نسور قرطاج يهزمون نيجيريا بهدف المساكني في أمم إفريقيا
الكبير قرأ إيجوافين.. والدفاع الحديدي كلمة السر وراء الفوز
الأفراح تجتاح الشوارع.. والأهالي يظهرون في شارع بورقيبة
وهبي الخزري: الفوز هديتنا للشعب.. والجرىء يرفض الكلام
كتب - هشام شاهين:
خالف المنتخب التونسي، كل التوقعات، بعدما نجح في إقصاء النسور النيجيرية، بهدف دون رد، وبلوغ الدور ربع نهائي من بطولة أمم أفريقيا 2021 بالكاميرون، ليضرب منتخب تونس بهذا الفوز، موعدًا مع بوركينا فاسو، في الدور ربع النهائي، السبت المقبل، من البطولة الإفريقية.
أحرز هدف اللقاء الوحيد، يوسف المساكني في الدقيقة 47 من زمن المباراة، من تصويبة قوية من خارج منطقة الجزاء.
واقعيا، لم يكن أكثر المتفائلين، يدرك أن المنتخب التونسي، سيتجاوز، عقبة نسور نيجيريا المنتخب القوي الذي كشر عن أنيابه في دور المجموعات، وفاز على منتخب مصر، في ضربة البداية، وحقق العلامة الكاملة، لكن نسور قرطاج، كان لهم رأي آخر، وقلب التوقعات، خاصة أنهم تأهلوا من المجموعات في المركز الثالث بـ3 نقاط، بينما بلغت نيجيريا الدور نفسه بالعلامة الكاملة "الفريق الوحيد بالبطولة".
وفي الوقت نفسه، غاب العديد من نجوم المنتخب التونسي عن المواجهة، بسبب إصابات كورونا، وأدار المباراة من الخطوط المدرب جلال القادري، بسبب غياب المدير الفني منذر الكبير، للإيقاف والإصابة بكورونا.
وعلى أرض الواقع، استطاع منتخب تونس أن يمتص رغبة النسور الخضراء في حسم المباراة مبكرا، والتي ظهرت منذ الدقائق الأولى، وبالتالي، ولم ينجرف لاعبو تونس لأسلوب المنتخب النيجيري المعتمد على اللعب السريع والضغط الهجومي.
وفي البداية، ظهر المنتخب التونسي، مستسلما من الناحية الهجومية، حيث فقد لاعبوه الكثير من الكرات، بسبب النقص العددي في وسط ملعب المنافس.
وكان تركيز المنتخب التونسي، منصبا على منع نسور نيجيريا من تسجيل التقدم، مع الاعتماد على يوسف المساكني، في الاحتفاظ بالكرة، لإعادة تنظيم الفريق، والربط بين الخطوط.
وكانت خطة التونسيين، السماح لنسور نيجيريا بتناقل الكرة بعيدا عن مناطق الخطورة، بينما تمكنوا من إحباط الهجوم في الوقت المناسب دائما.
ونجح نسور قرطاج ببراعة في غلق وتضييق المساحات أمام مفاتيح لعب نيجيريا، وهو ما تجلى في التعامل مع الجناح الأيسر سايمون موسيس، الذي تكفل به الثنائي محمد دراجر وأنيس بن سليمان.
فيما تمكن رباعي الدفاع أسامة الحدادي ومنتصر الطالبي وبلال العيفة ومحمد دراجر، ومن خلفهم الحارس بشير سعيد، في صد كل المحاولات النيجيرية لافتتاح النتيجة، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
جاء عنصر المفاجأة مع انطلاقة الشوط الثاني، عندما باغت المنتخب التونسي، النسور النيجيرية، وأظهر نزعة هجومية، أسفرت عن هدف الصدمة بصاروخ المساكني.
وصمد نسور قرطاج عقب الهدف في وجه الطوفان النيجيري، حتى جاءت الدقيقة 65، التي حملت النبأ السار للتونسيين، حيث أشهر حكم المباراة البطاقة الحمراء في وجه إلكسندر إيوبي، نجم نيجيريا، بسبب تدخله العنيف على المساكني، بعد 5 دقائق فقط من دخوله الملعب.
واستغل نسور قرطاج، النقص العددي، وفرضوا سيطرتهم على المواجهة، ما صعب مهمة النيجيريين في العودة، ليفوز المنتخب التونسي ويعبر إلى ربع النهائي.
واحتفل لاعبو منتخب تونس، في غرفة تغيير الملابس، بالانتصار الثمين على منتخب نيجيريا بهدف
وشارك رئيس الاتحاد التونسي وديع الجريء، والمسؤول عن المنتخب الأول حسين جنيح، في احتفالات التأهل.
وتغنى اللاعبون بهذا التأهل ورقصوا على أنغام تونسية، وفي مقدمتهم المهاجم سيف الدين الجزيري والمدافع بلال العيفة.
وفي الوقت نفسه، رفض وديع الجريء، الإدلاء بأي تصريحات للإعلاميين بعد نهاية المباراة، واكتفى بالقول للقناة التونسية الرسمية: "مبروك لتونس وإن شاء الله ربي يوفقنا ونتقدم في الدورة".
وقال لاعب سانت إيتيان وهبي الخزري، الذي شارك في الشوط الثاني للمباراة بعد تأكد تماثله للشفاء من كورونا: "الجميع توقع خسارتنا أمام فريق كبير منذ البداية. أثبتنا أن لدينا شخصية ومنتخبا كبيرا، وبلدا له تاريخ في كرة القدم ويتعين احترامنا".
وأضاف: "ندرك أننا لم نقدم مردودا جيدا في مباريات الدور الأول، فعدة ظروف كانت ضدنا لكن لم نبحث عن تقديم مبررات أثبتنا أننا نملك مجموعة صلبة ومتماسكة".
وتابع الخزري: "الآن يجب أن نواصل بنفس النسق ضد بوركينا فاسو والفوز الغالي هديتنا للشعب التونسي."
وقال أسامة الحدادي الذي شارك في أول مباراة له في البطولة الحالية: "كنا متحمسين وتحدثنا قبل المباراة. الشعب التونسي يحتاج إلى الفرحة ونأمل أن يعزز هذا الفوز العلاقة بين الجمهور والمنتخب حتى نذهب بعيدا في المسابقة".
وتابع الحدادي: "من الصعب المشاركة في مباراة في مستوى عال دون أن تتمرن لمدة ثماني أيام، لكن المنتخب يحتاجنا في هذا اليوم، ويتوجب أن نكون جاهزين مهما كانت الظروف".
وشدد المهاجم سيف الدين الجزيري على الأجواء الجيدة داخل مجموعة المنتخب.
وقال الجزيري "شكك البعض في إمكانياتنا لكن اليوم قدمنا الإجابة على الميدان".
من جانبه، قال لاعب الوسط عيسى العيدوني "سجلنا في الوقت المناسب. سعداء بهذا التأهل لكن الأصعب لا يزال في انتظارنا".
وخرج مشجعون في شوارع وسط العاصمة ومدن أخرى بمجرد إطلاق صفارة النهاية للاحتفال بالفوز على الرغم من قرار السلطات حظر التجمعات بعد العاشرة مساء للحد من تفشي وباء كورونا.
وتوافد المشجعون على المقاهي لمتابعة المباراة الصعبة في وقت كانت الشكوك تحوم حول أداء نسور قرطاج بعد الأداء الهزيل في الدور الاول والهزيمة ضد جامبيا في المباراة الثالثة بدور المجموعات.
وخرجت الجماهير في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي لإعلان فرحتهم بالفوز وتحية اللاعبين.
وفي شارع لافيات المحاذي لمقر الإذاعة التونسية تجمع مشجعون بعد المباراة حاملين الأعلام الوطنية فيما أطلقت السيارات أبواقها للاحتفاء بالفوز.