كونه من النباتات المعمرة ذات القيمة الاقتصادية العالية، برز «البونيكام» كبديل للبرسيم الحجازى، وأحد أفضل أنواع الأعلاف لدوره الهام فى زيادة وزن الماشية أو الثروة الحيوانية بشكل عام وكميات إنتاج الحليب منها.
موضوعات مقترحة
ولكى تعزز مصر تنمية ما تملكه من ثروة حيوانية، وضعت فى الاعتبار أن أساس تلك التنمية الأعلاف الخضراء والجافة، لتأمين منتجات اللحوم والألبان، فبدون إمداد متوافر من الأعلاف لا جدوى من جهود التنمية تلك، ولمحدودية المساحات التى تزرع بالأعلاف فى مصر اتجهت الدراسات إلى بدائل من نباتات الأعلاف التى تستطيع سد تلك الفجوة بين الإنتاج المحلى وبين ما نستورده من مكونات أعلاف وعلى رأسها الذرة الصفراء التى يزيد ثمنها عاما بعد الآخر ملقية بآثارها على الصناعة التى وصل سعر الكيلو من اللحم حاليا إلى مائة وثلاثون جنيها.
ويأتى «البونيكام»، وهو نبات رعوى يصل طوله إلى 2.5 متر ليوفر حلا جيدا لسد الفجوة فى مجال الأعلاف، باعتباره نبات دائم الخضرة يصل عمره لمدة عشرة سنوات متواصلة ويتم حشه مرة كل 25 يوما فى الصيف و35 يوما فى الشتاء حيث تعمل برودة الطقس على إبطاء نموه.
وقال المهندس نبيل عبد الرازق مدير إدارة وحدة المراعى بمركز التنمية المستدامة بمرسى مطروح، والذى يتبنى المركز تجربة بحثية رائدة لنشر نبات «البونيكام» بالمحافظة، الأمر الذى يسهم فى توسيع الغطاء النباتى الأخضر للأراضى الصحراوية، ما ينعكس على زيادة فرص تساقط المطر المورد الأول للمياه العذبة بالصحراء، وتوفير علف أخضر للأغنام والماعز البرقى، التى تشتهر مطروح بتربيته والحفاظ على تلك السلالة صاحبة المذاق الافضل من لحوم الضأن، وتقليل تكاليف التغذية على ابناء الصحراء الذى تعد تربية الاغنام مصدرا هاما للدخل وتحسين ظروفهم الحياتية.
وأضاف عبد الرازق أن البونيكام يتميز بتحمله للماء المالح التى تصل درجة ملوحته إلى 12 ألف جزء فى المليون، وكذلك الزراعة فى الأراضى ذات التربة المالحة ولكن كلما قلت درجة الملوحة ازداد إنتاج الفدان من «البونيكام» ويمكن زراعته تحت محاصيل أخرى كالزيتون والتين للاستفادة لتعظيم الناتج لصاحب الأرض وتوفير منتج زراعى آخر بجوار الزيتون او التين بالإضافة إلى نسبة البروتين بالنبات عالية اذ تصل إلى خمسة عشرة فى المائة كعلف أخضر ترتفع إلى سبعة عشرة وهو مجفف مبينا انه من النباتات المستهلكة للماء ويتم زراعته باستخدام الشتلات لكونها أفضل من البذور بسبب ان البذور تكون عرضة لأكلها من الطيور أو النمل مما يضطر المزارع إلى اعادة البذر أكثر من مرة فى حين نقوم بالمركز بإنتاج الشتلات وتوزيعها مجانا على المزارعين الراغبين فى زراعة «البونيكام». وقال: لا تزال التجارب مستمرة للوصول إلى النتائج الخاصة بزراعته فى مطروح من حيث تحديد متوسط الإنتاجية للفدان الواحد وايضا عدد الحشات السنوية له خاصة وأنه يبطئ من نموه خلال فترة الشتاء وهو بالاساس علف صيفى يقدم للاغنام خلال فترة الجفاف التى تمتد باشهر الصيف مما يقلل من تكلفة شراء الأعلاف الجافة والتى وصلت لأرقام كبيرة واشتكى مربو الاغنام كثيرا من عدم قدرتهم على تحمل تلك الاسعار مما يضطرهم لتقليل ما لديهم من رؤوس الاغنام او بيعها والذى تمثل لهم خسارة اقتصادية.
وعلى صعيد متصل، قال الدكتور حسن عبده، رئيس وحدة الانتاج الحيوانى بالبحوث التطبيقية التابع لمركز التنمية المستدامة بمطروح: يعد «البونيكام» من المحاصيل الواعدة فى مجال الأعلاف خاصة فى المحافظات الصحراوية او التى يوجد بها ملوحة عالية مثل محافظة كفرالشيخ ويعد من المحاصيل التى حازت ألقاب كثيرة مثل عملاق الأعلاف ومارد الأعلاف الصحراوية بإنتاجية تصل مع المعاملات الجيدة وقت الزراعة، إلى 40 طنا ونسبة بروتين عالية ويتحمل كل الظروف الصعبة من ارتفاع لدرجات الحرارة ونسب الملوحة مما يسهم فى الاعتماد عليه كمحصول استراتيجى لو تم نشر زراعته بكل المحافظات الصحراوية ليوفر أعلاف تغنى عن الحاجة إلى التوسع فى زراعة البرسيم الربيعى او الحجازى وإحلال المحاصيل الاستراتيجية كالقمح فى اماكن زراعة البرسيم بمحافظات الدلتا والصعيد مع التشجيع على نشره بالأراضى المستصلحة لتوفير أساس لمزارع الانتاج الحيوانى مثل مشروعات الاستصلاح التى تقوم بها الدولة حاليا.
وأضاف الدكتور حسن أن العلف يتميز بالطعم الجيد ويعد فاتحًا لشهية الحيوان بالإضافة إلى أن التحليل الكيماوى أثبت أنه يحتوى على العديد من الفيتامينات والمعادن والأحماض الحيوية الهامة فى تغذية الأغنام والماعز بخلاف نسبة البروتين العالية إلا أن جميع الأعلاف سواء برسيم أو الذرة او البونيكام لا تصلح بمفردها كى تكون قادرة على الوفاء بمتطلبات تسمين الماشية والأغنام بل لابد من وجود خلطة متوازنة توفر تلك المتطلبات ولكنه يمكن ان يكون بديل جيد لأساس صناعات الأعلاف المركزة التى تستخدم فى تسمين الماشية عموما.
وقال المهندس عبد الجليل خيرت الباحث بمركز التنمية المستدامة إن هناك تجربة أخرى تتم حاليا على استخدام البونيكام كعلف للأسماك بعد تجفيفه وإعداده لذلك، موضحًا أن النتائج وإن كانت مبشرة إلا أنه لن يتم الإعلان عنها إلا بعد استكمال كل جوانب البحث الخاص بذلك.