كلما اقترب يوم النصف من شعبان من كل عام يتساءل كثير من المسلمين: هل صيام النصف من شعبان سنة أم بدعة؟ وما فضل إحياء ليلتها؟
هل صيام النصف من شعبان سنة أم بدعة؟ وكانت دار الإفتاء قد أجابت عن سؤال على موقعها وقالت إن جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة المتبوعة ذهبوا إلى استحباب إحياء - وليس صيام - ليلة النصف من شعبان؛ لحديث (يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحن، وقاتل نفس) رواه الإمام أحمد والطبراني، ولكنه قال: (إلا لمشرك أو مشاحن).
ويدلنا هذا الحديث دلالة واضحة على أن ليلة النصف من شعبان لها مزية وفضل ورحمة ومغفرة، فمن تعرض لهذا الفضل بالصلاة والذكر والدعاء رُجي أن ينال من تلك النفحات المباركة، كما أن قيام الليل عبادة مستحبة في كل الليالي، ومنها هذه الليلة.
فضل إحياء ليلة النصف من شعبان
وجاء عن الإمام الشافعي رحمه الله في كتاب "الأم" أنه قال: "أنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي [منها ليلة النصف من شعبان]". أما ما حكاه فهو القيام والدعاء والذكر، وقال الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله: "لهذه الليلة [يعني النصف من شعبان] فضل، يقع فيها مغفرة مخصوصة واستجابة مخصوصة"
وقال ابن نجيم من الحنفية: "ومن المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان، كما وردت به الأحاديث"، وقد جاء في كتب المالكية والحنابلة: "ترغيب في قيام تلك الليلة" [يعني منتصف شعبان].
وقال ابن تيمية: "وأما ليلة النصف من شعبان فقد روي في فضلها أحاديث وآثار، ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها
حكمان مهمان نص عليهما العلماء:
ونبهت دار الإفتاء إلى حكمين مهمين نص عليهما العلماء:
الأول: استحباب إحياء ليلة النصف من شعبان بالصلاة فرادى، وليس جماعة، لا في المسجد ولا في غير المسجد، وإنما بالقيام الفردي بين العبد وربه. ولذلك نص الفقهاء على كراهة إحيائها جماعة، وجدنا ذلك لدى جميع السادة الفقهاء من المذاهب الأربعة.
الثاني: لا يجوز تخصيص هيئة خاصة للصلاة ليلة النصف من شعبان، بما اشتهر عند بعض الناس باسم "الصلاة الألفية"، وهي مائة ركعة يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة الإخلاص عشر مرات، فهذه الصلاة أيضا غير مشروعة، وأنكرها العلماء، ولا يجوز نسبتها إلى الدين، وإنما يصلي المسلم وحده ما تيسر له، ويحرص على كثرة الدعاء وسؤال الله الحاجات.
صلاة ليلة النصف من شعبان وصلاة الرغائب
وقال الإمام النووي: "الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب وصلاة ليلة نصف شعبان التي تكون مائة ركعة، هاتان الصلاتان بدعتان ومنكرتان قبيحتان، ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب وإحياء علوم الدين، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما؛ فإنه غالط (أي أخطأ) في ذلك".
ليلة النصف من شعبان 2022 موعدها وفضلها
وقد جاء موعد ليلة النصف من شعبان 2022 وفضلها في منشور، السبت الماضي، على صفحة دار الإفتاء المصرية الرسمية بموقع "فيسبوك"، وكانت دار الإفتاء المصرية قد أكدت أن ليلة النصف من شعبان ستكون ليلة الجمعة المقبل، وتبدأ من مغرب يوم الخميس 14 شعبان الموافق 17 مارس 2022 حتى فجر الجمعة 15 شعبان".
وأشارت الدار إلى أن التطوع بالصوم جائز شرعًا في جميع أوقات العام، عدا الأيام المنهي عن صومها كالعيدين مثلاً.
ومن الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان "حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات ليلة، فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء، فقال: يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله، فقلت: وما بي ذلك، ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب (وهو اسم قبيلة)".