نهاية الأسبوع المٌنصرم حلت ذكرى مرور عام على دخول جو بايدن الرئيس الأمريكي الـ 46 إلى المكتب البيضاوي، والإنجاز الحقيقي والوحيد له خلال هذا العام هو غياب سلفه دونالد ترامب عن المشهد السياسي الأمريكي والعالمي.
وهٌناك حقيقة مؤكدة مفادها أن بايدن أقل مٌشاركة من ترامب - وبقية أسلافه من الرؤساء الأمريكيين - بالمؤتمرات الصحفية أو اللقاءات في البرامج الحوارية؛ سواء مرئية أو مسموعة أو مكتوبة، ومن الواضح جدًا فشل بايدن في تحقيق العديد من وعوده الانتخابية للأمريكيين.
وتبقى له علامات تم تسجيلها باسمه في العام الأول من رئاسته، وهي عودة الحياة السياسية إلى العاصمة واشنطن في أعقاب 4 سنوات صاخبة من عهد سلفه ترامب..
غير ذلك تلقى بايدن عدة ضربات وإخفاقات تتعلق بأجندته الداخلية سواء من الجمهوريين أو من حزبه الديمقراطي.. وإذا كان غياب الرئيس الجمهوري عن المشهد السياسي الأمريكي والعالمي.. لم يعد ممٌكنًا اعتبار الرئيس الأمريكي الحالي أو رقم الـ 46 (جو بايدن) لم يعد ممكنا اعتباره عٌملة نادرة من السياسيين الأمريكيين الذين يرفعون شعار الوحدة والديمقراطية والعدالة في الداخل وفي العالم.
ومع تداخل العام الأول من رئاسة بايدن مع العام الأخير من رئاسة ترامب على المستوى الداخلي، وهو ما لم يكن يتمناه أبدًا الرئيس الديمقراطي بايدن؛ حيث عاد فيروس كورونا للواجهة مع مٌتحوره الأكثر والأسرع انتشارًا "أوميكرون" وتفشيه السريع والكبير هُنا في الولايات المٌتحدة، وتزامنه مع تباطؤ إستراتيجية التطعيم؛ مما أدى إلى إصابة أكبر نجاحات بداية عهد بايدن بانتكاسة قوية مع استمرار رفض شريحة كبيرة من الجمهوريين وأنصار ترامب لحملات التطعيم؛ مما أدى إلى انتشار كبير وسريع للمٌتحور أوميكرون..
وهٌناك إخفاق آخر واجهه بايدن وهو يتعلق بالأقليات الأمريكية، خاصة من الأصول الإفريقية وهم الذين حشدوا للتصويت لصالح بايدن بسبب المرارة الكبيرة التي تسبب فيها ترامب لهم.. إلا أن بايدن فشل أيضًا في تحقيق وعوده لهم بإجراء إصلاحات تشريعية كبيرة من أجل العدالة العرقية أو إصلاح الشرطة؛ وهي مشروعات قوانين مهمة للغاية يٌعرقلها الجمهوريون، وقد لا يستطيع بايدن تمريرها أو أخذ الموافقة عليها من الجمهوريين خلال السنوات الثلاثة المٌتبقية لبايدن في المكتب البيضاوي..
وتتوالى الضربات المٌوجعة المٌوجهة لأجندة بايدن الداخلية ليس من النواب الجمهوريين فحسب؛ بل أيضًا من داخل الحزب الديمقراطي كذلك، وأصبح سيناتوران ديمقراطيان هما كيرستن سينيما وجو مانشين عنوانًا جديدًا لأسبوع قاسٍ أخير من الفشل مع نهاية العام الأول من رئاسة بايدن، وأعاد ذلك تسليط الضوء على البراجماتية المتجذرة في العمل السياسي الأمريكي وصعوبة تحقيق اختراقات كبيرة لأي رئيس في ظلّ هوامش الكونجرس الضيقة المتاحة وتحالفاته المعقدة، وعلى غرار قانون الرعاية الصحية "أوباماكير" في عهد الرئيس الأسبق أوباما..
نجح بايدن في تمرير خطة البنى التحتية الضخمة بقيمة 1200 مليار دولار لاستثمارها في الطرقات والجسور والإنترنت، وهو مبلغ تاريخي نال حتى دعم بعض البرلمانيين الجمهوريين..
وعن مرور عام من بايدن في البيت الأبيض للحديث بقية..