<ul> <li dir="RTL"><strong>تشوهت صورة الداعية منذ ثورة 25 يناير نتيجة بعض الممارسات السلبية من بعض أبناء التيار الإسلامي أو بعض الدعاة الذين قدموا صورة ممسوخة وبائسة عن الداعية، وكلما حاول البعض تصحيح هذه الصورة قوبل بهجوم عنيف أعقبه سؤال هام ومتكرر.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>من هو الداعية بحق الذي يمثل صورة الإسلام؟</strong></li> <li dir="RTL"><strong>وها أنذا أجيب عن السؤال باختصار:</strong></li> <li dir="RTL"><strong>الداعية الحق هو الذي يوازن بين الدنيا والدين، فيعلم أن لدينه عليه حقاً، ولوطنه عليه حقاً، ولأسرته وجيرانه وأقاربه وعمله وبدنه عليه حقاً، فيعطى كل ذي حق حقه،غير جانح إلى الإفراط، ولا مائل إلى التفريط. </strong></li> <li dir="RTL"><strong>وهو الذي يبشر ولا ينفر، ويجمع ولا يفرق، ويحبب الخلق في الحق سبحانه ولا ينفرهم من الدين، وهو الذي ييسر للناس ولا يعسر عليهم.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>ويعلم أن مهمته هداية الخلائق وليس تكفيرهم أو تفسيقهم أو تبديعهم، فنحن دعاة لا قضاة، ودعاة لا بغاة، ودعاة لا ولاه. </strong></li> <li dir="RTL"><strong>وهو الذي يفرق بين الأصول والفروع، والغايات والوسائل، والثوابت والمتغيرات والعقائدي والسياسي، والدعوي والحزبي، فيكون في الأولى في صلابة الحديد فلا يقبل المساومة عليها، وفى الثانية مثل ليونة الحرير فيقبل فيها الخلاف في الرأي والتغير في الحكم والتبدل في التوجه، حسبما تقتضيه أحوال المجتمعات وتغير البيئات وتبدل الزمان والمكان. </strong></li> <li dir="RTL"><strong>وهو الذي يحسن الجمع بين الواجب الشرعي والواقع العملي جمعا لا يخل بأحدهما، فلا يترك الواجب الشرعي تحت ضغط الواقع ولا يهمل الواقع تحت دعوى إعمال النصوص. </strong></li> <li dir="RTL"><strong>وهو يثبت مع ثوابت الإسلام ويتغير مع متغيراتها،وهو الذي يدرك أن الإسلام دين ديناميكي يتفاعل مع الآخرين ويتعايش معهم، يأخذ النافع من دنيا الآخرين حتى لو لم يكونوا مسلمين، ويعطيهم النافع من الدين والدنيا.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>وهو الذي يصدع بالحق ويرحم الخلق في الوقت نفسه، ويضبط علاقته بربه وبالناس وبنفسه في تناغم رائع،فيزهد في الدنيا ليحبه الله ويزهد فيما عند الناس ليحبه الناس ولا يرى نفسه ولا يستعلي بها ليعيش في سلام مع ربه ونفسه والناس .</strong></li> <li dir="RTL"><strong>وهو الذي يدور مع الشريعة حيث دارت ولا يدور مع نفسه أو جماعته، ولا يتحدث عن نفسه أو جماعته أو فصيله أكثر مما يتحدث عن ربه ورسوله ودينه .</strong></li> <li dir="RTL"><strong>وهو الذي يوازن بدقة بين الأعمال، فلا يهتم بالجزئيات دون الكليات، ولا يحول الفروع إلي أصول، أو الخطأ إلي خطيئة ،أو الخطيئة إلي كفر، ولا يحول السنة إلي فرض، أو المكروه إلي حرام .</strong></li> <li dir="RTL"><strong>وهو الذي يعلم أن الأصل في الدماء هو العصمة، ولا تزول هذه العصمة إلا بدليل أنصع من شمس النهار . </strong></li> <li dir="RTL"><strong>الداعية الحق هو من يستخدم آلية النقد الذاتي التي ذكرها القرآن قبل 15 قرناً من الزمان وسماها النفس اللوامة وأقسم بها «وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ» لتطوير أدائه وتصحيح عيوبه ونقد أفكاره البشرية وتحسين أدواته. </strong></li> <li dir="RTL"><strong>أما من لا يقبل النقد الذاتي البنّاء المهذب فلا يدرك شيئاً عن أهمية النفس اللوامة التي أقسم بها القرآن وربطها بيوم القيامة، وكأنه لا ينجو يوم القيامة إلا من كان مصاحباً للنفس اللوامة.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>علي الداعية أن يحرص علي عدم تجريح الأشخاص والهيئات،وأن يحرص علي النقد المهذب الذي يبني ولا يهدم،وأن يعترف بايجابيات الآخرين قبل أن يذكر سلبياتهم،لأن ذكر حسناتهم يعد مدخلا حسنا إلي النفس البشرية لقبول نصحه فيما سوى ذلك.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>علي الداعية ألا ينتظر أجراً مادياً أو معنوياً علي دعوته فإذا رزقه الله برزق وكان يحتاجه أخذه عن طيب نفس،وعليه أن يعيش بقلبه وجوارحه مع قول الرسل جميعاً"</strong> <strong>يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا</strong><strong>"فهذا هتاف الدعاة الصادقين في كل عصر،وعليه ألا يلهث وراء المال وأن يكون عفيف النفس.</strong></li> <li dir="RTL"><strong>إذا أراد الداعية أن يدخل ميدان السياسة فعليه ألا يصطحب القداسة معها،والأولى بالداعية ألا يدخل ميدان السياسة لأن ثوبه الأبيض سيدنس بالأغراض المشبوهة وصنع العداءات،والدعوة في مقامها الأول حب،والسياسة في مقامها الأساسي نفاق وتصنع،ودسيسة ووقيعة وصراعات علي المناصب السياسية.</strong></li> </ul>