الكسافا يوفر 20 % من رغيف الخبز وملايين أطنان الطحين سنويا
لا تزال حالة القلق على رغيف الخبز تنتاب قطاعات عديدة من الشعب المصري، رغم وسائل الطمأنة التى بعثتها الحكومة ممثلة فى وزارتى التموين والزراعة للمصريين..
فيما تمتلئ أدراج المكاتب بمركز البحوث الزراعية بأبحاث علمية كفيلة بتحقيق عائد اقتصادى كبير وتوفير العملة الصعبة التى تتكبدها الدولة فى استيراد كميات من القمح لتوفير رغيف الخبز للمواطنين.
إذ توصل الباحثون إلى بدائل لدقيق القمح، بما يضمن الأمان للمصريين.. تلك الأبحاث التى يطلق باحثوها صرخات الاستغاثة إلى القيادة السياسية أملا فى تنفيذها على أرض الواقع، وكادت أن تصبح وجبة للفئران بعد أن قطع أصحابها وقتا وجهدا شديدا للوصول إليها.. «الأهرام التعاوني» تضع القضية أمام المسئولين...
يقول الدكتور حاتم ابوعالية، باحث مساعد بالإرشاد الزراعى بقسم بحوث المجتمع بمحطة سخا مركز البحوث الزراعية: العلم هو قائد التنمية الحقيقى لأى دوله ورائد التنوير لأى شعب وما حل العلم بأى ارض الا وزنها وما انتزع العلم من اى ارض الا وشأنها فإذا نظرنا إلى دول كانت فى العربه الاخيره فى قطار التنميه وهذه العربه يطلق عليها السبنسه فى معجم السكك الحديديه أصبحت اليوم فى مقدمة القطار فى الدرجه الاولى المكيفه كما فى المعجم لوجدنا أن العلم قد حل بها والعكس صحيح فهناك دول مازالت إلى الان فى السبنسه ولم تتحرك خطوه إلى الامام ولو عربة واحده والدليل على ذلك انظر إلى دوله مثل مصر كان إنتاجها من القمح فى الثمانينات 9 أرادب وصل الان فى الألفية أكثر من 20 اردبا للفدان كل ذلك يرجع إلى العلم بخلاف دول لم يتجاوز إنتاجها الإردب مثل دول منبع النيل وهى إثيوبيا وأوغندا وتنزانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطيه ورواندا وبروندى واريتريا لكن بفضل العلم حققت دولا عربيه كثيره الاكتفاء الذاتى من القمح مثل السعودية التى تزرع القمح عندها والذى يتكلف زراعته أضعاف ما تستورده.
ويضيف أن سوريا نجحت فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من هذا المحصول وهناك دوله مثل الهند كانت تستورد من القمح كميات ضخمه نجحت ايضا فى تحقيق الاكتفاء الذاتيمن هذا المحصول وأصبحت من الدول المصدرة له فنحن فى مصر لسنا أقل من هذه الدول بل نحن الذين قد احل العلم بارضنا قبلهم وهذا متمثل فى البحث العلمى فى مصر الذى يتغول بكوادره البحثيه على كل مستوياتها فى الجامعات ومركز البحوث الزراعيه ومركز بحوث الصحراء والمركز القومى للبحوث وأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا فنحن والحمد لله لدينا العلماء الزراعيين الافذاذ الذين لو توفرت لهم الإمكانات لتوصلوا إلى أصناف جديده تعمل على زيادة إنتاجية فدان القمح 30اردب فلقد توصل علماء جامعة ليفربول البريطانيه إلى فك الشفرة الجينية للقمح والتى تعمل هذه الشفره على رسم الخريطه الوراثيه القمح والتى سوف تساعد على انتاج محصول وفير بنسبة 50% يسمى بالقمح الربيع الصينى ولكن حتى يطبق هذا الصنف من القمح فى مصر يحتاج إلى عشر سنوات أو أكثر حتى يتم التأكد من ملاءمتها وصلاحيته المناخ المصري والتربة المصرية.
وأوضح أن علماء مركز البحوث الزراعية وبالتحديد معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية نجح فى إجراء دراسة تم الانتهاء منها للباحث الأستاذ الدكتور رفاعى جمعه قسم الخبز والعجائن، وتقوم فكرة البحث على استخدام نبات الكسافا فى صناعة الخبز البلدى مما يوفر 150 جنيها فى كل طن دقيق قمح يستخدم فى رغيف الخبز البلدى اى 2 مليون أردب قمح سنويا، وهو ما يسد العجز الموجود فى إنتاج القمح والخبز بواقع 5 % .
وقد استند الباحث فى بحثه إلى أن 95 دوله منها الكونغو ونيجيريا والبرازيل تستخدم نبات الكسافا فى إنتاج دقيق بديل عن القمح، وأن ما شجعه لإجراء هذا البحث أن مصر تستهلك 12مليون طن قمح سنويا رغم التوسعين الرأسى والأفقى فإن الإنتاج لا يزيد عن 8 ملايين طن مما يمثل عجز رهيبا نحاول تعويضه بالاستيراد والحل تعميم زراعة نبات الكسافا فى مصر خاصة أنها شجيرات معمره تتكاثر بالعقل والدرنات تحت سطح الأرض إذ يبلغ وزن الدرنه الواحده كيلو ونصف يتم تقشيرها وتقطيعها حلقات وتجفيفها فى الشمس ثم تطحن لنحصل منها على دقيق الكسافا.
وقد اجرى الباحث تجربه إضافة الكسافا بنسب معينه على القمح تبين له أن أفضل نسبه هى إضافة الكسافا بواقع 20 % من وزن الرغيف بحيث يمثل القمح 80 % والكسافا 20 % ويؤكد الباحث أن هذه النسب اعطت نفس القيمه الغذائيه لرغيف القمح، بل زادت فى توفير عائد اقتصادي، فالكسافا كنبات يزرع فى الأراضى الرمليه ويتحمل الملوحة والجفاف والحرارة وهى أجواء منتشره فى مصر زيادة على أن فدان الكسافا يعطى إنتاجية عاليه إذ ينتج الفدان من 15 الى 18 طن درنات يستخرج منه 9 اطنان دقيق كسافا كما أن دقيق الكسافا له القدره على الاحتفاظ بخواصه الحيويه والتكنولوجيه أثناء التخزين لفترات طويله بشكل لا يتوفر لدقيق القمح العادي فضلا على كون زراعته غير مكلفه فزراعة الفدان تتكلف 4200 جنيه وسعر الطن منه 400 جنيه بينما سعر طن القمح يصل 1100 جنيه أو أكثركما أن نبات الكسافا يستخرج منه علف الحيوان وانه مهم فى كل جوانبه الاقتصادية والإنتاجية والغذائية وان التوسع فى زراعته سوف ينعكس على تحسين مستوى رغيف الخبز فى مصر ويؤكد الباحث أنه من 2005 وبحثه فى انتظار التمويل المادى من قطاع المشروعات بوزارة الزراعه حتى الآن.
ويطلب الباحث من الحكومة تبنى هذا المشروع وسرعة تنفيذه من خلال وزارات الزراعه والتموين والتجاره والصناعه إذا كانت الدوله تفكر فى حلول فعليه لأزمة رغيف الخبز.
وهناك باحث اخر بكلية زراعة عين شمس توصل إلى مركب يسمى بـ "جورن 19" يعمل على زيادة إنتاجية فدان القمح بمعدل 25% وهذا المركب حاصل على براءة اختراع رقم 23227 من أكاديمية البحث العلمى المصري، وتم تصنيعه من طحالب بحريه تنمو بغزاره فى بحيرة التمساح بمحافظة الإسماعيلية وقد أجريت هذه الدراسه بناء على طلب من جهاز تنمية الاختراعات بالأكاديمية لهدف تحديد النسبه التى يمكن أن يساهم بها هذا المركب فى زيادة إنتاجية فدان القمح فأعطته الأكاديمية لكلية الزراعة جامعة عين شمس لدراسته، فقامت الكلية باختبار المركب على 5 أفدنه قمح فوجدت أنه عمل على زيادة إنتاجية الفدان الواحد بنسبة 25 % .
وحددت الدراسة مواصفات الاستخدام حتى يحقق هذه النسبه حيث ينبغى رشه بمعدل 100سم مكعب لكل 200 لتر ماء على المجموع الخضرى للنبات خلال فترتين الأولى بعد 35 يوما من الزراعه والثانية بعد 55 يوما من الزراعة، وهذا المركب يسمى بجورن 19 يحتوى على عدد كبير من العناصر المعدنيه والأحماض الكيتيونيه التى تحدث توازن ايونى فى العصاره النباتية فتساعد النبات على سهولة امتصاص العناصر المعدنية من التربة، وتعمل على تكوين الأحماض الأمينية داخله وتعمل على تقوية الأنسجة النباتية، مما يعمل على تحمل النبات الحرارة والملوحة ويزيد من سمك الورقه مما يساعد على زيادة عملية التمثيل الضوئي التى تسهل انتقال المواد الغذائية من الورقة إلى الحبة.
ويتميز هذا المركب بميزه هامه وهى أنه مصنع من ماده طبيعيه تماما وهى الطحالب البحريه ومن ثم فإنه امن تماما من الناحية الصحية وهذه الطحالب البحرية تمتص غاز النيتروجين من الجو وتمنحه النبات وهو عنصر مفيد فى تغذيته كما أن هذه الطحالب البحريه تتفاعل مع الميكروبات الموجودة فى التربة وينتج من هذا التفاعل امتصاص النبات لعناصر البوتاسيوم والماغنسيوم والحديد للنبات وهى عناصر مفيده فى نمو النبات وهذا البحث أيضا فى إدارة المشروعات بوزارة الزراعة إلى الان ولم يتوفر له التمويل المادى أيضا.
وهناك باحث اخر بمحطة بحوث البساتين بسخا الأستاذ الدكتور عبدالمنعم الجندي، توصل إلى إنتاج رغيف خبز من 50 % دقيق و50 % دقيق بطاطا.
وفى السياق نفسه أكدت الدكتورة إيمان سالم، مدير معهد تكنولوجيا التغذية سابقا، أن هناك محاصيل تعطى نفس القيمة الغذائية للقمح مثل الشعير والذرة البيضاء والذرة المعوجة "الصيفي" تصلح لاستخراج دقيق لعمل رغيف الخبز كبديل بنسبة 20 % من القمح وفى مصر مناطق تصلح فيها هذه المحاصيل للزراعة مثل مناطق الساحل الشمالى والإسكندرية وسيناء لزراعة الشعير وكذلك منطقة سوهاج تصلح الذرة الصيفى وغيرها من المناطق، والشرط الوحيد لتحقيق نفس القيمة التى تعادل القمح هو الطحن الجيد للمحصول.
وأشار الدكتور شعبان سالم، خبير الاقتصاد الزراعي، إلى أنه من الطبيعى أن تسعى الدولة إلى عملية الخلط للحد من الاستيراد لكن هذا يتوقف على مواصفات رغيف الخبز الذى يحدده معهد تكنولوجيا التغذية وكذلك تحديد النسبة المطلوبة وأنواع المحاصيل التى تحقق نفس القيمة الغذائية ثم يقوم معهد المحاصيل بدراسة الأماكن التى تصلح لزراعة تلك المحاصيل وإمكانية تحقيق النسبة المطلوبة، لكن هذا من الناحية الاقتصادية إذا تحقق سوف يحدث كثيرا من تكلفة الاستيراد وبالتالى العملة الصعبة.