Close ad

ماجي الحكيم تكتب: مزيج مصطفى أمين

9-3-2022 | 11:16

في بداية حياتي الصحفية، أجريت حوارات صحفية كثيرة مع عدد من نجوم الفن والثقافة والعلم والصحافة.. كان أحدهم مصطفى أمين، كان مرحبًا جدًا بالموعد وحدده لي سريعًا، كان بطبعه داعمًا دائمًا للمبتدئين والموهوبين.

وصلت في موعدي، كان في انتظاري، لم أنتظر طويلًا ولا قليلًا، لقد كان نموذجًا يحتذى به في الاحترام والالتزام والدعم.

أول انطباع وصلني عنه، والذي مازلت أشعر به كلما قرأت له أو عنه، إنه أشبه بالأم، نعم الأم، حنية واحتواء وقلب يساع الدنيا ويحتوي كل البشر بأحلامهم وأحزانهم، بأفراحهم ومآسيهم، حتى ملامحه وابتسامته كانت توحي بذلك.

كان صاحب دعوة الحب في كل مكان، كل وقت وكل الناس.. 

في حواري معه حكى كثيرًا وطويلًا، دروسًا مستفادة، خبرة، عمر مليء بالأحداث والمواقف والبشر والمشاعر.. والخلاصة أنه إنسان واقعي جدًا ليس عاطفيًا بالمرة أو هكذا كان يقول، لكن الدليل على ذلك إنه كان دائمًا لا يحكم على أحد قائلا "أنا مش في وضع أحكم على حد، وبالتالي لا أملك أن أغفر لأحد ذنبه أو خطأه". 

هذا المزيح بين الواقعية والبعد عن الخيال في كفة، واتساع صدره للجميع وحبه للبشر أجمع في كفة، مزيجا غريبا يصعب على كثيرين الجمع بينهما.

لديه مزيج آخر تعجبت له وقتها، وتفهمته؛ بل واقتنعت به مع الأيام وخبرة السنين، حيث كان مصطفى أمين بكل ما يحمل هذا الاسم من إبداع وقيمة ونجومية، تلميذا بليدا، وكان والده دائمًا يحثه على التفوق الدراسي ويتمنى أن يصبح من العشرة الأوائل، وبالفعل في يوم أخبر والده إنه العاشر على الفصل، لكن الناظر يود مقابلته، وكانت المفاجأة أن الفصل يتكون من عشرة طلاب فقط.

هذه خواطر بسيطة عن عملاق الصحافة مصطفى أمين، الذي كلما تذكرته شعرت بحنان جارف لا ينتهي رغم واقعيته.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: