** لا أرى أي مبرر للخوف من "الحرب النفسية" التي يشنها الكاميرونيون وعلى رأسهم نجمهم الكبير صامويل إيتو الذي أصبح رئيسًا لاتحاد الكرة في البلاد، ومثلما كان يهمه أن تقام البطولة على أرضه ولا تنقل إلى أي مكان آخر، ونجح في ذلك، مثلما كان من الطبيعي أن يحلم بفوز منتخب بلاده بها..
وترتيبًا على ذلك، لا أجدني منزعجًا، من تصريحه العنتري للاعبين بقوله: إنها الحرب، بما يعني أنه يحثهم ويدفعهم دفعًا للفوز بأي طريقة، وكأنه يقول لهم: إنها مسألة حياة أو موت.. وعلى فكرة ياجماعة هذه الكلمات "إنها الحرب" و"حياة أوموت" تتكرر كثيرًا في عالم كرة القدم، وخاصة على مستوى المنتخبات، انطلاقًا من الحماس غير العادي لقميص الوطن، تمامًا مثلما يقول المدربون أحيانًا للاعبيهم: أريد مقاتلين على أرض الملعب، أو فلتكونوا عدوانيين!! ومؤكد أنه يقصد إنه يريد 11 لاعبًا يلعبون برجولة ويبذلون أقصى جهدهم من أجل تحقيق الفوز.
وربما الشيء الوحيد الذي جعل الكثيرين لا يتقبلون هذا التصريح الحماسي، هو أنه جاء على لسان من يشغل أعلى منصب في المنظومة الكروية في الكاميرون وهو رئيس اتحاد الكرة، ولم يكن من "الكياسة" أن يأتي على لسانه، أو ربما كان الأفضل أن يدلي به في جلسة خاصة مع اللاعبين، لا يحضرها صحفيون أو وكالات أنباء أو شبكات تليفزيون، ولو كان جاء على لسان المدير الفني للمنتخب الكاميروني أو مدرب للفريق أو حتى أحد اللاعبين لهان الأمر.
ويقيني أن هذا التصريح ربما تكون فائدته لنا أكثر منها لمنتخب الكاميرون؛ لأنه سيضع لاعبيهم تحت ضغط نفسي شديد، ربما أكثر من لاعبينا، إذ إنه مطلوب منهم الفوز ولاشيء غيره..
وإذا ما أضفنا إلى ذلك ضغط الجماهير الغفيرة التي ستحضر المباراة، فمعنى ذلك إن الضغط قد يتضاعف عليهم أكثر من زيادته على لاعبينا..
ولن أنسى اليوم الذي واجهنا فيه منتخب الكاميرون على ملعبه في تصفيات كأس العالم، وامتلأ الملعب عن آخره بجماهيرهم، ورغم ذلك استطعنا التعادل معهم 1/1 وحرمناهم من التأهل إلى مونديال ألمانيا 2006.
لكل ذلك أرى أنه لا داعي للخوف أو القلق، وبمشيئة الله سيكون النصر حليفنا، لأن شريط ذكريات النسخ السابقة من كأس الأمم يمر أمامي سريعًا بإرهاصاته الإيجابية، وينبئ بأن ما صنعناه في بوركينا فاسو 1998، والقاهرة 2006، وغانا 2008، أنجولا 2010، سيتكرر بإذن الله تعالى وسنقهر"أسود الكاميرون" التي يقال إنها "لاتقهر".. تفاؤلوا خيرًا.
-------------------------------------------------
** قلت قبل أن تبدأ البطولة، وربما منذ بطولة كأس العرب بقطر، إن المدرب العالمي كارلوس كيروش "يتحفنا بإفتكاسات" غير مفهومة في التشكيل والتغييرات، وجاءت مباراة نيجيريا لتؤكد ذلك، وكانت الهزيمة 1/صفر مع الرأفة، وهاج المائة مليون مصري، ونحن منهم كنقاد رياضيين، ومن المؤكد أن غضب المصريين عامة وصل إلى كيروش، سواء من معاونيه أو عبر سفارة بلاده التي من المؤكد أنها تقدم له تقريرًا بعد كل مباراة، فماذا كانت النتيجة؟ "لايصح إلا الصحيح" وعاد الرجل إلى صوابه في مباراتي السودان (1/صفر) وغينيا بيساو (1/صفر) وصعدنا إلى دور الـ16 لمواجهة كوت ديفوار، وكانت المفاجأة الكبرى إذ تحول منتخبنا الوطني كله إلى نجوم فوق العادة، وظهرت شخصيتهم واضحة في الملعب، وكان بمقدورهم حسم المباراة في وقتها الأصلي، دون الحاجة إلى اللجوء إلى ركلات الترجيح.
وهنا لابد أن نعترف أن هذا التطور المذهل والمفاجئ الذي حدث لمنتخبنا ولمديره الفني أسعدنا كثيرًا، فلم نعد نتحدث عن "إفتكاسات" لأنها لم تعد موجودة.. عاد الرجل إلى صوابه، ولعب اللاعبون كرتهم، فظهرت الشخصية المصرية التي كونت ملامحها من قديم الأزل أيام الفراعنة، ثم أعادت استنساخ نفسها في نصر أكتوبر العظيم.
وختامًا أقول: المدرب هو المدرب، واللاعبون هم اللاعبون.. فما الذي تغير؟ يقيني إن الروح هي التي تغيرت، وإن ملامح الشخصية المصرية برزت في أبهى صورها.. ياترى وصلت؟!