راديو الاهرام

طارق السنوطي يكتب: هدية الشهيد

10-3-2022 | 12:28

لا شك أننا أصبحنا ندرك جميعًا حجم التقدير والاهتمام الذي توليه الدولة والقيادة السياسية لتكريم الشهداء ورعاية أسرهم بصورة لم نكن نعهدها من قبل خلال سنوات كثيرة سابقة، ولكن ما شاهدناه خلال السنوات القليلة الماضية، وما حدث أمس خلال فعاليات الندوة التثقيفية الخامسة والثلاثين، بمناسبة احتفال القوات المسلحة بيوم الشهيد والمحارب القديم، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، وما شهده اللقاء من تكريم لعدد من الشهداء يعكس حرص الدولة على التمسك بهذا التقليد بل وترسيخه في أذهان الجميع.
 
والمؤكد أن ما قاله الرئيس السيسي أمس بشأن "ضرورة الحفاظ على ما ضحى الشهداء من أجله، وأن قصص الشهداء تعتبر كنوزًا من الوفاء والإنسانية لكل بيت في مصر" جاء بمثابة رسالة قوية وواضحة لكل المصريين بضرورة التكاتف والعمل الجاد من أجل الحفاظ على الوطن والمكتسبات التي تحققت خلال السنوات الأخيرة والتي تلت ثورة ٣٠ يونيو في كافة المجالات، خاصة في ظل ما يشهده العالم من أحداث وتطورات متلاحقة تؤثر دون شك على اقتصاديات الدول وتؤدي إلى زعزعة استقرار دول أخرى في مناطق مختلفة.
 
ولذا فإن تكريم الشهداء - والذي يوافق ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق فى التاسع من مارس عام 1969 -  يكون في المقام الأول بالحفاظ على أمن واستقرار الوطن وسلامة أراضيه ويعد حافزًا قويًا للجميع بالاجتهاد والتفاني في العمل كل في مجاله حتى يكون هناك تكاتف وتكامل بين الجهود التي تبذلها الحكومة وبين الجهود التي يبذلها المواطن ويشعر الجميع بأن ما يحدث على أرض مصر من إنجازات غير مسبوقة في مجالات كانت مهجورة لسنوات عديدة أصبح الحفاظ عليها واستكمالها واجبًا وطنيًا على الجميع الالتزام به وبذل كل الجهد لتنميته.
 
وأعتقد أن ما شهدته وتشهده جميع محافظات مصر من عمليات تنمية وتطوير في كافة القطاعات؛ سواء الطرق والمحاور المرورية التي كانت تعد ضربًا من الخيال بالنسبة لنا أصبحت واقعًا ملموسًا يعيشه الجميع وتحولت إلي عنصر أساسي في عمليات جذب الاستثمارات الأجنبية لمصر؛ سواء من دول المنطقة أو من الدول الأخرى، وهو ما انعكس تمامًا على زيادة معدلات الاستثمارات الأجنبية في مصر خلال السنوات الأخيرة، خاصة في منطقة قناة السويس والتي تحولت بفضل ما تم بها من تطوير وإنشاء للكثير من الطرق والمحاور وتسهيل عمليات الوصول إليها وتكاملها مع ميناء السخنة إلى واحدة من أهم مناطق الاستثمار في العالم.
 
ولعل ما شهدته سيناء الحبيبة؛ سواء في الجنوب أو الشمال  من عمليات تحديث للبنية الأساسية بها والبدء في المشروع العالمي الضخم "التجلي الأعظم" في منطقة سانت كاترين التاريخية الدينية وإنشاء جامعة الملك سلمان والعديد من المشاريع العملاقة أعاد للمنطقة رونقها وبريقها السياحي العالمي، خاصة أنها تستعد حاليًا لاستقبال أضخم حدث دولي في شهر نوفمبر المقبل وهو مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب ٢٧"، وهو الحدث الذي ينتظره العالم كله ويعول كثيرًا على نتائجه المتوقعة.
 
وفي السياق نفسه نجد أن ما شهدته محافظة شمال سيناء من طفرة حقيقية في مجالات عديدة في مقدمتها عملية إنشاء مجموعة من الإنفاق لربط جانبي القناة وتسهيل حركة التنقل للبضائع والمواطنين والتي كانت مجرد خيالات تراود الجميع، ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع إقامة نفق واحد فقط وليس تلك المجموعة الرائعة من الأنفاق تأتي كدليل قوي على عزم وتأكيد القيادة السياسية على الحفاظ على مكتسبات الشهداء، وعلى ما ضحوا من أجله وهو ما يمثل الهدية والتقدير الحقيقي للشهيد.
 
[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة