بئس الإعلام الذي يزرع الفتن، ويضرب الثوابت ويدمر المعتقدات ويثير الشك في العبادات، الإعلام جُعل لنشر الحقائق وغرس القيم وترسيخ الفضائل، وشرح صحيح الدين، ومواجهة المغالاة والتصدي للتطرف..
أما أن يستغل البعض هذه الوسيلة أو ذاك لترويج الأكاذيب وتسويق الفتن؛ بزعم حرية الرأي فإن ذلك يعني تأجيجًا للمشاعر وتحطيمًا لثوابث الدين؛ لأن أمور العقيدة محسومة وقضايا الدين محددة، والرجوع فيها لأهل الذكر؛ بل إن هناك ثوابث دينية وعقائدية تم حسمها منذ ظهور الإسلام، والخوض فيها أو مناقشتها يعد خرقًا للدين وانتهاكًا لثوابت العقيدة.
ولعل من تابع الجدل الذي تفجر قبل أيام على خلفية حديث الإعلامي إبراهيم عيسى، والذي زعم فيه أن رحلة «الإسراء والمعراج» قصة وهمية ولم تحدث، سيتأكد أن هناك محاولات بائسة تطل بين الحين والآخر لتشكيك المواطنين في معتقدات راسخة ونصوص قرآنية ثابتة، بل إن الخطير في هذا القول المكذوب أنه يضرب أهم ركن في الإسلام وهو فريضة الصلاة، لأنها فرضت في رحلة «الإسراء والمعراج»، وبالتالي فإن التشكيك في هذه الرحلة المقدسة يعني بالتبعية التشكيك في الصلاة.
فقد فرضت الصلوات الخمس، كما ورد في كتب السنة على الرسول "صلى الله عليه وسلم" في رحلة «الإسراء و المعراج» عندما عرج إلى السماوات العُلى مع جبريل عليه السلام بأمر من الله تعالى؛ حيث رأى في السماوات العُلى جميع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم؛ حيث شاهد آدم عليه السلام وموسى وعيسى وإدريس وإبراهيم سلام الله عليهم، ثم التقى بالله تعالى ففرض عليه الصلوات؛ حيث كان عددها خمسين صلاة، وتم تخفيفها إلى خمس.
لقد كشفت ردة الفعل الشعبية والرسمية على واقعة التشكيك في هذه الرحلة المباركة المعجزة عن حيوية هذا الشعب وغيرته على دينه، وأنه لا يقبل المساس به، ويرفض محاولات بث الفتنة وإيجاد ذرائع لقوى التطرف والإرهاب، بأن تزايد على الدولة المصرية، ولعل التحرك العاجل للنائب العام للبدء في التحقيق مع الإعلامي، وكذا تحرك الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للإعلام ومجلس النواب في إدانة هذه التصريحات غير المسئولة والتي تنال من ثوابت الدين والتحقيق فيها.. كل ذلك يؤكد أن الدولة المصرية بمؤسساتها لن تقبل أي تطرف؛ سواء من أولئك الذين يتجرأون على الدين، أو هؤلاء الذين يدعون أنهم حماته.
يقينًا أن المجلس الأعلى للإعلام لن يقبل مثل هذه البرامج التي تثير الفتن وتغذي روح التطرف في وقت يحتاج فيه الوطن إلى كل فعل مسئول يدعم استقرار البلاد ويشحذ الهمم نحو الجمهورية الجديدة التي تُعلي قيم الحرية دون تجاوز، ومبادئ العمل والإنتاج دون تخاذل..
نريده إعلامًا وطنيًا حرًا يوحد ولا يفرق.. يبني ولا يهدم.. يُعلي قيم الدين النبيلة.. لا يشكك في ثوابتها.
حفظ الله مصر