Close ad

فى الثقافة والتعليم والبحث العلمى.. شراكة بين مصر والجزائر من أجل العرب وإفريقيا

22-2-2022 | 17:01
فى الثقافة والتعليم والبحث العلمى شراكة بين مصر والجزائر من أجل العرب وإفريقياالرئيس السيسي ونظيرة الجزائري
زينب هاشم
الأهرام العربي نقلاً عن

عتيقة عليوى: زيارة تبون للقاهرة كانت لها نتائج إيجابية

موضوعات مقترحة
د. أسامة بوشماخ: الدولتان تسعيان إلى الاستفادة من تبادل الخبرات

د.زاوى رابح: التقارب ليس وليد اليوم وبإمكان التعاون بين البلدين أن يقدم الكثير للمنطقة العربية والإفريقية
بن موسى سمير: امتداد العلاقة السياسية بين مصر والجزائر تاريخى وتعززه عدة عوامل

د. أبو الفضل محمد بهلولى: العلاقات بين الدولتين تتجه نحو التحالف الإستراتيجى والتكامل الاقتصادى

حققت زيارة الرئيس تبون للقاهرة فى يناير الماضى، نجاحا كبيرا على مستوى الأمن والتنمية فى المنطقة العربية، وهو ما ينعكس بشكل كبير على المستوى الاقتصادى للبلدين، حيث شبه البعض مصر والجزائر، برئتى الوطن العربى، وتم خلالها استعراض عدد كبير من القضايا المهمة، لكلا البلدين، لتصبح الفرصة الأكبر لتحقيق تعاون كبير إفريقيا، وعربيا فى كثير من المجالات، كالتعليم العالى، والبحث العلمى، والثقافة، والشراكة الثنائية، عبر تجسيد مختلف المشروعات، وتبادل الخبرات فى مجال المؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة، ومسائل أخرى تتعلق بالتعاون الدبلوماسى، وتبادل الزيارات والتنسيق المستمر‪.‬

ترى الكاتبة والإعلامية عتيقة عليوى، سفيرة المكفوفين بالوطن العربى، وسفيرة الأمل بالجزائر، إن زيارة الرئيس الجزائرى، تبون إلى القاهرة تبقى خطوة مهمة، لاستكشاف طبيعة الموقف المصرى، بشأن عدد من الملفات الشائكة التى تهم البلدين والمنطقة العربية، إذ تعد بمثابة النقطة الفاصلة بين مرحلتين، مرحلة انتهت بانتهاء رجالها وصناع قراراتها على مستوى كل الأصعدة، بالمنظور السياسى لتوثق بداية جديدة لفترة حساسة مقبلة، ينتظر أن يكون للدبلوماسية الجزائرية، دور فعال وحازم، تجاه عدة قضايا عربية دون أن ننسى العلاقات التاريخية المتأصلة والراسخة بينهما، وأن مصر والجزائر، هما آخر جمهوريتين متماسكتين فى المنطقة العريية، والأكثر ثقلا فى إفريقيا‪ ‬

وتضيف عليوى: أن زيارة الرئيس الجزائرى لمصر، أثمرت نتائج إيجابية، وجاءت ردا على المشككين فى نجاح الزيارة إلى مصر فى عمق خلفياتها، فالرئيس المصرى، هو الذى أجاب عن العديد من الأسئلة، التى كانت عالقة، ومبهمة على الساحة السياسية، وأكد ثقته فى نجاح القمة العربية المزمع انعقادها بالجزائر فى القادم القريب، حيث لم تحَدد الجزائر حتى الآن موعدًا رسميًّا لعقد القمة، إذ تعد بمثابة الهدف الذى تتطلّع إليه جميع الشّعوب العربيّة، فى تحقيق استِعادة الشعب الفِلسطينى لحُقوقه، وهو ما عملت عليه الجزائر فى اختيارها عنوانا للقمة، يليق بمقامها على أرض الجزائر، سميت بـ”قمّة فِلسطين”، مع السعى إلى إعادة سوريا للبيت العربى، بدلا من التفكك والتشتت،  وستلعب الجزائر دورا مهما وبارزا بعدما تم الاتفاق بين الطرفين الرئيس السيسى، والرئيس عبد المجيد تبون، على تنظيم انتخابات برلمانيّة ورئاسيّة فى ليبيا، نظرا لما تملكه مصر من إمكانات لتقريب وجهات النظر المختلفة بين القادة العرب.

وتتابع: ستنعكس هذه الزيارة إيجابا، ليس فقط على الملفات الثنائية السياسية، بل أيضا وبشكل أساسى، على المؤشرات الاقتصادية والاستثمارية لكلا البلدين، إذ يرى الجانب المصرى، أن دول شمال إفريقيا تمثل له أسواقا لزيادة صادراته، فى المقابل يرى الجانب الجزائرى أن مصر تبقى شريكا أساسيا، يمكن من خلاله تشكيل سوق للمنتجات الجزائرية من أجل تنويع صادراتها، ووجهاتها وتوسيع مجالات الشراكة فى مختلف القطاعات، وأهم ما يميز هذه الزيارة، هو التأكيد على حتمية التعاون كشريك إستراتيجى، استنادا إلى المصير المشترك والرغبة فى حلحلة الأزمات الإفريقية والعربية.

