والفقير الكل سواء يقف أمام الحق سبحانه وتعالى لأداء صلاة الجمعة التي أمر الله كل مسلم بترك كل شيء لأداء صلاة الجمعة قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (الجمعة: ٩)..
الآية الكريمة تخص صلاة الجمعة.. تلك الصلاة التي يأمرنا الله سبحانه وتعالى فيها بترك كل شأن من شئون الدنيا لأجلها يستعد لها المسلم استعدادًا خاصًا يليق بجلالها ومكانتها عند الحق سبحانه وتعالى.. وتلك الليلة المباركة التي نسعد بها ونستعد لها كل أسبوع تتواكب وتتزامن مع ليلة أكبر وأعظم هي ليلة النصف من شعبان.. الليلة العظيمة المباركة.. ليلة تسعد بها ملائكة الرحمن.. وهى ليلة عيد في الأرض وفي السماء..
ليلة النصف من شعبان تأتي مع سعادة المسلم وفرحته واستعداده بليلة الجمعة.. يعني ببساطة ووضوح النهاردة.. الليلة ليلتان.. والفرحة فرحتان.. والسعادة سعادتان.. وتواكب ليلة النصف من شعبان مع ليلة الجمعة يشعر المسلم بسعادة وبهجة كبيرة وعظيمة تشبه فرحته وسعادته بوقفة عرفات أعظم يوم طلعت عليه الشمس حينما تواكب يوم الجمعة حينها الفرحة تكون فرحتين عند كل حاج..
نفس الشعور اليوم.. كل مسلم سعيد وفرحان بأن ليلة النصف من شعبان تتواكب وليلة الجمعة.. ليلة مباركة في ليلتين.. وكل مسلم يعلم أن فضل ليلة النصف من شعبان لها مكانة كبيرة وعظيمة في كيان وقلب أمة الإسلام.. فيها تحولت قبلة المسلمين في الصلاة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، الحق سبحانه وتعالى قال: "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ" البقرة ١٤٤..
ولهذا نصحنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أن نحسن استغلال تلك الليلة المباركة بالمزيد من الصلاة والذكر والتقرب إلى الله بالتصدق وصلة الرحم ونبذ الخلاف والتشاحن.. ورفع قيمة التسامح.. لأن الله سبحانه وتعالى يغفر لكل مسلم فى تلك الليلة المباركة إلا المشرك والمشاحن.. علينا استغلال الليلة التي تمثل ليلتين أفضل استغلال لنكون ممن غفر الله لهم في ليلة الجمعة التي هي نفسها ليلة النصف من شعبان..
وكل عام والأمة الإسلامية بخير وحب وسلام.