راديو الاهرام

رئيس «الأرصاد» بالمعمل المركزي للمناخ: دورات زراعية جديدة تساوي أمانًا مع التغيرات المناخية

8-2-2022 | 16:42
رئيس ;الأرصاد; بالمعمل المركزي للمناخ دورات زراعية جديدة تساوي أمانًا مع التغيرات المناخيةتأثير التغيرات المناخية على الزراعات
حوار - مها رمضان
الأهرام التعاوني نقلاً عن

د. شاكر أبو المعاطي: لابد من خلق منظومة زراعية جديدة لتتواكب مع الظروف الحالية للطقس

موضوعات مقترحة

وجهت التغيرات المناخية ضربات قاسية إلى القطاع الزراعى المصرى والعالمي، لذلك وضعت الدولة نصب أعينها ضرورة اتخاذ إجراءات تواجه هذا التحدي، خصوصا وأن التوقعات تشير إلى استمرار حالة التقلبات تلك ولمدى غير معلوم.

وقد أثرت بالسلب على كل مناحى الحياة فى مصر، خصوصا فى القطاع الزراعي، حيث شاهدنا الثلوج لأول مرة فى مناطق مختلفة من البلاد مع موجة صقيع تتزايد بشكل سنوي، ما أضر بالزراعات وأصاب العمالة اليومية ببطالة لم يعهدها من قبل.

وأكثر من ذلك، كشف عنه أستاذ المناخ ورئيس قسم الأرصاد بالمعمل المركزى للمناخ الزراعى الدكتور شاكر أبو المعاطي، من خلال حوار مع «الأهرام التعاوني» تحدث عن تفاصيل استضافة مصر لقمة المناخ المقبل وآثار التغيرات المناخية على القطاع الزراعي، كما كشف لنا خطة الدولة المصرية للحد من أثار تلك التغيرات. 

ماذا عن أسباب التغيرات المناخية بهذا الشكل؟ 
الطقس الحالى شغل بال المصريين وبالأخص المزارعين، فهذا الشذوذ المناخى ناتج عن التغيرات المناخية الناتجة من انبعاثات الدول الصناعية الكبرى وتبع ذلك ارتفاع فى درجه حرارة الكون. 

لذلك تسعى الدول جاهده لإعادة درجه حرارة واحد ونصف درجه إلى ما قبل الثورة الصناعية حيث ذوبان الثلوج فى القطبين وارتفاع مستوى سطح البحر مع اختلاط الماء المالح بالماء العذب تمليح التربة بالإضافة إلى الفيضانات والسيول وهناك امطار انتقلت إلى أماكن أخرى. 

فحدث لخبطه مناخية كبيرة جدا أدت إلى اللطشات المناخية ففى الصيف نجد ارتفاع كبير فى درجات الحرارة اكبر من المعدل الطبيعى، وأيضا الشتاء انخفضت درجات الحرارة بشكل ملحوظ وصلت إلى 13 و14 درجه مئوية أثناء النهار والليل وفى بعض المحافظات وصلت إلى صفر مئوية وبروده شديدة وتكون الثلج والصقيع على النباتات.  

وهل أثرت التغيرات المناخية في القطاع الزراعي؟
بالفعل تأثرت شتى مجالات الحياة حتى بعض العمالة اليومية اصبح تحجم عن الذهاب للعمل إلى المزارع بسبب شده البرودة، وبالتالى تأثرت المحاصيل وأسعارها حيث تم تقليل عدد ساعات الإضاءة مما اثر على عمليه البناء الضوئى للنباتات بسبب قله ساعات تعرض النبات لضوء الشمس كما تعرضت البلاد لتساقط الثلوج بشكل متكرر بداية من أسوان والدلتا والقاهرة وسيناء والإسكندرية، وأمطار بشكل كثيف وهو أمر لم نعتاد عليه وكان هناك أربعة فصول وشتاء دافى أصبح اليوم فصلين فقط شتاء وصيف واختفى الربيع والخريف فأصبح الشتاء أوروبى قارس والصيف افريقى حار اذن فلزم علينا تغير الانماط والسلوكيات واعادة هيكلة المنظومة الزراعية. 

هل سيضطر المزارعون إلى تغير موعد الزراعة؟ 
لابد من العمل على وجود منظومة زراعية جديدة لتتواكب مع الظروف الحالية للطقس، لأن بالفعل التغيرات المناخية أثرت على مواعيد الزراعة وعلى كمية نقص الانتاج وقد واجهنا مشكله العام الماضى فى انتاج المانجو نتيجة تعرضها لموجه حراريه شديده فى بداية العقد والتزهير فوقعت الثمار من على الاشجار ولم تكتمل دوره حياتها وتأثر الجميع من عدم وجود مانجو وكذلك هذا العام سنواجه نفس المشكله مع المانجو بسبب نوبة الصقيع التى تعرضنا لها هذه الايام. 

وكذلك الزيتون لم يستوفِ احتياجاته من البرودة فبدأ يزهر فى بدايه مارس وابريل ادى إلى عدم وجود محصول الزيتون هذا العام وكذلك زيت الزيتون لضآلة الإنتاجية العام الماضى والحالى بنسبه 70% نتيجة التغير فى المناخ، بالاضافة إلى الموز أوراقه الحديثة أضربت وكذلك البطاطس نتيجة الصقيع. وتأثرت إنتاجيه القمح خلال العام الماضى حيث نقصت حوالى 18 % والبطاطس 22 % والأرز 12 %. 

فلابد من اعاده المنظومة الزراعية مرة اخرى ونزرع فى مواعيد مختلفة عن المتعارف عليها. 

كيف نواجه نوبات الصقيع؟ 
يجب من البداية تجهيز الأرض قبل الموسم الزراعي، بإضافة المقررات السمادية، والعناية بالسوبر فوسفات والكبريت الزراعى والرى فى المواعيد المناسبة بالنسبة للأراضى التى تروى بالغمر، أما الأراضى التى تروى بالتنقيط، يجب تشغيل المياه لفترات قصيرة فى المساء، أو قبل الفجر، تجنبا لتجمد المياه فى منطقة الجذور، مع إضافة المغذيات، سواء رش أو حقن مع مياه الرش من خلال شبكات الرى أو مواتير الرش مع التدخين، من خلال حرق مخلفات نباتية أو إطارات السيارات كوسيلة للتدفئة.

ورش بعض المركبات تحتوى على عناصر الفسفور والبوتاسيوم والكالسيوم وادخال عناصر الطاقة داخل النبات، بحيث لا نعطى فرصه للصقيع ليتكون ويجب التعفير بالكبريت الزراعى على النباتات لعمل طبقه على سطح النبات ورش بعض المركبات مثل الزيوت المعدنية لعمل ظاهره التوتر السطحي. 

ما النصائح التى تقدمها لتجنب هذه الموجه الباردة؟ 
نعمل على توعيه المزارع وتغير سلوكه والالتزام بتغير مواعيد الزراعة لزراعة الصنف المناسب فى المكان المناسب حسب السياسة الصنفيه التى تصدرها وزاره الزراعة، والاتجاه لاسلوب الزراعة المحمية وتفعيل الزراعة تحت الصوب الزراعية كمحصول المانجو فهو محصول استوائى حيث يتأثر بنوبات الصقيع وكذلك للخضر أو الفاكهة، يحميها من أثار الصقيع، وخاصة محصول الطماطم والباذنجان والخيار والكوسة والفلفل، حيث يمكن التحكم فى درجة حرارة الصوبة الزجاجية أو المحمية، ورفع درجة الحرارة بها بوسائل شتى، وبالتالى تكون حدة التأثير قليلة. 

وهناك اشجار قزميه مثل المانجو الياسمين والناعومى والكيت والكنت فهى ناجحه بنسبه كبيره لزراعتها تحت الصوب الزراعية.

هل زادت الأمراض؟ 
اما وجود الشبورة المائية الكثيفة  فهى ماء حر متواجد على سطح اوراق النبات وبالتالى تؤثر على النباتات وتزيد من نشاط الكثير من الامراض الفطرية والبكتيريا وتكرار دورات المرض زادت وانتشرت أمراض جديده لم تكن موجوده من قبل مثل الحشرة الجياشة ودوده الحشد الخريفيه والتوتا ابسلوتا التى تصيب محصول الطماطم. وبالتالى يلجاء المزارع للرش حيث تكلفته الباهظة بالإضافة إلى انه ملوث للبيئه وتحرص وزاره الزراعه على أمان الأمن الغذائى بحيث لا يكون هناك اى مبيدات او مواد تضر بصحة الإنسان. 

من وجهة نظركم، ما دور الدولة فى التغلب على مشكلة التقلبات المناخية؟
لابد من توقف الدول الصناعيه عن الانبعاثات الحرارية وتتحول إلى صناعات حديثه مثل ما تم فى مصر مؤخرا من إحلال وتجديد للسيارات القديمة المنبعث منها ثانى اكسيد الكربون. 

اتجهنا لزراعه 1٫5 مليون فدان لتحقيق الثروة الخضراء, وعمل مشروع مستقبل وطن بالاضافة إلى مشروع 100 الف فدان صوب كل هذه المشروعات بتخدم البيئة بمنظور بيئي. والدوله تعمل على تطوير البحث العلمى وتجديد الاصناف وتطوير شبكات الرى الحقلى. ويسعى البحث العلمى دائما لاستنباط اصناف وهجن مقاومه للاجهادات مع مراقبه العوامل المناخية اولا باول وتم نشر 55 محطه رصد على مستوى الجمهورية حتى الان. 

ماذا عن قانون وقف المبانى على الاراضى الزراعية ودور المشروعات الجديدة للحد من تغير المناخ؟ 
بالفعل الدولة وقفت وقفة صارمة لوقف المبانى على الأراضى الزراعية ومواجهه مشاكل الزحف العمرانى وأصبحت نسبه التعدى محصورة بفضل الله فى السنوات القليلة الماضية. وتم تطوير شبكه الطرق تساعد على تقليل الانبعاثات والملوثات وأيضا من أهم المشروعات لتقليل الانبعاثات مشروع تبطين الترع، بالإضافة إلى زيادة المشروعات العمرانية مثل مشروع الضبعة الجديد حيث زود 500 ألف فدان خلال سنتين سيصبح اكبر مشروع زراعى لخدمه المجتمع المصري، لنصل إلى الفلتر الربانى لأخذ الانبعاثات والملوثات الموجودة فى الجو وتحويلها إلى أكسجين نقى. 

هل هناك محاصيل مستفيدة من ظاهره البرودة وأخرى لا؟ 
بالفعل هناك محاصيل مستفيدة من البرودة وليس من الصقيع كالمحاصيل الشتوية مثل القمح والفول والبصل والثوم فيها تركيبات جينيه تحميها من البرودة مع التدخل والمساعده فى التسميد والري، بالاضافة إلى محاصيل البرقوق والخوخ والمشمش والعنب والكمثرى والرمان كلها محاصيل مستفيده تأخذ كفايتها من البرودة دون الحاجة إلى تدخلات من المزارعين ونتفاءل بان الانتاجية من هذه المحاصيل ستكون وفيره جدا هذا العام ان لم تاتى لطشات حراريه فى بداية الربيع.  

وماذا عن الجهود الدولية لمواجهة التغيرات المناخية؟ 
تمت المشاركة فى قمة المناخ جلاسكو 26 وطلب الرئيس عبد الفتاح السيسى باستضافة القمة الـ 27 فى مصر لإلزام الدول بالوقوف على واحد ونصف درجه مئوية لتطبيق ما جاء فى جلاكسو، وتفى هذه الدول بالتزاماتها المالية اتجاه بالدول التى تأثرت فالدول العظمى هى المتسببة فى وقوع الأزمة على الدول الهاشة كالجفاف والسيول والمجاعات نتيجة نقص الغذاء.

وهذا يعنى أن مصر تمد يديها لجميع دول العالم، خاصة أننا من الدول المتأثرة بالتغيرات المناخية، وصوت مصر مسموع، وهذا الأمر انتصار لمصر، وللقيادة السياسية. والدول الصناعية الكبرى لو لم تفِ بالتزاماتها تجاه دول العالم من حيث التغيرات المناخية فسيشهد العالم ارتفاعًا كبيرًا فى درجات الحرارة سيؤدى إلى ذوبان الجليد فى القطبين وينتج عنه آثار مدمرة مثل الأعاصير والتطرف فى ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة، وسنحاول خلال قمة المناخ القادم أن نفرض قيودًا على الدول الصناعية الكبرى ونطبق توصيات قمم المناخ الماضية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة