راديو الاهرام

عبد السلام فاروق يكتب: الجمهورية الجديدة .. ورهانات المستقبل

19-2-2022 | 14:19

أغلب الآراء والأفكار التي طرقت هذا الباب (باب الجمهورية الجديدة).. مسها بعض الغبن؛ فأفاضت في شرح ووصف أهم وأبرز الأعمال والمشروعات الزراعية والتعدينية والصناعية والإنشائية الكبرى، أشاحت وجهها عن غيرها، سواء المشروعات الصغيرة أو متناهية الصغر من قاموس المعاني والأصول والخطط الكبرى لمصر الجديدة.
  
رغم أن كل كلمة أو فكرة أو خطوة تستحق الإشادة والاهتمام والتصفيق لمجرد أنها- أي الفكرة والكلمة – كانت لبنة واحدة في مشوار الألف ميل الصعب الشائك نحو الحلم الأكبر.
 
حتى تلك الأعمال التي رصدت حركة البناء والعمران الجارية في ربوع المحروسة، اختارت من المشروعات والبرامج أشهرها، ومن المدن والأقاليم أبرزها، ومن الأفكار والشخصيات من تم انتخابهم للعمل العام في الحكومة والبرلمان.
 
فأين مئات الأفكار والبرامج التي مازالت أحلامًا تنتظر؟! وأين رواد ومبدعو ومهندسو مصر من الشباب المتعطش للعمل والإنجاز؟
 
ثم إن أكثر الذين يتحدثون عن (الجمهورية الجديدة) ينصب اهتمامهم على زاوية واحدة من زوايا الرؤية في محيط المحروسة الواسع، وجاء آخرون فاهتموا بتلك الزاوية نفسها دون غيرها!! رغم أن جوهر عملية البناء، بناء الجمهورية الجديدة، تتسع يومًا بعد يوم دون أن يلحظ أحد المراقبين أنها تتسع وتزدهر!!
 
الأمل كل الأمل هو إحياء الهوية المصرية الصافية النقية؛ لأن في إحيائها ارتقاء بالأمة المصرية بالضرورة، كلاهما مرتبطان.. ذلك الارتقاء بعنصري الأمة هو ارتقاء بالجماهير أيضًا، ودليل على احترام طموحاتها وإنسانيتها.
 
.. أول الطريق الطويل لصناعة التاريخ
 المشروعات العملاقة لا تُبنَى بالجهود التقليدية، وإنما بالجهود الجبارة، وبتجاوز التحديات الصعبة، وأمام الجمهورية الجديدة طريق ما زلنا في بدايته، وإذا حدث التكامل في الرؤى والأهداف، فماذا نتوقع من اتحاد أبناء أقدم حضارة في التاريخ؟ ماذا نتوقع من اندماج عنصري الأمة المصرية في بوتقة واحدة؟ لاريب أن النتيجة هي صناعة تاريخ حديث تتحدث به الأجيال القادمة.
 
أردت في هذا المقال أن ألج واحة العمران المصرية كزائر شغوف، أتأمل ما فيها من جمال وألوان ومشاهد؛ وفي ضميري أمنية أن أكون ممن يغرس في تلك الواحة الرائعة شيئًا ينمو ويثمر.
 
كنت ممن يعترضون، وقد جربت الصمت والسكوت، فأحببت الجمع بينهما بالخطوة المنطقية التالية: الرصد والمتابعة، غير أني تهيبت وتمهلت لا سيما وقد قرأت وتأملت..
 
إن الصحافة العربية أو المصرية لا تعبأ كثيرًا بمقالة ناقمة ناقدة حقودة أخرى تضاف لآلآف الفيديوهات والبوستات المنتشرة في فضاءات الإنترنت لرجال ونساء وحتى لأطفال لم يحظوا بنعمة العقل والرصد والمتابعة قبل إصدار الأحكام وإطلاق اللعنات.
 
الحق أن الآراء المؤيدة ليست كالمعارضة.. فهي تموت حتف أنفها إن لم تجد من يخرجها من أدراج التطبيل الساذج إلى الحياة الواقعية لتتحول إلى كائن حي بعد أن كانت مجرد حبر على ورق صموت.
 
حينئذ تولد فكرة الجمهورية الجديدة.. كخطوة أولى لي ولغيري ممن يبغون الكشف عن روح مصر المتصدية الوثابة، ربما بذلك يسهمون يومًا في إثرائها وإحيائها وإنمائها بما يستطاع.
 
إنه حلم لحوح لم يأت من العدم.. يطرح بعض التساؤلات، ويجيب عن البعض.. حلم يبحث عن الكمال والتمام.
 
سر الريادة

ما سبق كله يستدعي تساؤلًا محوريًا يمثل جوهر المسألة برمتها: مادام الحلم المصري الجديد له مزايا وعيوب.. وقد سبقته محاولات شتى، وستلاحقه تجارب أخرى تستفيد وتطور.. كما هو الحال في كل التجارب الإنسانية.. فهل يكون السبب في ريادة مصر أنها أم الدنيا وملتقى الحضارات والديانات فقط، وأن تجربتها السياسية والاقتصادية النموذجية هي السبب في اعتبار مصر تمثل نموذجًا في الإصلاح الاقتصادي أيضًا؟ أم أن هناك أسبابًا أقوى دفعت المؤسسات الدولية للإجماع عليها كرائدة في هذا الإطار؟
 
لقد تضافرت الأسباب وتكاثفت لتصب جميعها في صالح ريادة التجربة المصرية بقيادة الرئيس السيسي في القضاء على خطرين مصيريين هما: الإرهاب والمشكلة الاقتصادية، وقد تجاوزتهما بلا أزمات أو تداعيات مزمنة، ولعل أهم تلك الأسباب باختصار هي: الأصالة، العزيمة، التكاتف، النضج والعمق.
 
[email protected]     

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: