كرَّمتها الأمم المتحدة لبرامجها الإذاعية.. هاجر سعد الدين: الإسلام منح المرأة حقوقًا لم تنلها الأوروبيات| حوار

20-2-2022 | 16:23
كرَّمتها الأمم المتحدة لبرامجها الإذاعية هاجر سعد الدين الإسلام منح المرأة حقوقًا لم تنلها الأوروبيات| حوارالدكتورة والإذاعية هاجر سعد الدين
عطا عبد العال
نصف الدنيا نقلاً عن

الدكتورة هاجر سعد الدين رئيس شبكة إذاعة القرآن الكريم سابقا، صاحبة صوت مميز ومألوف ومحبب لدى المستمعين، وصاحبة أداء فعَّال ومؤثر في تنمية وعي المرأة المصرية  لكن د. هاجر ترى أن محبة المستمعين لها ولبرامجها الإذاعية أعلى درجات التقدير والتكريم، فعلى مدى قرابة نحو نصف قرن قدمت عشرات البرامج الإذاعية، وأكثرها عن المرأة برغم مسؤوليات المناصب الإعلامية والإذاعية التي تولتها على المستويين الدولي والمحلي

موضوعات مقترحة

-حدثينا عن سنوات النشأة الأولى بين الأسرة والمدرسة. 
طفولتي كانت عادية، ولدت في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وبعد حصولي على شهادة الثانوية العامة  أشار عليّ والدي (وكان يعمل مهندسا) بالالتحاق بجامعة الأزهر مع أنني كنت قد التحقت بكلية الزراعة، لكنني نفذت رغبة والدي ووفقني الله في جامعة الأزهر، وأحببتها وتفوقت فيها، وأحببنا أساتذة الأزهر كما أحبونا واحترمونا كأننا أبناؤهم، وكانت عميدة كلية البنات الدكتورة زينب عصمت راشد بمثابة الأم الحنون لكل البنات. أنهيت دراستي في كلية الدراسات الإسلامية والعربية وبعدها حصلت على درجة الماچستير في فقه الصحابي عمر بن الخطاب بتقدير ممتاز، ثم بعد ذلك حصلت على درجة الدكتوراه في فقه حقوق المرأة المادية والأدبية الناشئة عن عقد الزواج بتقدير ممتاز.

-ماذا عن سنوات العمل بعد ذلك؟
بعد تخرجي عام 1968 في جامعة الأزهر عملت في مجال الإعلام، وبدأت بتقديم البرامج الإذاعية، وتدرجت في المناصب حتى أصبحت مدير البرامج الدينية في شبكة البرنامج العام، وبعدها شغلت منصب المدير العام لبرامج الأسرة والمجتمع الإسلامي بشبكة إذاعة القرآن الكريم، ثم عملت سنة 1996 نائبا لرئيس شبكة اذاعة القرآن الكريم، ثم رئاسة شبكة القرآن الكريم خلال الفترة من 1998 حتى 2006، وقدمت عشرات البرامج خلال مسيرتي الإذاعية التي تمتد إلى قرابة نصف قرن، وما زلت حتى الآن، وكانت أكثر برامجي عن المرأة، ومنها برامج فقه المرأة، ومسلمات حول الرسول، ونساء أنزل الله فيهن قرآنا، وفقه المرأة في رمضان، وغيرها، وتوليت رئاسة اللجنة الموحدة لاختيار القًرَّاء والمبتهلين باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وكنت عضوا في العديد من المجالس القومية المتخصصة شعبة الإعلام والتعليم والبرامج الدينية باتحاد الإذاعة والتليفزيون حتى عام 2007، وعضوا في لجنة الإعلام الديني بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية حتى 2008، وحصلت على الكثير من شهادات التكريم كان آخرها جائزة الأمم المتحدة تقديرا لدوري في العمل من أجل تنمية ثقافة المرأة المصرية.

- إلى أي مدى نالت المرأة حقوقها في أثناء حكم الصحابي عمر بن الخطاب؟ 
لقد قرأت كثيرا عن عمر بن الخطاب وأعجبت به، وتصورت أنني أعيش بوجداني وروحي وعقلي وحياتي كلها في الزمن نفسه الذي عاش فيه عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحببت عمر بن الخطاب حتى صار قدوتي، ومن أبرز المبادئ التي أعجبتني في سيرته وانعكست على أدائي الإذاعي ونوعية برامجي لخدمة وتنمية ثقافة المرأة عدله الشديد والمطلق وعطفه وحنانه مع قوته وبأسه وشدته، ويتجلى ذلك مع أخته عندما أسلمت وكيف أشفق عليها، فبعد أن ضربها بسبب إسلام زوجها رقّ قلبه لها وطلب منها أن يسمع منها القرآن، وأعلن على أثر ذلك إسلامه وجهر بالإسلام. المواقف المضيئة للصحابي الجليل عمر بن الخطاب مع المرأة كثيرة ومتعددة، ومنها مثلا موقفه من الفتاة التي كانت تنهى أمها عن غش اللبن، فعندما سمع بها زوَّجَها ابنه لأمانتها، وأيضا موقفه مع المرأة التي كانت تشتكي من عدم وجود زوجها معها، وعندما علم أن زوجها في موقعة من مواقع جيش المسلمين أصدر أمرا بألا يغيب الزوج عن زوجته أكثر من أربعة أشهر.

-ما الأسباب التي دفعتك إلى اختيار موضوع رسالة الدكتوراه عن حقوق المرأة الأدبية والمادية؟ 
أحببت أن أبين أن الإسلام أعطى المرأة حقوقا منذ أكثر من 1400 سنة لم تحصل عليها المرأة الأوروبية حتى الآن، ولكننا لا نطبق مبادئ الإسلام في تعاملنا مع المرأة، فإلى عهد قريب المرأة الأوروبية كانت لا تستطيع إنفاق أموالها إلا بموافقة زوجها، وبمجرد أن تتزوج تتخلى عن نسبها لأبيها لتلحق بزوجها. أما المرأة المسلمة فقد منحها الإسلام ذمة مالية منفصلة عن الزوج، ولها الحق في أن تمنح وتهب وتتصرف في أموالها، ولها الحق في طلب الطلاق، ونحن مطالبون إعلاميا بتوضيح هذه المبادئ المضيئة عن حقوق ومكانة المرأة في الإسلام.

-لكن في الوقت الراهن نرى أن عددا كبيرا من النساء يعانين غبنا اجتماعيا وأحيانا ظلما من جانب الزوج، خصوصا في المناطق الفقيرة ومناطق النزاعات؟
لأن هذه المجتمعات لا تطبق مبادئ الإسلام في أثناء تعامها مع المرأة التي كرمها الله حين استمع إليها تشتكي زوجها للرسول في قوله تعالي: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها)، لكن لا أعتقد أن كثيرا من  المجتمعات قد وصلت إلى هذا المستوى من الرقي في التعامل مع المرأة. المرأة في صدر الإسلام كانت تتمتع بمكانة كبيرة في المجتمع، والنساء في زمن عمر بن الخطاب كن يباشرن ما يشبه دور الشرطيات هذه الأيام لضبط الأسواق، وكن يشاركن الرجال في الغزوات في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنهن نسيبة بنت كعب.

-كنت رئيس اللجنة الموحدة في اتحاد الإذاعة والتليفزيون لاختيار قُرّاء القرآن الكريم والمبتهلين، ما انطباعك عن مستوى القراء حاليا؟
مصر دوما ولادة، ويمكن أن تتكرر شخصيات القراء العظام أمثال الشيخ عبدالباسط عبد الصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ الحصري وغيرهم.

-حصلت على الكثير من الأوسمة وشهادات التقدير خلال السنوات الماضية حتى من بعض الهيئات الدولية، ما صدى هذا التكريم في نفسك؟
هيئة الأمم المتحدة كرمتني  سنة 1996، وتم تكريمي في الجامعة الأمريكية بمناسبة يوم المرأة العالمي، استنادا إلى ما ذكره تقرير الأمم المتحدة من أن برامجي كان لها دور مؤثر قي تنمية ثقافة وخدمة المرأة المصرية، وتسلم الجائزة آنذاك زوجي لأن ذلك التكريم تزامن مع وفاة والدي.

لقد حصلت على جوائز كثيرة من الجامعات المصرية، ومن بعض المحافظات والهيئات الإسلامية والإعلامية، ومن إذاعة لبنان، ومع ذلك كله أهم جائزة عندي هي محبة الناس وتواصلهم وتفاعلهم معي.

-كيف دعمتك الأسرة في مسيرتك الناجحة؟
لقد دعمنى زوجي (لواء مهندس في القوات المسلحة)، وساعدني في تربية الأبناء بما مكنني من الاجتهاد في عملي.

-هل هناك أحد من الأبناء اختار العمل الإذاعي؟ 
أولادي اختاروا مجالات أخرى غير مجالي. 

صوتك الإذاعي مميز ومألوف ومحبب   للمستمعين كيف ترين ذلك؟
هذا فضل من الله تعالى، وأهم شيء أنني أحب الميكروفون وهو أيضا يحبني، وأنا أعطي للمستمع وأعيش الكلمة. ودائما أضع نفسي مكان المستمع وأقرأ باستفاضة عن الموضوع الذي أقوم بتقديمه حتى تؤتي الحلقة الإذاعية ثمارها بشكل جيد، وهكذا أقدم ما يفيد المجتمع حتى آخر لحظة في حياتي.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة