Close ad

عماد رحيم يكتب: الجمهور المصري .. حالة فريدة من العشق

10-2-2022 | 14:11

حديثي عن المنتخب المصري ليس بغرض التقييم؛ سواء فنيًا أو رياضيًا؛ فهذا شأن المتخصصين؛ ولكن حديثي عن حالة الشعب المصري الجميل العاشق لكل ما هو مصري؛ المحب لوطنه ولكل ما يمثله بالفطرة.

قبل بدء البطولة بساعات؛ اصطحبني صديق عزيز؛ لتجديد الاشتراك الخاص بمشاهدة البطولة؛ ويومها كان الزحام كثيفًا جدًا لدرجة غير محتملة؛ ولكني انتهزتها فرصة لمراقبة ردود أفعال الحاضرين؛ لمحاولة تقييم الموقف.

شاهدت كل الفئات بلا استثناء تسعى بكل حرص؛ رغم تفاوت الظروف المعيشية لمتابعة مباريات بطولة أمم إفريقيا؛ الكل يحذوه الأمل في فوز مصر بالبطولة؛ وكلهم يذوبون عشقًا في تشجيع المنتخب بكل عناصره من اللاعبين المنتمين لأندية مختلفة.

وهذا المشهد كان يدل بشكل قاطع على أهمية المنتخب لدى المواطنين من كل الفئات والأعمار؛ وبدأت البطولة؛ وبدأ الناس في متابعتها؛ والمدقق لحالة الناس أثناء مباريات المنتخب؛ سيعي ما أوجده من حالة تماسك الناس ووقوفهم خلف أبطاله.

ويمكن أن يحكي لنا الناس عن مواقف متفرقة ومهمة؛ تؤكد حالة العشق للمنتخب المصري؛ حالة تحدث عنها جماهير دول شقيقة؛ أبدوا فيها انبهارهم بتشجيع وحب الجمهور المصري لمنتخب بلاده.

كل المقدمة السابقة الهدف منها؛ تنقية السموم الموجودة بالوسط الرياضي؛ فهناك من يعيش على إزكاء الفتن؛ لا يستطيع العيش دون ذلك؛ والأمثلة كثيرة؛ المهم أن تظل العلاقة بين جمهوري الأهلي والزمالك غير جيدة؛ ودائمًا هناك الشد والجذب؛ تلك الحالة قد تكون صحية لدرجة ما؛ فتشجيع النادي الذي تحبه أمر طبيعي؛ ما لم يصل لدرجة التعصب الأعمى الذي يؤدي لكوارث؛ والأمثلة كثيرة داخل وخارج مصر.

لذا أتمنى استثمار تلك الروح الرائعة بما خلفته من حماس منقطع النظير للاعبي المنتخب الوطني لتسود الروح الرياضية؛ وليست العدائية جماهير الكرة في مصر؛ قبل أن تعود ريما لعادتها القديمة؛ وقتها سيصعب معالجة الداء.

نتذكر جميعنا عدد من البرامج الرياضية القائمة على تحليل المباريات المختلفة لنادي القمة في مصر؛ وكيف يستغل ضعاف النفوس المواقف المختلفة لتحفيز المشجعين على بناء مواقف عدائية شديدة صوب ناد معين أو لاعب معين؛ لمجرد انتمائه لذلك النادي.

كل تلك المشاهد يجب بترها ومنعها بكل السبل الممكنة؛ والدولة بما لها من سلطة قوية؛ تمكنها من ذلك بيسر شديد؛ هذا إذا بدأت ذلك الآن؛ مع أجواء الحماس الإيجابية لتشجيع المنتخب بكل أطيافه؛ فقد نسي الناس من يلعب لنادي من؛ وهكذا خرجت تلك الحالة الفريدة من حب الناس للرياضة وظهرت علامات التشجيع المبهرة.

وللحقيقة؛ تلك الحالة ظهرت سلفًا في بطولة أمم إفريقيا 2006؛ 2008 ؛ 2010؛ وكلنا نتذكر أجواء الفرحة والسعادة التي عمت شوارع مصر؛ عقب كل مباريات تلك البطولات؛ ولأننا لم نستثمر تلك الأجواء الممتازة؛ تسللت إلينا مرات أخرى حالات التعصب الأعمى.

أثق أننا قادرون على البناء الجيد على تلك الروح الجميلة؛ كل ما نحتاجه الإرادة؛ وأيضًا التصدي بكل حزم لكل من تسول له نفسه الاصطياد في الماء العكر؛ ولنطبق المعايير المنضبطة بكل حسم؛ حتى يكافأ الملتزم؛ ويعاقب المخطئ ليكون عبرة لغيره من ضعاف النفوس؛ وإلى ذلك الحين؛ أتمنى أن تستمر تلك الروح المبهرة؛ وأن نعمل على إزكائها لتعود بالنفع على شبابنا؛ ليجدوا القدوة المحفزة على ممارسة الرياضة بروحها البناءة؛ عسى أن يأتي يوم نقضي فيه على التنمر وما شابه.

،،، والله من وراء القصد

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الرحمة

أيام قلائل ويهل علينا شهر رمضان المبارك؛ وأجد أنه من المناسب أن أتحدث عن عبادة من أفضل العبادات تقربًا لله عز وجل؛ لاسيما أننا خٌلقنا لنعبده؛ وعلينا التقرب لله بتحري ما يرضيه والبعد عن ما يغضبه.