راديو الاهرام

شريف عارف يكتب: "حيوية مصر" .. وحراكها الثقافي

8-2-2022 | 14:37

في اعتقادي أن مصر الآن في حاجة ماسة إلى مزيد من الحراك الثقافي أكثر من الحراك السياسي، وربما النجاحات التي حققتها الثقافة المصرية على مدى الشهور القليلة الماضية هي أكبر دليل على أن هناك إقبالًا جماهيريًا على أي حراك ثقافي يحدث على أرض الوطن.
 
وهنا تكمن "حيوية مصر" ومستوى جاهزيتها، في تنظيم أي حدث محلي أو إقليمي أو عالمي، فالمتتبع لما شاهدته الدورة رقم 53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب يتوقف أمام عدة نتائج مهمة في مقدمتها أن الدولة المصرية تتمتع بقدرة كبيرة وغير مسبوقة، على تنظيم هذا الحدث العالمي وسط ما يشهده العالم من تطور في جائحة كورونا.
 
إحدى النتائج التي أراها تستحق الإشادة هي القدرة المصرية الكبيرة على المنافسة وإثبات الذات، فلا أحد على المستوى الاقليمي يستطيع أن ينافس مصر بعمقها الثقافي والتاريخي، في تقديم الخدمات الثقافية والفنية والترفيهية وتنوعها، فمصر هنا تتحدث بتاريخها الممتد عبر آلاف السنين.
 
الدورة 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، شهدت حضور أكثر من 2 مليون زائر، من كافة أطياف الشعب المصري، وفق ما أعلنه إسلام بيومي، مدير معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهو ما يعني أن "الأسرة المصرية كانت حاضرة بالكامل"، وهذا في حد ذاته نجاح للدولة المصرية ومؤسساتها.
 
اللافت - أيضًا - هو اهتمام وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم، بمتابعة أنشطة الأجنحة والصالات ومشاركتها بالنقاش، في ندوات المعرض حول آخر الإصدارات، والتي تجاوز عددها أكثر من 600 ندوة، كذلك نشاط الأطفال في معرض الكتاب كان لافتًا بشكل كبير، والذي تضمن تنظيم ورشٍ للرسوم وأخرى للحكي.
 
لكني أتوقف أمام حدث أعتبره الحدث الثقافي الأبرز في معرض هذا العام، وهو جناح مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، والذي تفقده الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يرافقه اللواء/ محمد أمين مستشار السيد رئيس الجمهورية للشئون المالية وأمين عام صندوق "تحيا مصر"، وعدد من الوزراء الذين شاركوا في حفل افتتاح الدورة.
 
 مستشار السيد الرئيس للشئون المالية، تحدث عن أن مصر تقدم هدية كبرى للإنسانية بهذا الصرح العملاق "مدينة الفنون والثقافة" بالعاصمة الإدارية الجديدة، مع بداية الألفية الثالثة، وانطلاق جمهوريتها الجديدة، وأن المدينة ستكون عنوانًا للفن المصري الحديث، الذي سينطلق ليقدم إبداعًا لا ينتهي، ويصنع أجيالًا متعاقبة من القوى الناعمة، بما يسهم فى تشكيل وإثراء الوجدان المصري.
 
رئيس الوزراء شاهد فيلميًا عن المدينة، يتضمن إعلانها عن إطلاق "أوبرا طيبة" في الاحتفال بافتتاحها خلال العام الحالي، وهو العمل الضخم المستمد من رواية أديب مصر العالمي  نجيب محفوظ "كفاح طيبة"، التي تستلهم أحداثها من كفاح الشعب المصري خلال حكم البطل "أحمس"، والتفاف المصريين حوله، خلال معركته الخالدة ضد "الهكسوس"، حتى طردهم خارج البلاد، وبناء الإمبراطورية المصرية القديمة.
 
اللافت في هذا الجناح، الذي يضم شاشة عملاقة ومسرحًا للفنون، هو تمثال مجسم مصنوع من الشمع للأديب العالمي نجيب محفوظ، والذي أعدته المدينة في ذكرى مرور 111 عامًا على ميلاده، كذلك حرص إدارة المدينة على تقديم نماذج، من السمات المعمارية لها من حيث الشكل والتصميم داخل الجناح، بحيث يتجول داخلها الزوار للاطلاع على ما تقدمه المدينة، التي تعد الأضخم عالميًا، من حيث الإمكانات والقطع الفريدة الموجودة بين جنباتها، بالإضافة إلى عروض لإمكانات دار الأوبرا، وقاعات للموسيقى والدراما والمسرح، وستديو الصوت، والمسرح المكشوف المقام على أعلى مستوى، ومتحف عواصم مصر والآخر الخاص بالفنون، بالإضافة لمراسم للفنانين وجاليريهات، وستديوهات للمصممين والمعماريين وأخرى للجرافيك، وأتيليه للنحت والخزف، وسمبوزيوم عالمي.
 
مصر تسابق الزمن لاستعادة ريادتها الثقافية التي تستحقها.. والمنافسة ستكون في صالحها..

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
شريف عارف يكتب: روح لا تنام.. وبطولات لا تموت

بعد ساعات قليلة، من عبور قواتنا المسلحة للمانع المائي لقناة السويس في حرب أكتوبر المجيدة، كتب الأديب الكبير توفيق الحكيم في صحيفة الأهرام يقول: عبرنا

شريف عارف يكتب: مائة عام من "العبث"

قد يكون مسلسل الاختيار بأجزائه الثلاثة، قد ساهم في عملية توثيق جرائم جماعة الإخوان خلال الألفية الثالثة، لكنه لم يغير شيئاً - في وجهة نظري- تجاه الحكم الذي أصدره الشعب المصري في 30 يونيو 2013

خدمــــات
مواقيت الصلاة
اسعار العملات
درجات الحرارة