- نحتاج برنامجاً إرشادياً لمزارعي القصب لتغيير سلوكيات إدارة المياه
- الري التقليدى يعطى فدان القصب كميات كبيرة من المياه لا يحتاج إليها
وجه الرئيس السيسى خلال افتتاح بعض المشروعات التنموية فى محافظات الصعيد بضرورة توعية المزارعين لزراعة قصب السكر بنظام الشتلات، واستخدام أساليب الرى الحديث لزيادة الإنتاجية وترشيد المياه والأسمدة والتقاوى والذى يسهم فى رفع مستوى معيشة المزارعين وتحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر.
كما وجه السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى بإنشاء حقول إرشادية بالصعيد تكون نماذج على أرض الواقع لزراعة المحصول بالشتلات وخلق وعى لدى المزارعين من أجل سرعة نشر التقنية الحديثة فى الزراعة خلال وقت قصير، وأكد أن الوزارة توفر الدعم الفنى للمزارعين للنهوض بمحصول القصب والبنك الزراعى يوفر التمويل اللازم لعملية تطوير نظم الرى ودعم المزارعين.
وأشار الإنفوجراف الذى نشره مركز المعلومات الصوتية والمرئية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى حول المشروع القومى للتحول لزراعة قصب السكر بالشتل، إلى أنه يهدف إلى تحديث طرق زراعة قصب السكر باستخدام تقنيات إنتاج شتلات القصب للتغلب على مشاكل الزراعة التقليدية، وتشمل خطة وزارة الزراعة للتوسع فى زراعة القصب بالشتل، 3 محاور رئيسية هى: إنشاء حقول لإنتاج التقاوى المعتمدة الخالية من الآفات والأمراض، وتوفير متطلبات التوسع فى نظام الشتل لمساحات الغرس، وتنفيذ نظم الرى الحديث فى المساحات المزروعة بالشتل.
وأشار الإنفوجراف إلى أنه يجرى حالياً العمل على الانتهاء من مصنع سوبيك الحيوى بكوم أمبو لإنتاج شتلات قصب السكر المعتمدة على مساحة 26 فداناً، بطاقة إنتاجية 15 مليون شتلة/موسم، فضلاً عن إنشاء مصنع حابى الحيوى بوادى الصعايدة لإنتاج شتلات قصب السكر المعتمدة فى أسوان أيضاً، على مساحة 70 فداناً، بطاقة إنتاجية نحو 80 مليون شتلة فى الموسم، كذلك يتم تشجيع القطاع الخاص على المشاركة لإنشاء مصانع حيوية أخرى تحت إشراف الوزارة مع نجاح زراعة القصب بالشتلات المعتمدة
حول أهمية هذه التقنيات فى النهوض بزراعات قصب السكر فى مصر كان لنا هذا الحوار مع الدكتور/أحمد زكى أبو كنيز أستاذ المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزراعية.
- كيف ستساهم التقنيات الحديثة لزراعة قصب السكر فى خفض المياه المستخدمة فى الرى وزيادة الإنتاج، والتغلب على المشاكل القائمة؟
قصب السكر محصول مُتهم بأنه مهدر للمياه ومستهلكاً لها بإفراط، وهذا غير صحيح لأن احتياجات القصب، من متوسطة إلى منخفضة فمثلاً فدان القصب لكى يعطى محصولاً مربحاً يحتاج إلى نحو 6500 متر مكعب مياه فى الموسم تحت ظروف مناطق مصر العليا (أسوان والأقصر وقنا..) ويحتاج إلى نحو 6000 متر مكعب مياه فى الموسم تحت ظروف مناطق مصرالوسطى (سوهاج والمنيا) فى حين يحتاج لنحو 5000 متر مكعب فى الموسم فى الوجه البحرى.
لكن التحدى فى كيفية إعطاء القصب هذه الكمية تحت نظام الرى بالغمر، مما سيكون صعباً جداً ويكاد يكون مستحيلاً، لذا لا يمكن الوصول إلى هذا القدر من المياه إلا تحت نظم الرى الحديثة، التى ستساهم فى توفير المياه المستخدمة فى رى القصب، وفى واقع الأمر نحن نعطى القصب كميات كثيرة من المياه لا يحتاج إليها، وتتسبب فى انتشار الحشائش والآفات، وتؤدى فى النهاية إلى خفض كمية المحصول.
فى نظم الرى التقليدية، يستهلك فدان القصب من 13 إلى 15 ألف متر مكعب من مياه الرى فى الموسم وهى كميات كبيرة جداً، أكثر مما يحتاجه فدان القصب، بل كما أسلفنا تؤدى إلى أضرار، لذلك نحتاج إلى برنامج إرشادى توعوى لمُزارعى القصب لتغيير اتجاهاتهم وسلوكياتهم حيال إدارة المياه فى حقول قصب السكر.
- كيف ستكون الزراعة بالشتل نقلة فى إنتاج وزراعة قصب السكر فى مصر؟ وما مدى استفادة المزارع من هذه التقنية؟
زراعة القصب بتقنية الشتل هى بمثابة ثورة زراعية أو نقلة كبرى فى زراعة وإنتاج القصب فى مصر، فهى تعمل على ضبط الكثافة النباتية لوحدة المساحة بما يؤدى إلى زيادة معتبرة وملموسة فى الإنتاج، وتوفر نحو 250 ألف طن قصب سنوياً تستخدم فى التقاوى، وهذا يعنى إضافة 25 ألف طن سكر سنوياً، وإعطاء المزارع فرصة زراعة محصول شتوى قبل القصب دون تأثر محصول القصب بالسلب نتيجة تأخر ميعاد الزراعة، وتوفير نحو أربعة إلى خمسة ريات فى القصب الغرس، وإمكانية ترقيع الخلف المسنة وبالتالى تجنب الانخفاض فى محصول القصب بزيادة عمر الخلفات، وعلى مستوى المزارع ستؤدى إلى زيادة دخله نتيجة زيادة المحصول.
والزراعة بنظام الشتل، تعمل على زيادة متوسط إنتاجية الفدان 20% إلى 30 % من المتوسط الحالى وخفض تكاليف الزراعة، وإمكانية استخدام الميكنة فى الزراعه والحصاد، فضلاً عن توفير كبير فى نفقات مكافحة الحشائش، ورفع كفاءة استخدام الأسمدة وعدم إهدارها، كذلك ترشيد استخدام المياه مقارنة بالزراعة التقليدية.
وعلى المستوى الوطنى ستؤدى إلى زيادة كمية السكرالمنتجة بما يعنى خفض فاتورة استيراد السكر. وخلق أنماط اقتصادية جديدة من خلال إيجاد صناعة جديدة وهى إنتاج الشتلات وصناعة معدات إنتاج الشتلات - المصانع الحيوية – وتوفير فرص عمل جديدة.
وعلى المدى المتوسط أو البعيد هناك إمكانية زيادة عدد الخلفات المأخوذة من ذات المساحة، وبالتالى سيمكث القصب أكثر من خمس سنوات فى ذات المساحة نتيجة الترقيع بالشتلات وعدم انخفاض المحصول.
- ما هو حجم الإنتاج الحالى، والمساحة المزروعة، وحجم الاكتفاء الذاتى؟
تبلغ المساحة المزروعة فى مصر 330 ألف فدان، ويصل إنتاج السكر لـ 2.3 مليون طن، فى حين أن حجم الاستهلاك 3.25 مليون طن، أى أن نسبة الاكتفاء الذاتى نحو 70.2% .
ويتم توريد 77% من الإنتاج للمصانع، ويوجه 3.5% لإنتاج العسل الأسود، وحلوى الجلاب ، و3.7% لإنتاج التقاوى، و15.8% للاستهلاك الطازج.
- ما مستقبل بنجر السكر فى الأراضى الجديدة؟ وهل التوسع فى زراعته سيؤثرعلى مساحات قصب السكر؟
من المفترض أنه لا يوجد تنافس بين القصب والبنجر، حيث يزرع القصب فى الجنوب والبنجر فى الشمال، وهناك مناطق تداخل فى محافظة المنيا، وبالتالى فإن التوسع فى البنجر لن يكون على حساب القصب.
- هل من المتوقع تحسن الموقف التصديرى والاستيراد عند استخدام التقنيات الجديدة؟
أتوقع اقتراب مصر من الاكتفاء الذاتى، وخاصة بعد التوسع فى إنشاء مصانع استخلاص السكر من البنجر، وآخرها مصنع غرب غرب المنيا، بالإضافة إلى الزيادة المتوقعة فى محصول قصب السكر نتيجة تطبيق من نظام الزراعة بتقنية الشتل، والرى باستخدام نظم الرى الحديثة.
هل ستساهم التقنيات الحديثة فى حل مشاكل المزارعين الحالية مثل (ثبات سعر التوريد وارتفاع سعر الأسمدة......)؟
بالفعل ستساهم ولكن بصورة غير مباشرة، حيث سيؤدى استخدام هذه التقنيات إلى ارتفاع كمية المحصول فى وحدة المساحة، وبالتالى زيادة دخل مزارع القصب وكلما تحسنت عمليات الخدمة زاد المحصول وبالتبعية يزداد دخله.
بالإضافة إلى أن استخدام أنظمة الرى الحديث ستؤدى إلى ضبط كميات المياه المستخدمة، وبالتالى انخفاض انتشارالحشائش فى حقول القصب، وأيضاً انخفاض انتشار الأمراض والآفات، خاصة تلك الناجمة عن ارتفاع الرطوبة، وهذا يؤدى إلى زيادة المحصول كما يقلل من تكلفة مكافحة الحشائش والأمراض والحشرات، وبالتالى زيادة صافى دخل المزارع.
الزراعة بالشتل هى أسلوب جديد لزراعة قصب السكر سيمكننا من التحكم بالكثافة النباتية، وزيادة عدد العيدان الصالحة للعصر فى وحدة المساحة وبالتالى زيادة المحصول المورد للمصانع، ويحتاج الفدان نحو ثمانية إلى عشرة آلاف شتلة للفدان.
كما يمكن استخدام الشتلات فى إجراء عملية الترقيع فى حقول القصب ونجاحها فى زيادة الكثافة النباتية، ومن ورائها زيادة المحصول وبالتبعية زيادة دخل المزارع.
- وما هى نظم الرى الحديثة التى تطبق فى زراعة القصب وإلى أى مدى تم تطبيقها؟
يمكن زراعة القصب تحت نظم الرى الحديثة ومنها الرى بالرش العادى، أو المحور، أو المطرى، أو المدفعى، وأيضاً نظام الرى بالتنقيط وجميعها تصلح لزراعة القصب.
والرى بالتنقيط والرى الرش المحورى والمطرى مطبقة بالفعل فى مساحات ليست بالقليلة وموزعة على كل محافظات إنتاج القصب الرئيسية.
ويمكن التوسع فيها بسهولة، بل ويجب علينا التوسع فى استخدامها لخفض الاستهلاك المائى فى زراعة قصب السكر.