Close ad

طارق السنوطي يكتب: الصين والعالم العربي

5-3-2022 | 18:31

علي مدار يوم كامل شاركت في اجتماعات المؤتمر الثاني للجمعية العربية – الصينية للتعاون والتنمية والذي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت وشارك فيه – عبر تقنية زووم – عدد كبير من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والإعلامية من مختلف دول العالم؛ حيث ناقش المؤتمر آفاق التعاون العربي – الصيني وسبل تفعيل ذلك التعاون في كافة المجالات خاصة في ظل الظروف التي يمر بها العالم الآن ومنذ ظهور جائحة كورونا وتطورات الأوضاع في ظل الحرب الروسية – الأوكرانية.
 
وبالتالي فإن البحث عن مساحة أكبر لبناء مصير مشترك للتعاون الصيني – العربي – كما قال السفير الصيني في لبنان تشيان مينجيان – في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر يتطلب مزيدًا من التعاون على كافة المستويات وإضافة أبعاد جديدة للعلاقات الإستراتيجية بين الجانبين.
 
والمؤكد أن البعد العربي يمثل رقمًا مهمًا ومؤثرًا في علاقات الصين مع العالم، خاصة أن العالم العربي ينظر إلى الصين على أنها شريك إستراتيجي مهم ليس من وجهة نظر التاريخ فقط؛ بل والمستقبل أيضًا، خاصة أن العلاقات العربية – الصينية مرشحة وبقوة لأن تصبح علاقات شراكة إستراتيجية شاملة وهو ما انعكس في الحضور العربي المتميز خلال افتتاح دورة الألعاب الشتوية الأولمبية مؤخرًا في بكين، وحضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي في إشارة إلى قوة العلاقات العربية – الصينيةـ وهو ما أكده السفير الفلسطيني وعميد السلك الدبلوماسي العربي في بكين فريز المهداوي.
 
ولا شك أن البعد الاقتصادي يحتل المكانة الأبرز في علاقات الجانبين، خاصة أن هناك ١٩ دولة عربية والجامعة العربية واتحاد الغرف العربية وقعت على وثيقة "الحزام والطريق" مع الصين والتي تمثل طبقًا لرؤية الدكتور خالد حنفي الأمين العام لاتحاد الغرف العربية شراكة مهمة للجانبين معا، وإن كانت تحتاج إلى نقلة نوعية في التغيير من الخط البسيط إلى تطور متعدد الأبعاد والشراكات يتحول إلى تحالف كبير تستطيع من خلاله الصين أن تكون قادرة على الدخول إلى أسواق أخرى في العالم وعمل منصات حقيقية داخل الدول العربية، والاستفادة من وجود مبادرة الحزام والطريق والتي من الممكن أن تخدم الجانبين في ظل وجود فرص أكبر لكي تتحول تلك العلاقات إلى علاقات إستراتيجية حقيقية تكون مفرداتها التكنولوجيا الصناعية والتحول الرقمي وتكنولوجيا الفضاء والاقتصاد الأخضر.
 
ولذا فإن التعاون بين الجانبين اكتسب طبيعة متميزة خلال السنوات الأخيرة؛ حيث بلغ حجم التبادل التجاري العربي – الصيني مائتي مليار دولار قبل جائحة كورونا؛ بل إن التعاون بات وثيقًا في التعامل مع الجائحة، فقد كانت الصين حاضرة بقوة خلال الأزمة في الدول العربية من خلال التعاون المثمر؛ سواء في إنتاج اللقاحات وتوفيرها أو عن طريق إرسال المزيد من المساعدات الطبية للتغلب على تداعيات الجائحة في الدول العربية.
 
وأْعتقد أن المؤتمر حقق جانبًا مهمًا من أهدافه في تسليط الضوء على الإطار العام للعلاقات العربية – الصينية وأهمية السعي من قبل الجانبين لتعزيز ودعم تلك العلاقات في كافة جوانبها والاستفادة من مبادرة الحزام والطريق التي تمثل فرصة ذهبية للجانبين – كما قال قاسم طفيلي رئيس الجمعية - معا لخلق فرص وآفاق استثمارية جديدة وقوية بالنظر لما حققته المبادرة من إنجازات وخطوات اقتصادية قوية بين الجانبين رغم محاولات التشويه التي تعرضت لها من قبل بعض الدول.
 
[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: