الطرائف في كوكب اليابان لا تعد ولا تحصى، عشت بعضها خلال إقامتي كمراسل لـ الأهرام، في الفترة من عام 2001 وحتى 2005، واقتربت منها على مدى عقدين بحكم الزيارات المتتالية، وبفضل متابعة مستمرة لما يحدث ببلاد الشمس المشرقة.
بعد غد – الأربعاء 23 فبراير - سوف يحتفل الإمبراطور ناروهيتو بيوم مولده الثاني والستين، وفي أعوام مضت، وتحديدًا قبل انتشار كورونا، كانت الاحتفالات تعم كل أنحاء اليابان ابتهاجا بيوم مولد الإمبراطور، باعتباره العيد الوطني الرسمي للدولة.
بسبب الوباء اللعين، وحرصًا على سلامة وصحة اليابانيين، قرر جلالة الإمبراطور ألا تقام مثل هذه الاحتفالات، واعتذر من مواطنيه لعدم إطلالته من شرفة القصر.
قبل العيد الوطني بيوم واحد، أي غدًا الثلاثاء، تحتفل اليابان بـ "اليوم الوطني للقطط"، وذلك لأن رقم "2" في اللغة اليابانية (ni) يشبه مواء القطة (nya)، وبهذه المناسبة الطريفة، وجه سفير اليابان بالقاهرة، أوكا هيروشي، كلمة مسجلة.
كلمة السفير أوكا - التي استغرقت دقيقتين و16 ثانية، وجرى بثها على صفحة السفارة "فيسبوك" - تطرقت إلى توجيه الشكر لقطته، بوبو، وعمرها 15 سنة، لما تقدمه من حب بلا مقابل، ودعا المشاهدين والمستمعين لبذل الجهود لحماية القطط.
في شهر يونيو المقبل، وبموجب قانون حماية الحيوان باليابان، سيصبح إلزاميًا على متاجر ومربي الحيوانات الأليفة، تثبيت شريحة إلكترونية بأجسام القطط والكلاب، وسط معارضة الأغلبية لزرع رقائق معدنية في جسد كائن حي أليف، الشريحة عبارة عن جهاز أسطواني يبلغ قطره حوالي 2 مم وطوله 12 مم، يجري زرعه بجسم الحيوان الأليف، بواسطة طبيب بيطري، وبفضله يمكن التحقق من المعلومات المتعلقة بالمالك، والعثور على الحيوانات المفقودة بعد وقوع الكوارث.
بحيرة بيوا في محافظة شيجا اليابانية هي من أجمل وأكبر البحيرات العذبة التي زرتها خلال إقامتي في اليابان، وأثناء لقاء مع المحافظ، رحب بفكرة عرضتها عليه لإبرام اتفاق تأخ مع بحيرة ناصر، للاستفادة من الخبرات المتوفرة لديهم؛ لتنقية وتحسين جودة مياه بحيرة بيوا ولتوفير بيئة آمنة للأسماك، قامت السلطات المحلية اليابانية - في الآونة الأخيرة - بحرق الأعشاب العطبة قرب البحيرة، للمساعدة في نمو نباتات وأعشاب طبيعية جديدة، تزامنًا مع حلول فصل الربيع.
على هامش استخدام الطائرات المسيرة عسكريًا، وما تحدثه من رعب في نفوس البشر الآمنين، دعونا نتأمل كيف توظف تلك المعدة الحديثة في كوكب اليابان؟!
مدينة كاتسوؤرا بمحافظة تشيبا اليابانية، شرعت في اختبار طائرة مسيرة، للتعرف على إمكانية توصيل وجبات ساخنة وسريعة، إلى سكان منطقة تقطنها أغلبية من المسنين.
وقد أعدّ مطعم رامن محلي بالمدينة وجبة "تانتانمين" لتجربة التوصيل جوا، وحملت الطائرة المسيرة الوجبة الساخنة، بالفعل، وحطت بحديقة، على بعد حوالي 1.7 كيلومتر، في رحلة استغرقت نحو 10 دقائق، دون أن تسكب الحساء.
أيضا، تقوم أكبر شركات الاتصالات اليابانية بالتنسيق مع إدارة شركة الخطوط الجوية الكبرى، لتوسيع خدماتها باستخدام الطائرات المسيّرة. وتتوقع الشركتان تحليق عدد كبير من الطائرات المسيّرة في سماء اليابان في المستقبل القريب.
هنا وجبت الإشارة إلى أن مدينة جوانجتشو جنوبي الصين استخدمت سربا من طائرات مسيّرة مضيئة، في تصوير وجوه رياضيين أولمبيين للاحتفال ليلا بالألعاب الأولمبية الأخيرة.
بقيت الإشارة إلى سؤال يتردد - بقوة منذ زمن - في بلاد الشمس المشرقة: ما السبب الذي يجعل اليابانيين لا يحصلون على القسط الكافي من النوم؟
حسب إحدى الدراسات المنشورة عام 2019، ينام نحو نصف اليابانيين أقل من 6 ساعات يوميا، وتشير إحصاءات منظمة التعاون الاقتصادي إلى أن اليابان لديها أقصر متوسط يومي، حيث يبلغ 442 دقيقة، وسجلت كوريا الجنوبية 471 دقيقة.
في الوقت نفسه، يصل متوسط النوم اليومي إلى 528 دقيقة في الولايات المتحدة، و508 دقائق في بريطانيا، و513 دقيقة في فرنسا، و516 دقيقة في إسبانيا، و542 دقيقة في الصين، ويبلغ المتوسط بالعديد من البلدان الأخرى أكثر من 500 دقيقة.
[email protected]