Close ad

دراسة وثائقية عن أقدم حجة وقف لمسجد سيدي أحمد البدوي بطنطا | صور

21-1-2022 | 13:49
دراسة وثائقية عن أقدم حجة وقف لمسجد سيدي أحمد البدوي بطنطا | صور مسجد سيدي أحمد البدوي
محمود الدسوقي

كشفت دراسة تاريخية عن وثيقة تاريخية نادرة، عبارة عن أقدم حجة وقف تاريخي تم وقفه على مسجد السيد أحمد البدوي رضي الله عنه، وأرضاه، يعود لأوائل القرن التاسع الهجري، الخامس عشر الميلادي، والدراسة التي صدرت عن دار نشر الإحسان للتوزيع والنشر، تحقيق كلا من :الباحث التاريخي الشاذلي بن عباس الجعفري، والباحث التاريخي عمر محمد الشريف ، تقديم الدكتور محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث الشريف بجامعة الأزهر الشريف.

موضوعات مقترحة

والوثيقة متواجدة بدار الوثائق القومية، وأكدت الدراسة إنه ذُكر في بعض المصادر وقف أقدم منه بإحدى قرى البحيرة يعود لمنتصف القرن الثامن الهجري، فإن هذا الوقف المذكور بالبحيرة لم نجد الحجة الشرعية الخاصة به حتى كتابة هذه السطور.

أما السيد أحمد البدوي دفين مدينة طنطا بمحافظة الغربية، المتوفى سنة 675هـ، فهو علم من أعلام الإسلام، وأحد أقطاب التصوف الإسلامي، وتوفر لنا الحجة معلومات ثمينة عن أهمية دور المسجد الأحمدي العلمي والديني والمجتمعي والوقفي بصفة خاصة، ودور التصوف بصفة عامة، وبين سطور الوثيقة ردود على مثيري الشبهات الواهمين بقدرتهن على تغيير الثقافة الدينية التي تعتبر التصوف مكونًا أصيلاً في تكوينها التراثي.

واحتوت حجة الوقفية على بعض الشهادات، وتوقيعات القضاة من المذاهب الأربعة، وقد خصصت الدراسة فصلاً للتعريف بالقضاة، والعلماء، والأعلام المذكورين في الحجة، والمشار لهم فيها، وترجع أهمية التعريف بهؤلاء الأعلام من قضاة وعلماء ليعلم العالم أجمع حقيقة دور المسجد الأحمدي منارة الإسلام في قلب مصر المحروسة، فها هم علماء وقضاة عصرهم يشهدون لهذا المسجد بدوره الديني والتاريخي.

وتذكر الدراسة منهم: عبد العزيز البلقيني الشافعي، وولده محمد، محمد بن المبارك الحموي، محمد بن أحمد الكناني العسقلاني الحنبلي، محمد بن عبد الله الزفتاوي، شمس الدين محمد الحجازي، أحمد الزفتاوي، شمس الدين محمد القرافي، وحسام الدين بن حريز الحسيني، يحيى بن يوسف التاذفي الحنبلي، محمد المنيني الحنفي، وغيرهم من الأعلام.

والحجة تخص وقف الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد خليفة السيد البدوي بتاريخ ٢٥ شعبان سنة ٨١٤هـ، زمن السلطان المملوكي فرج بن برقوق، شمل الوقف كل أراضي قرية قحافة بالغربية ماعدا ثلاثين فدانًا، وقحافة كانت بلدة قريبة من طنطا صارت اليوم إحدى ضواحيها، وقد نعت مسجد السيد البدوي في الحجة بالرباط الأحمدي.

 وقد ذكر المؤرخ ابن إياس في أحداث سنة ٩٠١ هـ أن السلطان المملوكي الأشرف أبو النصر قايتباي جدد مقام سيدي أحمد البدوي وبناه بناءً حافلاً ، إلا أن الحجة التي حققتها الدراسة، تعطي لنا تصورًا لعمارة الرباط القائم عام ٨١٤ هـ قبل ما يقرب من قرن من تجديد السلطان قايتباي.

تظهر الحجة أنه كان للمسجد مئذنتين، مئذنة سيدي أحمد البدوي، ومئذنة سيدي عبد العال، وإيوانين، إيوان سيدي أحمد البدوي، والثاني إيوان سيدي عبد العال، كما أشارت الحجة لكيفية توزيع ريع الوقف، واهتم الواقف بأدق الأمور، فجعل الناظر الشرعي يرتب عالماً بعلم الميقات يتولى ما جرت العادة به من إعلام الموكلين بالأوقات والتسبيح على العادة.

واهتم بالتعليم فخصص جزءً من الريع للعلماء والمجاورين، وكذلك الاهتمام بتعليم الأطفال حيث يرتب الناظر الشرعي فقيهاً مشهوراً بالخير والديانة حافظاً لكتاب الله تعالى لتعليم أطفال المسلمين، وكذلك من يعاونه في تعليم الأطفال، ومن يحتاج إلى التعليم من المجاورين بالرباط الأحمدي.

كذلك لم يغفل الواقف عن الاهتمام بالأماكن المقدسة، فذكر أن يصرف الناظر الشرعي لمصالح الحرمين الشريفين حرم مكة المشرفة في كل سنة ألف درهم أو ما يقوم مقامها من النقود، ولمصالح حرم المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والتحية في كل سنة ألف درهم أو ما يقوم مقامها من النقود.

ومن خلال حجة وقف الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد يستطيع القارئ أن يرى صورة واضحة لما انعكس على المجتمع الإسلامي في تلك الفترة من تاريخ مصر، ومدى الدور الذي لعبه التصوف الإسلامي في المجتمع والنهضة الثقافية والاهتمام بالعلوم الشرعية واهتمام الواقف بالتعليم والتعلم من خلال توفير ما يحتاج إليه المتعلم من احتياجات.


دراسة عن أقدم حجة وقف لسيدي أحمد البدوي دراسة عن أقدم حجة وقف لسيدي أحمد البدوي
كلمات البحث