«المحاصيل السكرية»: ندعم شـتلات القصب بـ 70 % من سعرها ونوفرها للمزارعين
موضوعات مقترحة
الخبراء: النظام يوفر 50% من المياه و40% من الأسمدة و60 يومًا من الزراعة وإنتاجية 60 طنًا للفدان
الفلاحون: نعانى من ارتفاع تكلفة الزراعة ونقص المياه ورد الأموال من المصانع زيادة التسعير لـ 1000 جنيه يرفع سعر كيلو السكر
إلغاء دفع مقابل المياه لوزارة الرى بعد إنشاء محطات الطاقة الشمسية
تطوير خطوط «الديكوفيل» وتعويض المزارعين فروق النقل
70 صناعة تحتاج لقصب السكر والمصانع تدفع سعر المحصول على دفعات
بدء تنفيذ القرار الرئاسى بزراعة القصب بالشتلات والرى المطور
البنك الزراعى يمول زراعة شتلات القصب بقنا والأقصر
تجهيز 100 مليون شتلة لزراعات القصب بإقليم الصعيد
20% شوائب تضيفها المصانع من المحصول تؤثر على إيراد التوريد
جاء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى، بتعميم زراعة قصب السكر فى إقليم الصعيد، بنظام الشتلات والرى المطور بالتنقيط، كطوق نجاة للمحصول ومزارعيه على حد سواء.. حيث تم تجهيز 100 مليون شتلة من مشاتل معهد المحاصيل السكرية، وبعض المشاتل الخاصة بالتنسيق مع وزارة الزراعة، لزراعتها بنظام الشتلات وباستخدام نظم الرى الحديثة بالتنقيط الأمر الذى سوف يرفع إنتاجية الفدان من 50 إلى 60 طنًا للفدان، بالتالى سترتفع ارباح المزارعين بنفس سعر التوريد الحالى الذى يبلغ 810 جنيهات للطن، حيث كانت إنتاجية الفدان لا تتعدى 30 طنًا، وعندما تصل إنتاجية الفدان لـ 60 طنا ستتضاعف أرباح الفدان، بخلاف توفير 40 % من استهلاك الأسمدة و50 % من استهلاك المياه، و60 يومًا من عمر زراعة القصب الذى يستمر لمدة 11 شهرًا فى التربة بالزراعة التقليدية، و9 أشهر بالزراعة بنظام الشتلات والرى المطور، وهو الأمر الذى سوف يجذب المزيد من المزارعين للإقبال على زراعة قصب السكر وتحقيق الاكتفاء الذاتى منه للأسواق، حيث يعد أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية للدولة.
«الأهرام التعاونى» استطلعت آراء مزارعى قصب السكر، حول الإقبال على الزراعة بنظام الشتلات والرى بالتنقيط، وطلباتهم من الحكومة ممثلة فى وزارة الزراعة، وحقيقة أزمة التوريد التى يعانون منها سنويا، ومطالبهم من مصانع السكر بالأقصر وكوم امبو وجرجا وأرمنت وأسوان.
كشف الدكتور مصطفى عبد الجواد مدير معهد المحاصيل السكرية، التابع لمركز البحوث الزراعية، ان معاناة مزارعى القصب فى محافظات الصعيد، سوف تنتهى تماما بعد نشر ثقافة الزراعة بالشتلات وباستخدام الرى الحديث بنظام التنقيط، حيث تزداد الإنتاجية 30 طنًا للفدان إلى 50 طنًا أو أكثر وتصل فى بعض الأراضى لـ 60 طنًا بتطبيق توصيات الزراعة بالتنقيط وبنسب معينة من الأسمدة، وبالتالى سوف ترتفع الأرباح بنفس سعر التوريد الحالى وهو 810 جنيهات للطن بعد زيادته 90 جنيها، لافتا إلى أن الحديث عن زيادة سعر التوريد لمحصول القصب إلى 1000 جنيه، له مخاطر كبيرة على الأسعار بالأسواق، وسوف يصل سعر كيلو السكر لـ 16 جنيها والدولة لن تسمح بهذا الارتفاع الجنونى فى اسعار السكر، خاصة ان قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى باعتماد زراعة قصب السكر بالشتلات وباستخدام نظام الرى بالتنقيط سوف يزيد من ارباح المزارعين بدون زيادة فى اسعار التوريد عن 810 جنيهات للطن، بخلاف انخفاض سعر تكلفة الإنتاج بنسبة 40 % حال استخدام الشتلات الجديدة.
زيادة الإنتاجية
وأوضح الدكتور عبد الجواد، ان الزراعة بالشتلات هى الحل العلمى لزيادة انتاجية الفدان وتوفير مدخلات الإنتاج، ومضاعفة ارباح مزارعى القصب، ولذلك يقوم مجلس المحاصيل السكرية بتوفير الشتلات للمزارعين بـ 30 % من ثمنها ويتحمل كامل نسبة الـ 70 % دعما للمزارع، وبهدف التوسع فى مساحة الأراضى المنزرعة بالشتلات بديلا عن نظام العقل والرى بالغمر، لافتا إلى أن سعر الشتلة 130 قرشا، والفدان يحتاج إلى 7 آلاف شتلة، وهى توفر فى تكلفة الإنتاج 50 % من نسبة الأسمدة بخلاف توفير 40 % من المياه.
توفير مدخلات الإنتاج
وكشف عبد الجواد أن استهلاك القصب للمياه بنظام الغمر كان يعادل 10 آلاف متر مكعب للفدان، بينما الاستهلاك الحقيقى له يتراوح ما بين 6 إلى 8 آلاف متر مكعب، وترجع أسباب الزيادة فى استهلاك القصب لهذه الكميات الكبيرة من المياه فى نظم الرى القديمة بالغمر بجانب عمليات البخر وطول المسافة التى تستغرقها المياه حتى تصل إلى أراضى القصب منذ خروجها من السد العالى، بخلاف تسريب المياه بالأراضى، ولذلك فإن تطوير زراعة القصب إلى الاعتماد على الشتلات ونظم الرى بالتنقيط، سوف تزيد من إنتاجية الفدان إلى 60 و65 طناً بدلاً من 46 و47 طناً بمتوسط لا يتعدى 30 طن للفدان، أى ان بنسبة زيادة الإنتاجية تقترب من 40% بجانب توفير 50% من المياه المخصصة للرى.
خطر الزراعة التقليدية
وأوضح رئيس معهد بحوث المحاصيل السكرية، أن الطرق القديمة فى زراعة قصب السكر، أضرت بالمزارع وطبيعة التربة الزراعية، خاصة ان المحصول يستمر فى الأراضى لمدة 11 شهر وتعتمد طريقة الزراعة على تخطيط الأراضى ثم رمى عيدان القصب فى خطوطها، والردم عليها والرى بالمياه، وبعدها يبدأ المحصول فى الإنبات، وهذه الطريقة قد ينتج عنها سوء توزيع للنباتات، وبالتالى محصول ضعيف لا يتعدى فى أفضل الأحوال 45 طناً للفدان، فى حين تصل إنتاجية القصب بالشتلات إلى 65 وربما 70 طناً للفدان.
الشتلات جاهزة
وأكد المهندس ساهر محمود خبير زراعات القصب، انه يتم الآن تنفيذ قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى، بتعميم زراعة قصب السكر فى إقليم الصعيد، بنظام الشتلات والرى المطور بالتنقيط، وذلك بالتنسيق مع وزارة الزراعة وعدد من المشاتل الخاصة بجانب مشاتل معهد المحاصيل السكرية لتجهيز 100 مليون شتلة ليتم زراعتها بنظام شتلات القصب وريها بالتنقيط عبر شبكات الرى المطور، وذلك فى المساحات الجديدة التى يتم زراعتها سنويا وتقدر بـ 50 ألف فدان، لأنها انسب الطرق لتوفير كميات كبيرة من المياه المستخدمة فى رى محصول القصب تصل لـ 50 % بم بنسبة تصل لـ 50 % بما يعادل توفير 6 آلاف كتر مكعب من المياه بعكس الطرق القديمة التى كانت تستهلك أكثر من 12 الف متر مكعب، والتى كانت تعتمد على نظام العقل ويتم ريها من 3 إلى 4 ريات على الأقل، حتى يصل طول الشتلة إلى 30 سنتيمترا لتستطيع الإنبات، لافتا إلى أن نظام الزراعة بالشتلات سوف يوفر 3 ريات من المياه المخصصة لزراعة محصول القصب، حيث يتم زراعة الشتلات فى صوب جاهزة ومتخصصة باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية، ثم زراعتها فى المساحات الجديدة للقصب، بانخفاض فى استهلاك المياه يصل لـ 6 آلاف متر مكعب وكذلك انخفاض فى استهلاك الأسمدة يعادل 40 % من استهلاك الفدان.
الحصاد الآلى
وأوضح المهندس ساهر، أن الفدان يحتاج إلى 7 آلاف شتلة، والشتلة الواحدة تعطى من 10 إلى 12 عُودًا من القصب فى المتوسط، وبالتالى الإنتاج سيرتفع مع انخفاض تكلفته على الفلاح، وسوف يتوفر فى المصانع كميات كبيرة من القصب لإنتاج السكر، الذى من المتوقع أن تتوسع مصر فى تصديره بعد ذلك، لافتا إلى أن الفلاح سوف يوفر 60 يوما من فترة زراعة القصب والتى تصل لـ 11 شهرا، لافتا إلى ضرورة إدخال ماكينات الحصاد الآلى لمحصول القصب، لتوفير ارتفاع أسعار العمالة التى تعمل لمدة 3 ايام لنقل القصب والشتلات إلى السيارات، خاصة ان الزراعة بالشتلات تتسع فيها مسافات الزراعة بين النباتات، ولذلك يمكن بسهولة إدخال ماكينات الحصاد الآلى والتى توفر على الفلاح 8 آلاف جنيه فى الفدان، بجانب إمكانية إنتاج السيلاج أو الكمبوست من الحصاد بالماكينات، مع ثبات إنتاجية المحصول والتى تزيد بنسبة 40 % عن الإنتاج التقليدى لمدة لا تقل من 10 سنوات، بدلا من الزراعة بالعقل والتى نعيدها كل 4 سنوات وهو ما يعرف بنظام الترقيع بالشتلات للمحافظة على عدد النباتات.
توعية المزارعين
وأشار المهندس ساهر إلى أنه تقدم بطلب لوزير الزراعة لعمل مبادرة او قافلة لنشر أهمية الزراعة بالشتلات لمحصول القصب بين مزارعى الجنوب، وذلك عبر تعريف طلبة المدارس الزراعية بالفرق بين الشتلات والعقل ونظام التنقيط والرى بالغمر، وتعليمهم كيفية شتل وزراعة الشتلات، بحيث يتعلم الطلبة انتاج الشتلات بشكل عملى وزراعتها فى أراضيهم لمحو جهالة مزارعى القصب، وعمل استيطان للتوعية بأهمية الشتلات حتى يتم توزيع شتلات الـ 100 مليون شتلة فى محافظات الصعيد وزراعتها بالتوصيات العلمية التى تلغى انخفاض الإنتاجية وتحولها لزيادة غير متوقعة تصل لـ 60 طناً للفدان بعد الزراعة بنظام المتر الطولى حيث يوجد فى الفدان 10 آلاف و200 متر طولى فى الأراضى الطينية وهى تعطى 50 الف عين تنتج من 100 إلى 150 ألف نبات للفدان ولا يتعدى عددها بالزراعة التقليدية 25 الف نبات فى الفدان، كما تنتج كل شتلة 12 تفريعة والفدان يأخذ 7 تفريعات لكل نبات فيصبح صافى النباتات فى الفدان 70 ألف نبات وبعد نسبة الفاقد يتبقى 60 ألف نبات لكل فدان فيزيد الإنتاج إلى 60 ألف طن للفدان.
تمويل بنكى
وأكد علاء فاروق رئيس البنك الزراعى المصرى، ان البنك سوف يمول زراعة 45 فداناً بقصب السكر بنظام الشتلات والرى المطور بنظام التنقيط وباستخدام الطاقة الشمسية بمحافظات قنا والأقصر ضمن أول محافظات إقليم الصعيد، وذلك تنفيذ للمبادرة الرئاسية ودعم لمزارعى الجنوب بزيادة أرباحهم بعد رفع الإنتاجية من 50 إلى 60 طناً، بجانب نشر فوائد زراعة القصب بالشتلات وما توفره من نسب مياه الرى التى تبلغ 50 % وتخفيض استهلاك الأسمدة بنسبة 40 %، وتوفير العديد من فرص العمل لشباب المزارعين والوصول إلى نسب الاكتفاء الذاتى للأسواق المحلية من السكر، لافتا إلى أن هذه المساحات سوف تكون نموذجية من حيق تكاليف الزراعة ونسب الأسمدة ومعدل مياه الرى المطور والإنتاجية المرتفعة كبداية لنشر التجربة فى كل محافظات إقليم الصعيد والتى سيتم معها إنشاء محطة طاقة شمسية لكل ارض منزرعة بشتلات القصب لاستخدامها فى الرى المطور وتقليل تكلفة الطاقة التى تحتاجها التنمية الزراعية.
تدريب المزارعين
ويقول خالد دياب من مزارعى سوهاج، أن مزارعى قصب السكر بكل إقليم الصعيد يحتاجون إلى دورات تدريبية مكثفة للتعرف على أهمية الزراعة بالشتلات وانسب المعاملات الزراعية لها، بجانب إدخال الميكنة الزراعية فى الحصاد وجمع المحصول لارتفاع تكلفة الأيدي العاملة المدربة على الزراعة التقليدية بنظام العقل، والتى بلغت من 150 إلى 200 جنيه للفرد، وأصبحت عبئاً كبيراً على مزارعى القصب، بخلاف زيادة تكاليف التحميل للمصانع، لافتا إلى أن تحميل الجرار الواحد يحتاج لـ 12 عاملاً، بجانب أجرة النقل التى ارتفعت إلى 3 أضعاف بعد زيادة أسعار الوقود والسولار، حيث تزن المقطورة الواحدة 12 طناً من القصب.
زيادة الأرباح
وأضاف دياب أن تدريب المزارعين على الزراعة بنظام الشتلات، واستخدام نظم الرى المطور بالتنقيط سوف يوفر لهم كل هذه التكاليف، كما يرفع إنتاجية الفدان من 50 إلى 60 طن، وهو ما يعنى زيادة الأرباح عند تسليم المحصول، وذلك بنفس سعر التوريد الجديد 810 جنيهات للطن خاصة وأن نظام التسليم القديم كان يجعل المزارع خاسرا من موسم زراعة القصب او مديونا، بعد خصم نسبة الشوائب وزيادة تكلفة زراعة الفدان لـ 30 ألف جنيه بجانب التسليم للمصنع بـ 27 ألف جنيه.
وزن المحصول
ويقول سعد درويش "أحد مزارعى أسوان"، إن تقدير وزن المحصول سواء كان منزرعا بنظام الشتلات الجديدة أو بنظام العقل يحدده العاملين بمصنع السكر عند الاستلام، كما يتحكم المصنع فى توزيع الكارتات وهى تصاريح التوريد لسيارات النقل، حيث تتم محاباة بعض المزارعين على حساب باقى الموردين، بجانب سوء تنظيم دخول سيارات توريد المحصول عند باب المصنع، حيث تتكدس المقطورات المحملة بالقصب لأكثر من يومين مما يؤثر على وزن حمولة السيارات وانخفاض وزن المحصول، لافتا إلى خطورة انخفاض اوزان القصب وهو الأمر الذى يحتاج لحلول عاجلة من المسؤولين لعمل نظام توريد عادل للمحصول حتى لا تضييع جهود الدولة بعد التحول للزراعة بالشتلات وتوفير 50% من المياه و40% من المحصول وتقديم قروض للمزارعين لإنشاء محطات الطاقة الشمسية.
الطاقة الشمسية
وأوضح الحاج حسين وردانى من الأقصر، أن تمويل البنك الزراعى لمحطات توليد الطاقة الشمسية للأراضى المنزرعة بقصب الشتلات من شأنه زيادة إقبال مزارعى الجنوب على زراعة القصب بالشتلات الجديدة، لأن المزارع كان يعانى فى نظام الزراعة بالعقل من خسائر كبيرة، بسبب استخدام السولار او الكهرباء لماكينات رفع مياه الرى، وهى اعباء سوف يتخلص منها مزارعى الجنوب عند زراعة الشتلات بنظام التنقيط، لافتا إلى ضرورة إلغاء دفع مقابل المياه لوزارة الرى التى لا تقوم بأى مجهود لتوفير المياه خلال موسم زراعة محصول قصب السكر.
الرى بالتنقيط
وطالب ياسر محمد حسن من مزارعى سوهاج، ان استخدام الرى المطور بنظام التنقيط سوف يقضى على ظاهرة ضعف مياه الرى المخصصة لقصب السكر، وهو ما يساوى تخفيض 50 % من مياه الرى لأنها أصلا ضعيفة جدا بالنسبة لمحافظة سوهاج، لافتا إلى أن الرى بالتنقيط هو الأفضل لمزارعى الجنوب عند التوسع فى زراعة شتلات القصب وتعريف المزارعين بأفضل المعاملات لتحقيق اعلى إنتاجية والتى وصلت فى المزارع الاسترشادية لـ 60 طنًا فى الفدان، لافتا إلى أن الرى بالتنقيط سوف يوفر أيضا مدة زراعة المحصول من 11 إلى 9 أشهر، وكذلك دفع أجرة خدمات الريات لمندوب وزارة الرى، رغم انقطاع المياه لفترات طويلة.
تضارب التوصيات
وأشار عمر فتحى محمد "من مزارعى سوهاج"، إلى أن معاناة مزارعى القصب تتمثل في التشتت بين تنفيذ توصيات ومهام مهندسى الزراعة بالأحواض الزراعية لمحصول القصب، وبين اختصاصات مهندسى الرى، حيث تريد كل جهة تنفيذ مخططها بصرف النظر عن توصيات الجهة الأخرى، مما يعكس تجاهل التنسيق بن مسؤولى الوزارتين، بالنسبة لفترات نوبات الرى وتوفير المياه التى يحتاجها المحصول، لافتا إلى أن تنفيذ التوصيات الحديثة فى الزراعة بشبكات الرى بالتنقيط، وزراعة شتلات القصب سوف تقضى على التخبط بين اختصاصات الوزارتين بالنسبة لتطبيق المعاملات المائية فى أراضى القصب بالشتلات، خاصة أنها سوف توفر 50% من مياه الرى.
الشوائب والإيرادات
وفيما يتعلق بمصنع السكر فى أرمنت بمحافظة الأقصر، أكد سعد علوان أن المصنع يضيف نسب شوائب مرتفعة بشكل عشوائى تصل لـ 20 % من المحصول، مما يؤثر في إيراد التوريد بصرف النظر عن نظام الرى بالشتلات الجديدة أو بنظام العقل القديم، حيث يتم تقليل سعر التوريد لارتفاع نسبة الشوائب كما يحددها المصنع، بخلاف تعمد عدم صرف مستحقات المزارعين دفعة واحدة، لافتاً إلى أن بداية التوريد يكون فى شهر يناير، ويستمر حتى نهاية شهر يونيه، مع مطالبات البنك الزراعى بأقساط القروض، فى الوقت الذى تتجاهل فيه شركات السكر دفع مستحقات المزارعين دفعة واحدة، مما يزيد من قيمة الفائدة فى البنك ويقلل قيمة ربحية الفدان، وهى مشاكل تحتاج لتدخل الحكومة خاصة بعد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بتعميم زراعة القصب بالشتلات فى اقليم الصعيد والقضاء على كل المشاكل التى تعرقل الوصول للاكتفاء الذاتى.
الأسمدة
ويتفق حسين بكرى درويش، ومروان كمال، "من مزارعى قرى المطاعنة بالأقصر"، على ان زراعة القصب بنظام الشتلات الجديدة والرى المطور بالتنقيط، الذى يوفر 40 % من نسب الأسمدة سوف يقضى على أزمة نقص الأسمدة فى أراضى زراعات القصب فى محافظات الصعيد، بخلاف القضاء على تجار السوق السوداء الذين يستغلون تجاهل الجمعيات الزراعية توفير الأسمدة فى مواعيدها المحددة لموسم زراعة محصول قصب السكر، بحجة تأخر التوريد من المراكز، وضعف الكميات المتاحة، ليتم البيع فى السوق السوداء بأسعار مضاعفة تصل لـ 500 جنيه للشيكارة، ويضطر المزارعون لتحمل فروق الأسعار، لافتا إلى تأخر جمعية الإصلاح الزراعى بالمطاعنة، وجمعية وادى حلفا بأسنا والكمام، فى توفير المقررات السمادية كاملة للمزارعين، ويتم تجزئتها على فترات خلال الموسم الزراعى، فتتأثر إنتاجية الفدان، وهو نظام سيئ سوف تقضى علية زراعة الشتلات التى توفر 40 % من مقررات الأسمدة.
نسبة الشوائب
وأضاف عنتر بكر عثمان من مزارعى قصب سوهاج، أن إنتاجية قصب السكر بمحافظات الصعيد لم تتغير من عشرات السنين، لعدم تحديث صنف الزراعة، او تغيير أسلوب الزراعة بنظام العقل، لافتاً إلى أن استحداث زراعة القصب بنظام الشتلات وباستخدام الرى المطور بالتنقيط، يعد ثورة فى رفع إنتاجية زراعات القصب، الذى لم يرتفع منذ عقود فى افضل الأراضى لأكثر من 40 طنًا فى الفدان، مع استخدام الأسمدة المكثفة والرى بالغمر وارتفاع مدخلات الإنتاج للحد الذى أدى لعزوف العديد من المزارعين عن الاستمرار فى الزراعة، لافتا إلى ضرورة عمل توعية لمزارعى محافظات الجنوب حول أهمية زراعة الشتلات التى ترفع الإنتاجية لـ 60 طن للفدان وتوفر 50 % من المياه و40 % من الأسمدة، والأهم من ذلك هو زيادة ارباح المزارع عند تسليم المحصول لمصانع السكر.
تأخر المستحقات
وشدد قادر عبد المالك من مزارعى سوهاج، على ضرورة حل الأزمات التى تواجه مزارعى القصب، خاصة مع تغيير نظام زراعة القصب فى الصعيد كمشروع قومى لزيادة الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتى، ومن هذه الأزمات ارتفاع نسبة الشوائب التى يقررها مصنع السكر وخصمها من المزارعين قبل توريد قيمة المحصول، مشيرا إلى أن هذه النسبة كانت تصل فى الماضى لـ 4 آلاف جنيه فى مصانع السكر بكوم امبو وجرجا وأسوان وأرمنت ونجع حمادى، والتى تقوم ايضا بتأخير مستحقات المزارعين لشهر سبتمبر رغم ان التوريد يبدأ من شهر يناير وحتى شهر يونيو، حيث تمتد عمليات دفع المستحقات المالية لشهر أكتوبر ونوفمبر.
مراقبة المصانع
وطالب المدثر محمد من مزارعى قصب أسوان، بضرورة مراقبة مصانع السكر لمنع التلاعب الذى يحدث فى تحديد أوزان وحجم محصول القصب، خاصة مع التحول لنظم الزراعة بالشتلات والرى المطور، التى سوف ترفع الإنتاجية لـ 60 طنًا للفدان، ويمكن ان تقل هذه الزيادات ولا يشعر بها المزارعين عند زيادة نسب الشوائب وتقليل اوزان الحمولات وخصم قيمة الشوائب، لافتا إلى أن اوزان القصب كانت حمولتها تتأثر بفترات الانتظار خارج المصنع والتى تصل لـ 10 ايام.
مطالبات البنك
ونوه اشرف محمد أحمد من مزارعى سوهاج، بضرورة وضع ميثاق جديد لمعايير استلام محصول القصب من المزارعين بمصانع كوم امبو وجرجا وارمنت وأسوان ونجع حمادى، تتماشى مع نظام زراعة الشتلات الجديدة التى تحقق اعلى انتاجية تصل من 50 إلى 60 طنًا للفدان وهى الإنتاجية التى سوف ترفع ارباح المزارعين عند التوريد، ولا يصح ان تضيع جهود تحسين زراعات القصب لسوء عمليات التوريد، لافتا إلى أن الفلاح يأخذ مستحقاته على فترات ولمدة 5 أشهر فى الوقت الذى يطالب فيه البنك بفوائد قروض الزراعة، ويتحصل على قيمة صافى التوريد والتى لا تكفى الفوائد البنكية.
فوضى التوريد
وأوضح أشرف محمد وجود 22 صناعة مختلفة متعلقة بشكل مباشر بمحصول قصب السكر، وان الدولة انتبهت اخيرا لمعاناة الفلاحين، بثورة الزراعة بالشتلات التى تهدف لرفع الإنتاجية وزيادة ارباح المزارعين وتخفيض نسبة الأسمدة لـ 40 % ومياه الرى إلى 50 %، لافتا إلى أهمية نظام علمى محدد للقيام بعمليات التوريد داخل المصانع، بحيث تكون تحت اشراف وزارتى التموين والزراعة، وعلى ان تتم بأحدث نظم توريد القصب للوصول إلى نسبة الشوائب الحقيقية، بالأوزان العادلة التى تحتاج لتقليل مدة انتظار مقطورات التحميل من 10 ايام ليومين على الأكثر.
دراسة عاجلة
أما عبد الوهاب ياسين من مزارعى سوهاج، فطالب بضرورة تشكيل لجنة تضم وزارات التموين والتجارة والزراعة، لحساب التكلفة الفعلية لزراعة فدان قصب السكر، والتى تزيد عن 30 الف جنيه، على ان تتضمن الدراسة الأسعار الحالية بعد زراعة القصب بالشتلات والرى المطور بالتنقيط، وعمل محطات الطاقة الشمسية وزيادة الإنتاجية لـ 60 طنًا للفدان، لافتا إلى فائض الإنتاجية وارباح المزارعين يمكن ان تضيع فى عمليات التوريد الغير محسوبة بدقة منذ شهر يناير وحتى شهر يونيو، لإعادة ضبط السوق مرة أخرى بما يخدم الاقتصاد المصرى.
أمل المزارعين
وأكد خالد مجاهد من مزارعى الأقصر، ان توريد قصب السكر مقابل 810 جنيهات للطن، لا يعد مكسباً للفلاح، لأنه بالكاد يمكنه من تدبير تكالف الزراعة التى تعدت الـ 30 الف جنيه للفدان، بدون اى ربحية للمزارع، لافتا إلى أن بداية زراعة قصب السكر بالشتلات التى ترفع الإنتاجية لـ 60 طنًا للفدان وتوفير 50 % من المياه و40 % من الأسمدة هى امل مزارعى الجنوب فى تحقيق ربحية عادلة من زراعات القصب للمزارعين، خاصة بعد زيادة تكاليف الزراعة التقليدية والأيدى العاملة والأسمدة التى يتم شرائها من السوق السوداء بـ 500 جنيه، فى ظل ضعف مياه الرى المستمر واضطرار المزارعين لرفع المياه بماكينات تستخدم الكهرباء او السولار بتكلفة عالية، بخلاف أن وزارة الرى تحاسبهم على هذه المياه وكأنها من خطة الرى.
خسارة اقتصادية
وأشار مجاهد إلى حالة الغضب والاحتقان التى عاشها المزارعون قبل الإعلان عن زراعة القصب بالشتلات وزيادة الانتاجية من 50 إلى 60 طنًا للفدان، وما يتبعها من توفير فى نفقات مستلزمات الزراعة سواء فى المياه أو الأسمدة أو اسلوب الجنى والحصاد، لافتا إلى أن مزارعى القصب عانوا كثيرا من الزراعات التقليدية بنظام العقل وسعر التوريد المنخفض والذى تم رفعه إلى 810 جنيهات للطن، وسوف يعيش المزارعون عصر النهضة الجديدة لزراعات القصب التى تحقق الاكتفاء الذاتى من السكر للأسواق المحلية، بجانب تشغيل 8 مصانع للسكر فى جنوب الصعيد أكبرها فى الأقصر وكوم امبو وجرجا وأسوان ونجع حمادى، ومصنعين للتكرير، بخلاف شركات المصانع التكميلية لصناعة السكر والتى تنتج الأوراق والأخشاب والأعلاف والطاقة والروائح العطرية مثل الفازلين والكحول والمولاس.
تطوير الديكوفيل
وأشار محمد العمدة نقيب مزارعى أسوان، إلى أن الفلاح سوف يتحمل فرق النيلون من الأراضى المنزرعة بالشتلات ويتعرض مجددا للانتظار أمام المصانع لمدة 10 ايام لحين القيام بالتوريد مهما كان حجم المحصول، لافتا إلى ضرورة ان تتحمل الدولة تكاليف النقل، بجانب تكاليف تطوير وتهيئة خط سكة حديد «الديكوفيل» المتعطل دائماً داخل المصانع، والذى يوفر الوقت والفترة الزمنية لاستلام محصول القصب من المزارعين بجانب الحصول على القيمة المالية المناسبة لحجم التوريد.
طلبات
ويحذر الخبراء من خلال «الأهرام التعاونى»، من عدم قدرة مصانع السكر فى محافظات الصعيد من استيعاب حجم الإنتاجية المرتفعة التى يتوقعونها بعد التوسع فى زراعته بالشتلات وبنظام الرى المطور الذى يرفع الإنتاجية من 50 إلى 60 طنًا، ويزيد من اقبال المزارعين على زراعته خاصة بعد حساب نسبة الأرباح بسعر 810 جنيهات للطن وهى الربحية التى كان ينتظرها مزارعو الجنوب منذ عقود مضت، مع ضرورة القضاء على عقبات التوريد والمدة الزمنية التى تقلل من حجم اوزان المحصول وتحديد أوزان القصب بدقة تحت إشراف وزارتى التموين والزراعة، وهى طلبات العديد من مزارعى الجنوب، لتحقيق الهدف الأسمى من المبادرة الرئاسية بتعميم زراعة شتلات قصب السكر فى اقليم الصعيد باستخدام الرى المطور بنظام التنقيط.