الأسرة هي عماد المجتمع وصلاحها ونجاح أفرادها يعود بالنفع على المجتمع ككل، ولذلك فقد أسعدت توجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الكثيرين خلال الأيام الماضية، والتى جاءت حول ضرورة إحياء فتوى "حق الكد والسعاية"، باعتبارها خطوة داعمة لحماية حقوق المرأة التي فرضت عليها ظروف الحياة النزول للعمل لمساعدة زوجها في المعيشة، وهنا تحضرني مبادرة أعتبرها من أهم المبادرات الإنسانية التي تساهم في حماية الأسرة وتحمل نفس العنوان، وهي مبادرة «معًا لحماية الأسرة المصرية» التي تتبناها منذ فترة الدكتورة إنجي فايد أستاذ الآثار ومعها د.حسام لطفي أستاذ القانون ود.عبد الله النجار أستاذ الشريعة.
وتهتم المبادرة بمراعاة حقوق المرأة وإقامة العدل والإحسان في معاملة الزوج لزوجته في كل الأوقات فعليه مراعاة العشرة الطيبة والإحسان بقلبٍ راضٍ واعتبارها شريكة له في الحياة والاعتراف بأنها سبب ما حققه من نجاح وثروة، ولها الحق في هذه الثروة طوال الوقت برضاه واقتناعه، ووفقا لقانون يبيح هذا الحق رسميًا ويحقق الأمان للمرأة في كل مراحل حياتها، خاصة أنه بالفعل هناك عدد من الدول تطبق تلك المبادئ التي تنادي بها المبادرة كقانون معمول به في شرق آسيا وشمال إفريقيا وغرب إفريقيا وهي فكرة تقوم على مبدأ تحقيق العدالة بين الزوج والزوجة باعتبار أن الزوجة التي ترعى بيتها وترعى الأولاد وتحقق الطمأنينة والسكينة في البيت تقوم بدور امرأة عاملة، وبالطبع فإن لها دورًا واضحًا في إنماء ثروة زوجه، وأن الكثير ممن حققوا الثروات كان وراءهم زوجات ساعدوهم في ذلك، ومن هنا جاءت فكرة اقتسام الحقوق المالية وتطبيق ذلك وفق قانون يحمي هذه الفكرة.
صولات وجولات تقوم بها الدكتورة إنجي فايد منذ فترة للوصول لتطبيق تشريعي يحمي المرأة، وبالتالي يحمي الأسرة، وجهد مشكور يهدف إلى التوعية والتنوير بأهمية الأسرة وأهمية الحفاظ على كينونتها حتى عند الاختلاف والطلاق والتوجيه بمراعاة المرأة التي هي عماد الأسرة، فكلنا بشر بينما المرأة حياة.
محاولات حثيثة تقوم بها مبادرة «معًا لحماية الأسرة المصرية» للتوعية بحل شرعي إسلامي أقره مجمع الفقه الإسلامي في دورته رقم (٢٣) بمسمى فقه الكد والسعاية والذي تطبقه دول إسلامية إفريقية، ليصبح تشريعًا وقانونًا يقضي على المشكلات التي تتعرض لها المرأة في أحوال كثيرة.
طالبت المبادرة أيضًا بالعمل بكتاب الله تعالى وقوله تعالى: «ولا تنسوا الفضل بينكم» فحماية الأسرة ورعايتها والحفاظ عليها يحقق العدالة، ورأت المبادرة أن تنادي بتطبيق هذا الحق في هذه الآونة التي تحظى برعاية الرئيس السيسي واهتمامه بحقوق المرأة المصرية ودعمها ومساندة كافة الفئات من النساء.
كل الشكر لمؤسسي مبادرة «معًا لحماية الأسرة» وللدور المهم الذي تقوم به الدكتورة إنجي فايد من أجل أن تحصل المطلقة أو الأرملة على نصيب معلوم يقيها متاعب الحياة بشكل قانوني يبعث في قلبها الطمأنينة والأمان مما يملكه الزوج من أموال طوال فترة الزوجية باعتبارها شريكة له في الكد والسعي في الحياة التي جمعتهما.