Close ad

عٌثمان فكري يكتٌب: رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية ليسوا ملوكًا

27-2-2022 | 13:27

لم يفوت الرئيس الأمريكي بايدن فرصة إعلان قاضي المحكمة العٌليا (أعلى منصب قضائي في أمريكا) ستيفن بريير عن تقاعده من منصبه في المحكمة، والذي يٌفترض أن يكون مدى الحياة..
 
وهي في الحقيقة فٌرصة ينتظرها الرؤساء الأمريكيون بفارغ الصبر؛ لأنها تعني أنهم سيتمكنون من اختيار مٌرشح آخر يتسلم المقعد  الشاغر في المحكمة؛ وهي التي تنظٌر وتًبٌت في قضايا مصيرية، وبالتالي يتركون بصمتهم التي لا يمحوها سوى تقاعد القاضي أو وفاته.. 
 
والقاضي المٌتقاعد "بريير" كان الذي رشحه سابقًا الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون، وهو من القٌضاة الليبراليين الثلاثة الذي يجلسون في المحكمة في مقابل القضاة المٌحافظين الستة الذين عينهم رؤساء جمهوريون آخرهم دونالد ترامب، الذي تمكن من تعيين 3 قضاة في عهده؛ وهم (نيل غورساتش، وبيرت كافاناه، وإيمي كوني باريت)، وبتقاعده عن عمر يناهز الـ83 عامًا يٌمهد بريير الطريق أمام الديمقراطيين لاختيار مرشح ليبرالي جديد وشاب، مع ترجيحات أن يكون المرشح هذه المرة امرأة من أصول إفريقية، وهو ما وعد به بايدن خلال السباق الرئاسي. 
 
وبمجرد الإعلان رسميًا عن قرار التقاعد تأهب الديمقراطيون واستعدوا لخوض معركة مصيرية بالنسبة إليهم في موسم انتخابي حامي الوطيس، فقد وعد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بأن «يحصل مرشح الرئيس بايدن على جلسة استماع سريعة في اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، وأن تتم المصادقة عليه في المجلس في أسرع وقت.
 
وعلى الرغم من هذه التوقعات يخشى الديمقراطيون من تكتيكات زعيم الأقلية الجمهورية السياسي المٌحنك ميتش مكونيل، وهو الذي أذاقهم الأمرين عندما كان زعيمًا للأغلبية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وتمكن حينها من صد ترشيح ميريك غارلاند لمنصب قاضي في المحكمة العليا، ويأمل الديمقراطيون في أن يختلف السيناريو هذه المرة؛ نظرًا لعدم سيطرة مكونيل على الأغلبية في المجلس، فقالت السيناتورة الديمقراطية جين شاهين: نتمنى أن تكون الموافقة سريعة، ولا يستطيع ميتش مكونيل عرقلة مساعي الديمقراطيين لاستبدال (بريير)، وتعيين من يرشحه أو يرشحها الرئيس بايدن ولعلّ ما يؤرق نوم مكونيل حاليًا هو قرار اتخذه في عام 2017 غيرّ فيه قوانين مصادقة المجلس على التعيينات القضائية؛ ليصبح بالأغلبية البسيطة فقط بعد أن كانت هذه التعيينات تتطلب 60 صوتًا. 
 
وبهذا يكون قد قيّد من قدراته اليوم على عرقلة هذه التعيينات؛ ليبقى أمله الوحيد الانقسامات الديمقراطية، هذا وسيشكل ترشيح قاض في المحكمة العليا لاستبدال بريير إنجازًا شخصيًا بالنسبة لبايدن، إضافة إلى كونه إنجازًا سياسيًا، فبايدن هو الذي ترأس جلسة المصادقة على بريير في اللجنة القضائية في الشيوخ في عام 1994 عندما كان رئيسًا للجنة حينها، واليوم سيكون هو من يختار خلفًا لبريير، وهذا أمر يحصل للمرة الأولى في التاريخ الأمريكي.. 
 
ومن ضمن المرشحين القاضية كيتانجي بروان جاكسون، والتي تحظى بتأييد لا بأس به من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين؛ وهي كانت تترأس محكمة الاستئناف، ومشهورة بقرارها نقض طلب الرئيس السابق ترامب عدم الالتزام باستدعاءات الكونجرس في إطار التحقيقات المٌطالبة بعزله، وقالت قولتها المشهورة: العبرة الأساسية للسنوات الـ 20 من التاريخ الأمريكي هي أن الرؤساء ليسوا ملوكًا.. 
 
وهي ليست فقط أول سيدة سوداء يتم ترشيحها، لكنها تتحدث بثقة في البيت الأبيض عن حياتها وأسرتها البسيطة، بل وتذكر عمها الذى أُدٌين في تجارة المخدرات، وحُكم عليه بالسجن المؤبد، لم يكن ذلك مدعاة للفخر بالطبع، لكنه أيضًا لايشينها ولا يمس كفاءتها، ولم يمنع الرئيس بايدن من اختيارها.. 

وللحديث بقية..

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: