أكد شهريار علم وزير الدولة للشئون الخارجية لدولة بنجلاديش إن مصر تعد دولة محورية مهمة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وقال – في حواره مع «الأهرام» إن العلاقات بين دكا والقاهرة علاقات إستراتيجية ومتميزة للغاية في كافة المجالات.
وفيما يلي نص الحوار :
ـ ما رؤيتكم للعلاقات السياسية والتنسيق في المحافل الدولية بين مصر وبنجلاديش ؟
لابد من القول إن علاقات بنجلاديش ومصر هي علاقات تاريخية تعود جذورها إلي مؤسس الدولة البنغالية شيخ مجيب الرحمن - أو أبو الأمة –حيث كانت تربطه علاقات وثيقة مع الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات وأيضا زارت رئيسة وزراء بنجلاديش الحالية شيخة حسينة مصر للمشاركة في اجتماعات مجموعة الثماني الإسلامية والتي عقدت في مصر .
وقال إن بنجلاديش ومصر تمثلان قارتين مختلفتين وإن الموقع الجغرافي لكل منهما يجعل التواصل بينهما يسير بخطي بطيئة. ولذا فإن تلك الزيارة تمثل الزيارة الأولي لوزير خارجية بنجلاديش لمصر منذ سنوات بعيدة تتم في إطار التعاون الثنائي بين الجانبين وإن كانت هناك زيارات وزارية تمت ولكنها كانت في سياق متعدد الأطراف وليست ثنائية وبالتالي فإن الزيارة تكتسب أهمية خاصة في دفع علاقات التعاون والتنسيق بين البلدين في كافة المجالات والقطاعات .
وأوضح وزير الدولة للشئون الخارجية البنغالي أن الزيارة شهدت الكثير من اللقاءات والمشاورات مع عدد كبير من الوزراء والمسئولين المصريين ورجال الأعمال في قطاعات مختلفة حيث أجريت محادثات مع وزراء التخطيط والتنمية الاقتصادية والسياحة والآثار والصناعة والتجارة وأيضا مع سامح شكري وزير الخارجية وكذلك مع رئيس هيئة قناة السويس ورئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس .
وجاءت مشاورات مهمة ومثمرة للغاية حيث تمت مناقشة الكثير من ملفات التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين وسبل دفعها للأمام خاصة في المجال الاقتصادي والتجاري حيث التقيت أيضا وفدا من شركات النسيج وغرفة التجارة لبحث تدعيم التعاون في هذا المجال الحيوي الهام للبلدين خاصة وأن بنجلاديش الآن من أولى الدول في تلك الصناعة ومصر أيضا لها تاريخ طويل في صناعة النسيج .
وقال إن هناك اتفاقية تعاون بين وزارتي الخارجية في البلدين سوف نبحث سبل تفعيلها خلال المرحلة المقبلة وأيضا لابد من تكثيف الزيارات المتبادلة بين المسئولين في البلدين سواء علي المستوي الوزاري أو علي مستوي كبار المسئولين لدفع التعاون والتنسيق في كافة المجالات والمحافل الدولية بين البلدين.
بعد مرور خمسين عاما علي استقلال بنجلاديش .. إلي أي مدي نجحت الدولة في تحقيق طموحات الشعب البنغالي؟
نحن نحتفل الآن بمرور خمسين عاما علي استقلال بنجلاديش علي يد أبو الأمة شيخ مجيب الرحمن وخلال تلك السنوات شهدت البلاد خاصة خلال حكم رئيسة الوزراء الحالية الشيخة حسينة طفرات اقتصادية مهمة وملموسة في الشارع البنغالي حيث حققنا إنجازات كبيرة في التغلب علي الفقر وبالفعل تسلمنا العام الماضي تقريرا من الأمم المتحدة يؤكد أن بنجلاديش أصبحت دولة متوسطة الدخل بعد أن كانت دولة فقيرة .
وقال إن الرؤية المستقبلية لنا سوف نكون دولة متقدمة بحلول عام ٢٠٤١ وبالتالي فإننا سوف نحتاج إلي الكثير من الشركاء في كافة دول العالم ومصر تأتي في مقدمة تلك الدول الشريكة لنا خاصة أنها تتمتع بموقع فريد وتعد بوابة القارة الإفريقية بالإضافة إلي وجود قناة السويس التي تساهم بجانب مهم في حركة التجارة العالمية .
١٠٠ مليون دولار فقط
كيف تنظرون إلي التعاون الاقتصادي بين القاهرة ودكا ؟
المؤكد أن مستوي التعاون الاقتصادي لا يرقي لمستوي العلاقات التاريخية بين البلدين خاصة أن حجم التبادل التجاري بيننا لا يتجاوز مائة مليون دولار وهو رقم ضعيف للغاية مقارنة بفرص التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري المتاحة في البلدين في كافة القطاعات ولذا فقد ناقشنا خلال الاجتماعات المتعددة توقيع اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين سوف تسهم كثيرا في دعم وتعزيز التعاون الاقتصادي ورفع مستوي التبادل التجاري بين البلدين.
وقال إن ما سمعته من المسئولين المصريين بشأن قيام الحكومة المصرية بعمل تسهيلات كثيرة وإزالة العقبات امام المستثمرين الأجانب يدفعنا دون شك للسعي لضخ المزيد من الاستثمارات البنغالية في مصر خاصة أن هدفنا مشترك وهو زيادة الاستثمارات وفتح آفاق تعاون جديدة بين الجانبين والسعي للاستفادة من موقع مصر المتميز سواء بالنسبة للقارة الإفريقية أو القارة الأوروبية .
هل ترون أن هناك فرصة لدعم التعاون السياحي بين البلدين ؟
بالطبع دائما هناك فرص موجودة وعلينا السعي لاستغلالها والاستفادة منها خاصة أن بنجلاديش دولة حضارة ولكن نحتاج إلي المزيد من الخبرة والتعلم في المجال السياحي ولذا فإننا ندرس إرسال المزيد من الطلاب إلي مصر للتدريب واكتساب المهارات في هذا المجال الهام خاصة أن مصر دولة حضارة كبيرة أن هناك تغييرات كبيرة في أساليب التفكير الجديد لدي الأجيال المقبلة نحتاج إلي التعامل معه بنفس المنطق.
وقال في هذا السياق ناقشت مع وزير السياحة والآثار ضرورة إطلاق خط طيران مباشر بين القاهرة ودكا لخدمة حركة السياحة والتجارة بين البلدين ومن الممكن أن يعمل في شهر مايو المقبل.
دور حيوي
كيف تقيمون الدور المصري في منطقة الشرق الأوسط ؟
لاشك أن مصر دولة محورية ومهمة في منطقة الشرق الأوسط وتلعب دورا رائدا في التعامل مع الأزمات والأحداث المختلفة بالمنطقة.
وقال إن الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنجلاديش دائما ما تقول لابد من توحد الأمة الإسلامية وأن تعمل معا من أجل الحفاظ علي كيان ووحدة العالم الإسلامي .. وبنجلاديش ومصر لديهما دور هام في هذا الاطار .
ما هي تطورات الموقف بالنسبة لمسلمي الروهينجا؟ وكيف تقيمون دور العالم الإسلامي في هذا الملف؟
قضية مسلمي الروهينجا من القضايا الهامة والحساسة لنا في بنجلاديش وللعالم الإسلامي أيضا خاصة أننا نستضيف أعدادا كبيرة منهم منذ اندلاع الأزمة ولذا لابد أن يكون هناك تحرك دولي من قبل المجتمع الدولي كله وبالطبع منظمة التعاون الإسلامي يتواكب مع حجم الأزمة فعلي الرغم من وجود جهود دولية ومساعدات إلا أن الأزمة مازالت كبيرة وتحتاج إلي المزيد من الجهود والتكاتف الإسلامي والدولي معًا.
كيف يمكن دعم وتعزيز التعاون مع الأزهر الشريف؟
هناك تعاون وثيق بيننا وبين الأزهر الشريف خاصة أن لدينا أكثر من ألف طالب بنالي يدرسون في الأزهر بل إننا سوف نطلب من مشيخة الأزهر أن يتم افتتاح فرع لجامعة الأزهر في بنجلاديش لدعم وتعزيز التعاون بيننا.
ما رؤيتكم للجهود المصرية لتنظيم مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ – كوب ٢٧ – في نوفمبر المقبل في شرم الشيخ؟
نهنئ مصر لتنظيم هذا الحدث الدولي الكبير والهام في مدينة شرم الشيخ الجميلة حيث استمعت من عدد من الوزراء للجهود المصرية المبذولة في تنظيم المؤتمر وجهود مصر للتحول إلي الطاقة النظيفة في مجالات عديدة.
وقال بعد مؤتمر "كوب ٢٦ " في جلاكسو ببريطانيا نتوقع أن يحقق مؤتمر "كوب ٢٧" في شرم الشيخ نجاحًا كبيرًا وأن يتم ضخ مائة مليار دولار لدعم الدول النامية علي مواجهة آثار التغييرات المناخية.
وقال إننا نتطلع للمشاركة في هذا الحدث الهام للغاية علي أرض مصر .
صورة تذكارية علي هامش اللقاء 
وزير خارجية بنجلاديش