يعد قرار الحكومة الخاص بحرمان من يتعدى على الأراضي من كافة أنواع الدعم التي يحصل عليها من الدولة، مع وجود مشروع قانون أمام وزير العدل يتضمن حصر المباني التي بنيت على الأراضي الزراعية ؛ مع سحب ملكية الأرض الزراعية منه حال ثبت تعديه عليها؛ يعد انتصارًا حقيقًا للحفاظ على ما تبقى من الأراضي الزراعية التي تجاهل الكثير قيمتها والتي لا يمكن تعويضها.
موضوعات مقترحة
وتتناول "بوابه الأهرام" تقديم الآثار الناجمة لفقد الأراضي الزراعية في ظل التحديات المحلية والعالمية؛ تلك الآثار السلبية التي انتفضت من أجلها مصر بقيادتها.
الآثار الناجمة عن فقد الأراضي الزراعية في ظل التحديات المحلية والعالمية
يؤكد الدكتور عفيفي عباس عفيفي، رئيس بحوث متفرغ بمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة، أن من تلك الآثار السلبية الناجمة لفقد الأراضي الزراعية، هو توجه العديد من الدول لإنتاج الوقود الحيوي من المحاصيل الغذائية؛ والتي تتسبب في تناقص نصيب الفرد في مصر من الأراضي الزراعية.
حيث يتم إنتاج الإيثانول الحيوي من قصب السكر وحبوب القمح والذرة؛ ليكون بديلا للبنزين مما سيؤدى إلى نقص في الكميات المخصصة لاستفادة الدول المستورة لمنتجات هذه المحاصيل للاستهلاك الغذائي فضلا على ارتفاع أسعارها وقد اتجهت حديثا بعض الدول أيضا إلى إنتاج الوقود الحيوي من القمح.
ويؤكد عفيفي، أن السبب الثاني للآثار الناجمة لفقد الأراضي الزراعية، هو التأثير السلبي على عائد الميزة النوعية لبعض المحاصيل المتوافقة بيىئيا. وذكر أنه قدم دراسة هو وكثير من المتخصصين في التعدي على الأراضي الزراعية؛ في عام 2008 وجدوا أن العدوان على الأراضي الزراعية أدى إلى فقد12.9 % من ترسيبات نهر النيل في منطقة الدراسة ؛ والتي تزرع بالمحاصيل الحولية ويسودها محاصيل قومية مهمة مثل القمح والذرة والقطن والأرز وهى محاصيل ذو ميزة نوعية توافقت مع أراضى نهرالنيل وبيئتها النادرة وذات أهمية كبيرة للأمن الغذائي والعائد الاقتصادي ؛ ومنها القطن طويل التيلة المسمى "كموردا" الذي يعتبر مصدرا هاما للعملات الأجنبية .
ولذلك يعتبر هذا النقص في الأراضي يرتبط حتما بتراجع إنتاج القطن الخام ؛ مما يؤدى إلى تأثير سلبي على قاعدة صناعية مهمة في مصر.
فقدان الأراضي الزراعية يؤدى إلى عشوائية الحياة
وفي السياق نفسه، يقول الدكتور عفيفي عباس عفيفي: إن من الآثار السلبية هو أن فقدان الأراضي الزراعية يؤدى إلى عشوائية الحياة لم تتصف البنايات على الأراضي المنزرعة بالمظاهر الريفية الحاكمة لتقاليد الأفراد ولم تتصف بمظاهر المدنية المنظمة للمدينة؛ فأصبح الإنسان مقيما في سكن ليس له علاقة بفلاحة الأرض وبذلك بدأ وجود تحول في طبيعة الحياة الاقتصادية في القرية من مجتمع زراعي يعتمد كليا على منتج الأرض المحيطة إلى مستهلك لمعظم احتياجاته من خارجها؛ واتصفت كثير من القرى بقلة العمالة الزراعية وكثرة العمالة في مجالات أخرى تتحرك يوميا إلى المدينة فادى هذا الزحف البنائي على الأراضي الزراعية إلى تشوها ديموجرافيا يعكس تأثير البناء العشوائي على تشكيل الأفراد والمجتمع. وبذلك انتشرت سيكولوجية الزحام وأحاطت بالمدن الأصلية مما أدى إلى حدوث تشوها ثقافيا في المظاهرالريفية والمدنية الحاكمة لتقاليد الأفراد ونجم عن ذلك تغيير في سلوكيات وتصرفات العديد من الأفراد أدى بهم إلي التنافس المرهق الذي ربما يلجأ العديد من أصحابه إلى مزاولة العنف في معالجة أموره اليومية مما أدى إلى تدنى في مستوى الأداء وعدم الاكتراث بالبيئة المحيطة؛ وكذلك انفصال العديد من الأفراد داخل هذا المحيط العشوائى عن القضايا العامة للمجتمع وتطلعاته للمستقبل.
التلوث البيئي والتأثير السلبي على الأراضي الزراعية المحيطة.
ويؤكد عفيفي أن سببًا آخر يؤدي لفقد الأراضي لزراعية، وهو التلوث البيئي والتأثير السلبي على الأراضي الزراعية المحيطة ؛ نتيجة البناء على الأراضي المنزرعة مما تسبب في نقص الفراغات بين البنايات الأصلية وتدنى محيطها البيئى بتراكم مخلفات البناء والنفايات البشرية التي انتشرت حولها وعلى الأراضي المنزرعة مما يسبب تلوثا بيئيا مع ازدياد نفايات البنايات العشوائية وتلوث مياه الترع والمصارف بمياه الصرف الصحي مما يسبب مخاطر صحية ؛ ومن المتوقع حدوث مخاطر بيئية وصحية تهدد القدرة البشرية المنتجة مما يتطلب زيادة التكلفة في تنمية الوعي البيئي وزيادة في المخصصات المالية لإزالة المخلفات والنفايات لتحسين نسبى لهذه الظاهرة السلبية مما يزيد أعباء الدولة في التغلب على هذه المشاكل.
الدكتور عفيفي عباس عفيفي
التلوث البيئي يسبب فقد الأرض الزراعية
التلوث البيئي يسبب فقد الأرض الزراعية