يبدو أن هناك من يرغب في تحميل تبعات كوارثه لغيره، فمع ما تشهده البلاد من تطورات مبهرة؛ تطورات لا تستطيع أن تتجاهلها العين؛ نجد في بعض الأحيان من يعرقل تلك المسيرة الجميلة؛ إما عن جهل أو سوء تصرف بدرجة وصل مداها لخنق الناس.
أتحدث اليوم عن تطوير المعادي؛ من خلال إنشاء محور حسب الله الكفراوي؛ والذي بدأ منذ ثلاثة أشهر ونيف تقريبًا؛ فمن لحظة الإنشاء؛ وتشهد المعادي التي تتوسط القاهرة؛ حالة من التخبط والزحام؛ لم تشهدها من قبل؛ بشكل أضر بسكانها ضررًا بالغًا؛ ولم يكن منبع الضرر التطوير الذي سينعكس عليهم بتوفير وقت وجهد أثناء المرور؛ ولكن منبعه من سوء التخطيط الواضح؛ فمن المعروف علميًا؛ حينما تخطط لمحور جديد؛ وما يستتبعه من غلق لبعض المسارات؛ يستلزم ذلك توفير مسارات بديلة؛ تُيسر للناس الوصول لمصالحهم المتنوعة بكل هدوء.
إلا أن ما حدث كان العكس تمامًا؛ شهد سكانها زحامًا غير مسبوق؛ وكان ذلك في وقت بدء الدراسة؛ فكان الأثر السلبي أكبر مما يتوقع الناس؛ ومن ثم تعطلت مصالح الناس بدرجة غير محتملة؛ كل ذلك بسبب عدم توفير مسارات بديلة تُسير المرور للسكان.
ولأن ليس باليد حيلة؛ انتظر الناس الفرج؛ الذي توقعوه نهاية شهر فبراير؛ كما صرح المسئول عن محور الكفراوي للسيد الرئيس في لقاء شهده الأهالى؛ حيث أشار المسئول لأن المحور ينقسم لجزءين؛ الأول من الأسمرات لطريق الأوتوستراد؛ وينتهي بنهاية ديسمبر 2021؛ والجزء الآخر المار فوق طريق الأوتوستراد ؛ وصولا للقمر الصناعي نهاية فبراير.
انتهى ديسمبر ولم ينته الجزء الأول حتى اللحظة؛ وتم البدء في الجزء الثاني في 4 فبراير الحالي؛ وهنا بدأت حلقة أشد سوءًا من الحلقة الماضية.
تم غلق نفق زهراء المعادي في الاتجاهين؛ وبات العبور لضفتي المعادي حلمًا صعب المنال؛ حيث يتطلب العبور للقادم من الزهراء للمعادي؛ الخروج من طريق موازٍ لطريق الزهراء؛ ثم المرور في طريق الأوتوستراد ومن ثم العودة واللف حول المعادي لمحاولة الدخول من أي ثغرة متاحة. والعكس؛ القادم من المعادي ذاهبًا لزهرائها؛ يخرج من مكان بعيد تصل مسافته لأكثر من 4 كيلو مترات؛ ثم يبحث عن ثغرة يدخل منها للزهراء.
كل ذلك أدى لتكدس مروري غير طبيعي على الإطلاق؛ وأصبح القادم من جنوب القاهرة مرورًا بالمعادي لشمالها أو العكس؛ خاصة في منطقة المعادي؛ قد يستغرق عبورها أكثر من ثلاث ساعات!!
وبات من الطبيعي أن تخرج من مكان ما في زهراء المعادي؛ وحينما تعاود الخروج منه تجده مغلقًا وهكذا الحال؛ وكذلك بالنسبة للدخول؛ والمبرر جاهز؛ فهو التطوير؛ الذي هو بريء تمامًا من هذه المهزلة غير المقبولة على الإطلاق؛ والتي أكدت تمامًا سقوط المحليات ومعهم جهاز المرور وأعلن الناس استياءهم منهم تمامًا لفشلهم الذريع في توفير البدائل التي تُسير المرور.
وأوضحها لحضراتكم؛ هناك طريق موازٍ للطريق الرئيسي لزهراء المعادي؛ كان كفيلا بإتاحة الفرصة للخروج والدخول للزهراء بسلاسة تقلل التكدس بشكل تام؛ وكذلك الحال مع فتحتي الدخول والخروج من المعادي لطريق الأوتوستراد؛ حتى يتم الانتهاء من الجزء العابر لطريق الأوتوستراد؛ حيث شهد الأهالي انتهاء الجزء العابر من محور الكفراوي للطريق الدائري إيابًا وذهابًا في بضعة أيام؛ وكلنا نعلم أن الدائري يصل مساحته لضعف الأوتوستراد، وكذلك الحال بالنسبة لكثافة المرور؛ وكان يمكن إنهاء الجزء الأول من الطريق لينتهي مقاطعًا طريق الأوتوستراد؛ ليكون بمثابة مدخل ومخرج لزهراء المعادي ولو بشكل مؤقت؛ حتى ينتهي الجزء المتبقي.
ساعات قليلة ويبدأ النصف الثاني من العام الدراسي؛ ومن المتوقع؛ مع هذا التخبط في الإدارة وسوء التخطيط أن يزداد الزحام بشكل كبير؛ وسيكون أثره ممتدًا لجزء كبير من القاهرة؛ فهل سيظل الحال على ما هو عليه؛ وبالتالي يزداد سخط الناس على مسئولين فشلوا تمامًا في القيام بمهام عملهم بالشكل المنضبط؛ أم يكون هناك جديد؛ يوفر البدائل السليمة؛ فنجنب الناس عذاب التكدسات المرورية المزعجة.
أذكر يوم الإثنين الماضي مشاهدة إحدى سيارات الإسعاف محشورة على طريق الأوتوستراد؛ بعد تقاطعه مع الدائري بمسافة قليلة في الاتجاه لحلوان؛ بلا حول ولا قوة؛ وصافرتها لا تتوقف؛ كما ظل الطريق متوقفًا فترة لم تقل عن الساعتين!!
إنه العبث بمقدرات ومصالح الناس؛ أن يهمل البعض في أداء عمله؛ ملقيًا باللوم على التطوير وهو منكم بريء؛ أفيقوا من ثباتكم يرحمنا الله.
،،،، والله من وراء القصد
[email protected]