اقنع ولا تطمع فإن الفتى .. كماله فى عزة النفس
وإنما ينقص بدر الدجى .. لأخذه الضوء من الشمس
هى أبيات منسوبة للشاعر عماد الدين الأصفهانى والذى ولد فى أصفهان 1125 وكان شاعرا وأديبا وأحد فقهاء المذهب الشافعى ولزم صلاح الدين الأيوبى وكان من المقربين فى مجلسه بدمشق حتى توفى بها بعد وفاة صلاح الدين الأيوبى..
وها هى دول تقوم ودول تنتهى ولنا فى التاريخ العديد من الدروس والعبر.. لمن يعتبر..
والعالم اليوم يقف على قدم واحدة يتابع بشغف الأزمة الروسية الإوكرانية.. وتداعياتها.. وهى بالفعل أزمة جديرة بالمتابعة الدقيقة لما لها من آثار مترامية لن تقف على حدود السيناريوهات المتوقعة من الضربات او الاجتياح الروسى لدولة أوكرينا.. هل تنتهى بسقوط اوكرنيا بالكامل تحت الاحتلال الروسى؟ وهو السيناريو الذى يستبعده الكثير من الخبراء – وان كان ليس مستعبدا – او إسقاط نظام الحكم القائم فى أوكرانيا وتولى نظام موال للروس.. او غيره من التوقعات والتى فى أسوأها ان تكون هذه الأزمة نواة حرب عالمية ثالثة فى حالة دخول حلف الناتو ومن خلفه الولايات المتحدة طرفا فى الصراع وهو أمر مستبعد..
ومما لا شك فيه أننا نشهد اليوم نواة نظام عالمى جديد ونهاية نظام عالمى كان قد بدأ مع انهيار الاتحاد السوفيتى وشهد سيطرة الولايات المتحدة على النظام العالمى - قطب واحد - بنهاية الحرب الباردة ونهاية عالم القطبين (الأمريكى- السوفيتى).
واليوم انتهى نظام القطب الواحد أو فى طريقه الى النهاية وبزوغ نظام جديد اعتقد انه سيكون متعدد الأقطاب.. روسيا، الصين، الولايات المتحدة.
وبلغة اسهل كما عبر عنها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى جملة بسيطة (العفى ما حدش بياكل لقمته)، وهذا أحد الدروس الهامة.. وتفسر الاهتمام الكبير من جانب الرئيس بالقوات المسلحة وتحديث الأسلحة والاهتمام بالأفراد والتدريب الجيد بل ومشاركة الطلاب الجدد فى الكليات العسكرية أنشطتهم التدريبية.
فمع بداية طبول الحرب بين روسيا وأوكرانيا أعاد العام حساباته الاقتصادية فالعديد من دول الشرق الأوسط ومنها مصر تستورد جانبا من احتياجاتها من القمح من اوكرانيا وروسيا، فضلا عن ان جانبا من دول اوروبا الكبرى تعتمد اعتمادا كبيرا على الغاز الروسى كمصدر من مصادر الطاقة.. وهذا درس آخر.. يقودنا الى قضية الإنتاج والعمل لتوفير احتياجاتنا من السلع والخدمات الأساسية وتفسر لنا اهتمام الرئيس بالمشروعات الزراعية من الدلتا الجديدة الى المليون ونصف المليون فدان مرورا بمشروع الصوب الزراعية العملاقة بمشروعات الإنتاج الحيوانى من اللحوم والألبان ومشروعات الاستزراع السمكى، فهذه المشروعات لبت وتلبى احتياجات الوطن وابنائه فى ظل ازمات عالمية كبرى مرت – وباء الكورونا- ولم تؤثر بصورة كبيرة على توفير احتياجات المواطنين، ونحن اليوم نشهد ازمة عالمية أخرى لا يعرف أحد حتى كتابة هذه السطور متى وكيف ستنتهى..
والدرس الأهم، درس لنا جميعا وبعيدا عن هراء السوشيال ميديا، مشهد الهروب الجماعى الذى شاهدنا على شاشات الفضائيات هربا من جحيم الحرب..
هل استوعبنا حقا أهمية الوطن والحفاظ عليه؟! هل تخيلتم فى حالة لا قدر الله حدث مثل هذا فى وطننا؟ هل ستقبل ان تكون اسرتك واولادك فى مثل هذا الموقف؟! أو يتم بيعهم سبايا مثلما حدث فى بعض مناطق العراق وسوريا فى وقت سابق !!
هل سننجرف مرة اخرى خلف الادعاءات التى يتم تسويقها بيننا من خلال السوشيال ميديا ووراء التريند على حساب ثوابت الوطن الدينية والمصيرية؟!
إن أهم دروس هذه الأزمة هى ان نعرف قيمة الوطن وقيمة مصر وان نعمل جاهدين للحفاظ عليها وان نعمل جاهدين فى كل موقع لزيادة معدلات الإنتاج..
فإذا كان العالم على وشك ان يشهد نظاما عالميا جديدا متعدد الأقطاب.. فمصر تستحق ان تكون من قوى العالم الجديد.. وهذا ليس حلما بعيدا..
ولله الأمر من قبل ومن بعد
حفظ الله مصر وحفظ جيشها وشعبها وقائدها..