فيما يؤكد د. أسامة بوشماخ، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن الزيارة الأخيرة للرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون إلى مصر، لاقت اهتمام الصحافة والإعلام الدولى بها، حيث لم تنتظر المناقشات الوصول إلى قصر الجمهورية فى القاهرة، وإنما برزت حيوية النقاشات منذ نزول الرئيس الجزائرى من الطائرة، مما يدل فى صورة سيميولوجية على مدى عمق الروابط بين القيادتين والدولتين تاريخيا، وحاضرا ومستقبلا.
ويضيف بوشماخ: جاءت العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، والتى تصل إلى حد التوافق بين الدولتين خصوصا فى: العمل على إنجاح القمة العربية فى ظل الظروف التى تعيشها المنطقة العربية، وضرورة عودة المقعد سوريا إلى حضن الجامعة، أيضا عدم السماح بعضوية إسرائيل كمراقب فى الاتحاد الإفريقى التى أبدت فيه القاهرة، تجاوبا كبيرا مع الجزائر، وبرز ذلك فى قمة إثيوبيا الأخيرة، كذلك الملف الليبى الذى هو بحاجة إلى دعم كبير من الجارتين الشرقية والغربية، وعلى ضرورة استقرار ليبيا وخروج المرتزقة منها، أيضا إعادة القضية الفلسطينية إلى مركزيتها، خصوصا أن الجزائر تدرك جيدا الدور المصرى فى العمل على وحدة الشعب الفلسطينى، وإنهاء حالة الانقسام الداخلى، وفيما يخص الملف السودانى، وما يشكله من عدم استقرار على الأمن الوطنى للدولتين والأمن القومى على المنطقة، والإهتمام بملف أمن البحر المتوسط والتحولات القوى البحرية فيه نحو الشرق، مع أزمة الهجرة غير الشرعية ودور الجزائر ومصر فى تأمين أوروبا، من تلك المخاطر،  ودور الوساطة الجزائرية ضمن الاتحاد الإفريقى فى أزمة سد النهضة، والتى ترى فيها مصر، أن الجزائر دولة ذات ثقة ودبلوماسية محترمة قائمة على الحياد، وأن حل الأزمة يكمن فى التفاوض والعلاقات الدبلوماسية، أيضا: ملف الإرهاب، والدولتان الكبيرتان فى إفريقيا والشرق الأوسط، لهما خبرة كبيرة وأظهرتا احترافية يشهد لها العالم كله، فى التعامل مع مثل هذه القضايا، ولهذا يأتى ضرورة التنسيق الأمنى والاستخباراتى بين الدولتين فى مواجهة التهديدات، التى تنعكس سلبا على المنطقة.

ويتابع: أما على المستوى الاقتصادى، تدرك القيادتان أن التبادلات الاقتصادية بين الدولتين، لا تعكس الأداء السياسى، ولا العمق التاريخى لهما، ولهذا فتسعيان إلى مزيد من التعاون فى هذا المجال والاستفادة من تبادل الخبرات بين الجزائر ومصر، فمصر رائدة فى مجال المقاولات والبناء وشبكة الاتصالات والشركات المصغرة، كما أن الجزائر  لها من الريادة فى قطاع المحروقات والوسائل الكهرومنزلية يمكن من خلالها الوصول إلى رقم يتجاوز 3,5 مليار دولار، بالنسبة للاستثمارات المصرية فى الجزائر و90 مليون دولار لحجم الاستثمارات الجزائرية فى مصر، ولهذا ارتأت القيادتين، على ضرورة إعادة تفعيل مجلس رجال الأعمال الجزائرى المصرى، وتنظيم منتدى اقتصادى له، خلال الثلاث الأول من 2022، الذى يندرج فى إطار تعزيز العلاقات التجارية الجزائرية - المصرية.‪ ‬

ويقول د. زاوى رابح، أستاذ وباحث العلوم السياسية، بجامعة مولود معمرى تيزى وزو، إنه فى ظل حالة التقارب الجزائرى - المصرى فى الفترة الأخيرة، أعتقد من المهم الإشارة إلى أن هذا التقارب، ليس وليد اليوم، بل هو مرحلة من مراحل العلاقات المصرية - الجزائرية، لقد سبق للرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، أن استهل ولايته الأولى للرئاسة المصرية عام 2014 بزيارة الجزائر، وهو الأمر الذى يعكس الأهمية الكبيرة للعلاقات من وجهة نظر القيادة السياسية المصرية، كما أن زيارة الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون، لمصر سنة 2022 هى الأخرى شهدت متابعة إعلامية كبيرة، بالنظر إلى سياقها العام، وأيضا بالنظر على ما طرحته تلك الزيارة من مواضيع للنقاش بين الطرفين، والأكيد أن هناك تقاربا واضحا فى وجهات النظر اتجاه العديد من القضايا المطروحة.

ويضيف: من جانب آخر، يبدو أنه بإمكان العلاقات الجزائرية - المصرية أن تقدم الكثير للمنطقة العربية وحتى الإفريقية، وعلى جميع الأصعدة. فعلى الصعيد الدبلوماسى كلا البلدين يشكل قوة دبلوماسية كبيرة فى المنطقة، سواء من ناحية الموروث الدبلوماسى الكبير، أو من ناحية الحضور والتأثير فى المحافل الدبلوماسية، ونخص بالذكر هنا الجامعة العربية والاتحاد الإفريقى، وعلى الصعيد الاقتصادى، بإمكان الطرفين أن يشكلا شراكة حقيقية، فكلا البلدين يستقطب الاستثمارات الأجنبية بشكل كبير، وهما من المناطق الواعدة التى بإمكانها التحول إلى قوى اقتصادية صاعدة، نحن هنا نتحدث عن استثمارات مصرية فى الجزائر، تتبوأ المرتبة الأولى بين الدول العربية بحوالى 3.6 مليار دولار، ومن الناحية الأمنية نحن بصدد الحديث عن أقوى جيوش المنطقة العربية والإفريقية، وكلاهما يملك خبرة كبيرة فى مجال مكافحة الإرهاب مثلا، لهذا هناك دائما فرص حقيقية لتأسيس علاقات قوية بين الطرفين، لهذا نتفق مع تسمية القمة الأخيرة بين الرئيسين بقمة “التوقيت المناسب”.

ويوضح د.أبو الفضل محمد بهلولى، أستاذ القانون العام والعلاقات الدولية، أن العلاقات بين الدولتين تتجه نحو التحالف الإستراتيجى، والتكامل الاقتصادى، فالرئيسان السيسى، وتبون، يمارسان الدبلوماسية المباشرة، لدراسة ومعالجة ملفات المنطقة بصورة دقيقة، والتى طغت على العلاقات بين الرئيسين، لاسيما فى الفترة الأخيرة، وهذا مؤشر كبير على هندسة تحالف إستراتيجى بين الدولتين، لاسيما فى الميدان الأمنى، فحسب تقديراتى سيتم إبرام اتفاقية أمنية بين الدولتين فى المجال الأمنى و العسكرى، خصوصا أن مصر لها خبرة وتجربة فى ذلك، والجزائر دخلت فى مجال الصناعات العسكرية، بالإضافة إلى خبرة الجيش الجزائرى فى مكافحة الإرهاب والكيانات الإرهابية، وحسب تصورى ستكون هناك مناورات عسكرية مشتركة بين الدولتين مستقبلا، كما سيكون هناك تعاون فى المجال السياحى، والصناعة السينمائية، دون أن ننسى التعاون فى مجال الطاقة، خصوصا أن مصر ستعمل على توريد الغاز والجزائر من أهم الدول المصدرة له، وتسهم الجزائر عن طريق شركة سوناطراك فى دعم مشاريع الطاقة فى مصر، فالعمل الثنائى بين القاهرة والجزائر وتحالفهما، سيكون له أثر كبير على المجموعة العربية والإفريقية، فى حل كل الخلافات والثورات سواء فى الساحة العربية أم الإفريقية أم المتوسطية، باعتبار أنهما دولتان مؤثرتان ومحوريتان.

ويشير بن موسى سمير كاتب سياسى، وأستاذ تعليم عالٍ، جامعة تيارت الجزائر، إلى أن امتداد العلاقة السياسية بين البلدين تاريخى، تعززها عدة عوامل، أولا: ضمان وتأمين الحدود الجغرافية بليبيا من خلال العمل على استقرارها بتنظيمها للانتخابات الرئاسية، وتأمينها من خطر حرب الوكالات، خصوصا مع بروز أزمة الغاز الأوروبية، وأوكرانيا وروسيا، ثانيا‪ ‬العمل على تعزيز الروابط الاقتصادية، خاصة فيما يخص التبادل التجارى، ثالثا: ملف سد النهضة ومتابعة الوساطة الجزائرية فى هذه المسألة الحيوية، رابعا: تنظيم المؤتمر العربى بالجزائر، باعتبار أن دولة مصر رئيسية ومحور للتقارب بين مختلف الدول العربية، كما أن التكافل بين الدولتين الشقيقتين مصر والجزائر، خصوصا فيما يخص تبعات “كوفيد 19”على مستوى التبادل الخبرات حول كيفية وإستراتيجية مواجهة الجائحة‪.‬

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة