Close ad

من هدايا الله لنا.. ليلة النصف من شعبان

14-3-2022 | 22:37
من هدايا الله لنا ليلة النصف من شعبانالنصف من شعبان
غادة بهنسي

هُناك أيام من ضمن أيام السنة اختصها الله سبحانه وتعالى بالمنزلة العظيمة والفضل الكبير عن باقي أيام العام، ومنها على سبيل المثال ليلة النصف من شعبان، فهي فرصة كبيرة لنا لاستغلالها في الطاعات والعبادات والتسبيح والدعاء، فإن الله يرفع فيها العمل ويقبل التوبه ويغفر الذنوب ويستجيب الدعاء.

موضوعات مقترحة

وصايا رسولنا في شعبان

 كان رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - يكثر من الصيام فيه؛ لأنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى فيحب أن يرفع عمله وهو صائم.

 وفي هذا الشهر المبارك جعل لنا الله هدية عظيمة الثواب ألا وهي ليلة النصف من شهر شعبان، وهي ليلة الخامس عشر، أي الليلة التي تسبق يوم 15 شعبان، وتبدأ من بعد صلاة المغرب وحتى دخول صلاة فجر اليوم التالي، ولهذه الليلة أهمية خاصّة في الإسلام، حيث تم فيها تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام بمكة المكرمة. 
وهي أيضا الليلة التي نزلت فيها الآية الكريمة التي تبين قدر نبينا العظيم عند الله: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً" سورة الأحزاب

وقد ورد في هذه الليلة أحاديث كثيرة منها ما هو صحيح ومنها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف, فمن الأحاديث الصحيحة الثابتة عنها ما جاء عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يطلع الله على عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ).

وعن عائشة رضي الله عنها, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب)، ومعنى النزول هو نزول أمره ورحمته - فالله منزه عن الجسمية والحلول - ومزيد لطفه على عباده وإجابة دعوتهم وقبول معذرتهم, فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب وخص شعر غنم قبيلة كلب لأنه لم يكن في العرب أكثر غنما منهم.

وعن علي كرم الله وجهه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها, فان الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلي سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له, الا مسترزق فأرزقه, إلا مبتلي فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر ).

ولكل هذه الأحاديث النبوية التي تبيّن فضلها وأهميتها، فقد اعتاد المسلمون على احيائها بالصيام والصلاة والذكر وتلاوة القرآن والدعاء .

من أسماء ليلة النصف من شعبان

عرفنا أيضا أن لليلة النصف من شعبان عد ة أسماء منها :ليلة الإجابة، ليلة الشفاعة، الليلة المباركة، ليلة الدعاء، ليلة البراءة، وليلة الغفران والعتق من النيران ، ليلة القِسمة والتقدير،وتسمى أيضاً ليلة التكفير، وليلة الحياة.

وقيل: إن للملائكة في السماء ليلتي عيد، كما أن للمسلمين في الأرض يومي عيد، فعيد الملائكة ليلة البراء وهي ليلة النصف من شعبان وليلة القدر، وعيد المؤمنين يوم الفطر ويوم الأضحى. ولهذا سميت ليلة النصف من شعبان ليلة عيد الملائكة. 

دعاء النبي في ليلة النصف من شعبان

ولأنها ليلة مباركة فإن للدعاء فيها سحرا خاصا وفضلا عظيما, فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل ـ عليه السلام ـ فقال: هذه الليلة ليلة النصف من شعبان, ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم بني كلب, لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن, ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل, ولا إلى عاق لوالديه, ولا إلى مدمن خمر , قالت: فسجد ليلا طويلا وسمعته يقول في سجوده: "أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك, وأعوذ بك منك, جل وجهك, لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ", قالت: فلما أصبح ذكرتهن له, فقال: يا عائشة تعلمتهن؟ فقلت: نعم فقال: تعلميهن وعلميهن, فان جبريل عليه السلام علمنيهن وأمرني أن أرددهن في السجود رواه البيهقي في شعب الإيمان .

تحويل القبلة في ليلة النصف من شعبان

ومن أهم الأحداث التي رويت في هذه الليلة أن الإمام النووي في الروضة رجح ان تحويل القبلة كان في ليلة النصف من شعبان, استجابة لرغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يقلب وجهه في السماء فأنزل الله عليه قوله تعالى: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره).

وكان النبي قد صلى الركعتين الأوليين من الظهر فاتجه في الركعتين الآخريين إلى المسجد الحرام .

وكان هذا في العام الثاني من الهجرة على أرجح الآراء - بعد أن صلى المسلمين قرابة الستة عشر شهراً تقريباً تجاه المسجد الأقصى .

أجمل الدعاء في ليلة النصف من شعبان

"اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِى عِنْدَكَ فِى أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَى فِى الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِى وَحِرْمَانِى وَطَرْدِى وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِى عِنْدَكَ فِى أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِى كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلهِى بِالتَّجَلِّى الْأَعْظَمِ فِى لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِى يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِى الأُمِّى وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ".

 وهكذا نرى ان الاحتفال بهذه الليلة المباركة الجميلة بالتقرب إلى الله عز وجل فيها والإكثار من الدعاء أرجى للقبول وللثواب لما ورد فيها من فضل عظيم وأجر كريم , فيارب أعنا على طاعتك فيها كما تحب وترضى.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: