تغيم الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، على العالم، لتنعكس سلبًا على اقتصادات العديد من الدول الغربية وغيرها، وتختلف تأثيرات هذه الأزمة على قطاعات الاقتصاد المصري، بينهم قطاع السياحة.
موضوعات مقترحة
وتمثل السياحة الأوكرانية أهمية بالنسبة لمدن البحر الأحمر ومرسى علم وجنوب سيناء وكان لها دور كبير في إحداث حركة سياحية في مصر خلال السنوات الخمس الماضية، خصوصًا في الفترة ما بعد أزمة فيروس كورونا.
وطبقا لوكالة السياحة الحكومية الأوكرانية، فإن عدد الرحلات السياحية التى قام بها المواطنون الأوكرانيون فى عام 2021 إلى الخارج حوالي 14.7 مليون رحلة سياحية أجنبية وتصدرت تركيا المرتبة الأولى في استقبال السياح الأوكران بنسبة 28% وجاءت مصر في المرتبة الثانية بنسبة 21%.
وعن مدى تأثر قطاع السياحة بالأزمة بين روسيا وأوكرانيا، قال رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية سابقًا إلهامي الزيات، إن السياحة الأوكرانية تمثل أهمية بالنسبة للأسواق الوافدة لمصر خصوصًا في سنوات ٢٠١٧، و٢٠١٨ و٢٠١٩، ومع تواجد الأوكران بدأت الجنسيات الأخرى تتزايد على السوق المصري وتتنوع هذه الجنسيات، ما بين الإنجليز والألمان، والتشيك والمجر، وغيرهم، وأصبح تواجد الأوكران أقل بالنسبة للمجموع، فبعد أن كانوا يمثلون ٢٥٪ مع زيادة الجنسيات الأخرى تراجعت هذه النسبة إلى 3- 5٪.
وأضاف الزيات في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام"، أن السوق الروسي يتصدر الأسواق الوافدة حاليًا إلى مصر، يليهم الإنجليز والألمان، وتأتي الأوكرانية في المرتبة السابعة أو الثامنة، مؤكدًا أنه بعد غلق ٤ مطارات في روسيا اليوم، سوف تتأثر السياحة الوافدة من السوق الروسي إلى مصر ولكنها لن تختفي أبدًا، خصوصًا وأنها دولة كبيرة متناهية الأطراف.
وأوضح أن عدد رحلات الطيران القادمة من أوكرانيا سواء المنتظمة القادمة لمطار القاهرة أو العارض المتجه لمطاري شرم الشيخ والغردقة تراجعت تدريجيًا منذ حوالي شهر قبل أن تتوقف نهائيًا، مشيرًا إلى أن السياحة الأوكرانية لا تؤثر على إيرادات السياحة لأنها الأقل إنفاقا وعددا.
وعن تأثر السياحة الوافدة من الأسواق الأوروبية بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أوضح رئيس اتحاد الغرف السياحية سابقًا، أن هذا سيتوقف على ردود الأفعال العالمية وهو ما يتضح في الفترة المقبلة، لافتًا إلى أن تأثر مصر بهذه الأزمة سيكون محدودا في ظل تزايد الأسواق الأخرى.
وقال رئيس جمعية "مسافرون للسياحة"، عاطف عبداللطيف، في تصريحات خاصة لـ "بوابة الأهرام"، إن الحرب الناشبة بين روسيا وأوكرانيا تسببت في إلغاء مئات الحجوزات الوافدة لمصر منذ منتصف شهر يناير الماضى وحتى الآن، سواء من أوكرانيا أو روسيا، مشيرًا إلى أنه بالنسبه للسياحة الأوكرانية في جنوب سيناء بلغ متوسط الرحلات في يناير ٢٠٢٢ نحو ٢٦٤ طائرة، وفي شهر فبراير ١٨٨ طائرة حتى الآن، وبالنسبة للسياحة الروسية، بلغ متوسط الرحلات في يناير ٢٠٢٢ نحو ٤٦٣ طائرة، وفي شهر فبراير ٢٢٥ طائرة حتى الآن.
وأضاف أن استمرار الحرب الدائرة بين الدولتين ينذر بتوقف تام للسياحة الأوكرانية والروسية، ومن المتوقع أن تتأثر السياحة بشكلٍ عام فى أوروبا، وقد نشهد تراجعا في الأيام المقبلة، بالرغم من وجود زيادة معتادة للحركة السياحية الوافدة في شهر مارس.
وأوضح أنّ إغلاق المجال الجوى الأوكرانى، كان سببًا في إلغاء آلاف المواطنين الأوكران زيارتهم لمصر خوفا من صعوبة عودتهم إلى وطنهم، كما هو الوضع الآن.
وأشار إلى أنّ السياحة الروسية والأوكرانية تمثل ما بين ٦٠ و٦٥٪ من حجم الأسواق الوافدة إلى مصر، في الفترة الأخيرة، وبعد توقف السياحة الروسية عام ٢٠١٥، وأعقبها الإنجليزية والألمانية والفرنسية، والإيطالية، لم يتوافد على المقصد المصري سوى السوق الأوكراني الذي كان يتوافد بأعداد كبيرة ولم يتوقف هذا التوافد في فترة أزمة فيروس كورونا، بالرغم من أنه الأقل إنفاقًا، لكنه كان الداعم الأكبر لنا.
وأشار إلى أن التوصل لحل سياسى يوقف الحرب بين الدولتين، سيعيد الحركة السياحية الوافدة منهما بشكل تدريجي إلى معدلاتها خلال الأشهر المقبلة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن في وقت سابق أمس، إطلاق عملية عسكرية خاصة في دونباس، جنوب شرقي أوكرانيا، وذلك في أعقاب طلب جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك رسميا دعم روسيا في مواجهة الجيش الأوكراني.
وعاد سياح أوكرانيون من مطار شرم الشيخ، حيث كان يتزامن أمس الخميس مع موعد عودتهم لبلدهم، وذلك بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي تسببت في إغلاق المجال الجوي الأوكراني.
وأبدى بعض السائحين الأوكرانيين رغبتهم في البقاء في مصر بسبب هذه الأحداث.
ووجهت غرفة المنشآت الفندقية إدارات الفنادق بحسن استقبال واستضافة السياح الأوكرانيين العائدين من المطار أمس وعدم مطالبتهم بمغادرة الفنادق رغم انتهاء حجوزاتهم، وتقديم كافة المساعدات والدعم اللازم لهم وعدم مغادرة أي سائح من الفنادق.
كما طالبت الغرفة إدارة الفنادق، بالتعامل بحرص شديد بين السائحين الروس والسائحين الأوكرانيين الموجودين مع بعض في نفس الفندق.