يعاني بعض الأشخاص من الشعور بثقل في الرأس وكذلك الشعور بالغثيان أو القيء أو الدوخة، عند ركوبهم البحر إما في قارب أو سفينة أو باخرة، ويشخص الأطباء هذه الحالة بما يسمى الاضطراب المنتشر في الأذن الداخلية، وهو السبب الرئيسي في حدوث ما يسمى دوار البحر.
وأكد استشاري الأذن أشرف الزهوي، أن هذا الاضطراب يعود إلى حركة السفينة المتكررة رغم أن البعض يصاب بهذا الدوار بمجرد تحرك السفينة أو الباخرة، أو عند حدوث أي حركات أخرى يمكن أن تكون سببا في إزعاج الأذن الداخلية، ويعاني من هذا الاضطراب الكثيرون، بمجرد ركوب أي وسيلة مواصلات.
وهو ما يسمى دوار الحركة، والمعروف باسم دوار البحر خاصة عندما ترتبط الأعراض بركوب قارب أو سفينة.
ويعاني أغلب البشر من دوار البحر، حتى إن البحارة أنفسهم عرضة للإصابة بهذه الحالة أيضا، وإنما يلجأون إلى أخذ بعض الاحتياطات التي تمنع دوار البحر، أو على الأقل تقلل من أعراضه؛ حيث يتناول ما يزيد على 50% ممن يركبون السفن دواءًا لمعالجة هذه الحالة خلال تواجدهم في البحر، وربما كان من يعاني دوار الحركة في السيارة أو الطائرة عرضة بشكل أكبر للإصابة بدوار البحر.
ولكن الفئة الأكثر إصابة به هم الأطفال، وخاصة ما بين عمر 2 إلى 12 عاما، وكذلك النساء الحوامل والمعرضون للصداع النصفي.
الفرق بين دوار البحر ودوار الحركة
تابع استشاري الأذن، أنه لا فرق بين دوار البحر ودوار الحركة، وتعتبرالأذن الداخلية أساس حدوث هذا الاضطراب.
أعراض دوار البحر
وأضاف الزهوي أن أعراض دوار البحر هي الغثيان والقيء وهما الأكثر انتشارا، وكذلك التعرق البارد؛ مع حدوث ثقل في الدماغ والشعور بصداع شديد ومؤلم، وقد يشعر بالنعاس، والبعض الآخر يذهب في حالة إغماء وتختلف بحسب درجة شدة الحالة لديه، مع شحوب لون البشرة في بعض الأحيان، ويمكن أن تكون زيادة التثاؤب أول علامة على الإصابة بدوار البحر، كما أن هناك من يعاني انفعالاً زائداً.
نصائح لتجنب حدوث دوار البحر
وتابع الزهوي أن أعراض دوار البحر تنشأ بسبب وجود مشكلة في الأذن الداخلية، نتيجة التغيرات في التوازن، وتضارب إشارات الأذن الداخلية للدماغ، وذلك لأن هناك اختلافاً في الحركة بين العين والأذن الداخلية.
ولكن على من يعاني هذا الاضطراب تجنب عدة أشياء خاصة في الساعات الأولى من تواجده القارب أو السفينة، ومنها عدم الذهاب لسطح السفينة، ويفضل البقاء في الحجرة فترة طويلة؛ وألا يركز الشخص في أشياء يفسرها العقل بأنها مستقرة، وبصفة عامة فإن أي شيء يحدق فيه المصاب في مرحلة ما، ربما كان سبباً في نوبة دوار البحر.
ومن الإجراءات الاحترازية أيضا أن يساعد الطبيب؛ لمن لا يعانون جفافاً بسبب القيء المستمر والعسير، ومن يعاني أعراض الدوار بشكل مستمر ووصف بعض الأدوية، مع مراعاة أن للبعض منها آثاراً جانبية، وكذلك من خلال العلاجات الطبيعية.
على أن يتناول المصاب بدوار البحر هذه الأدوية قبل السفر، كنوع من وقايته، وفي بعض الحالات عند ظهور الأعراض، وتزداد فعاليتها أيضاً إذا تعاطاها المصاب مع الالتزام باستراتيجيات تعديل السلوك.
مكملات غذائية
وفي نفس السياق أشار الزهوي على من يعانون دوارا شديدا في البحر ضرورة الاستعانة بالمكملات الغذائية؛ مثل فيتامين ب6، والذي يساعد عند ارتفاع مستوياته في التخفيف من حدة أعراض دوار البحر؛ كما يساعد المغنسيوم في رفع مستوياته داخل الجسم، ومن الممكن أن يحتاج هذا العلاج من 2 إلى 3 أسابيع حتى يحقق نتائج ملموسة.
ويمكن للأفكار التحكم في الاستجابات البدنية للمنبهات، كالحركة، باستخدام الارتجاع البيولوجي، ويقوم المعالج في هذا النوع بإيصال أجهزة استشعار بأجزاء مختلفة بالجسم، ويقيس من خلالها أشياء كمعدل ضربات القلب أو التنفس، ومن ثم يتحكم المعالج في إجابات المصاب.
وصفات طبيعيية
تساعد بعض الوصفات الطبيعية على التغلب أو تخفيف أعراض دوار البحر، ومن ذلك النعناع، إما باستنشاق رائحته أو تناوله، لأن له دوراً في تهدئة الجسم.
ويعتبر الزنجبيل أحد العلاجات الطبيعية، وكان يستخدم مند وقت طويل في علاج الغثيان الناتج عن دوار البحر، وإن كان يجب الانتباه إلى أنه يقلل من لزوجة الدم، ولذلك فمن الضروري استشارة الطبيب قبل استخدامه.
وتشمل العلاجات الطبيعية العلاج بالضغط اليدوي، والمقصود به تحفيز نقطة معينة بالرسغ من خلال الضغط عليها، أو بالوخز عن طريق استخدام الإبر الصينية، وهي تقلل من الإحساس بالغثيان.
مع ضرورة مراقبة الشخص لاستهلاك الطعام والمشروبات قبل وخلال السفر؛ حيث إن الوجبات الثقيلة تحتاج إلى جهد كبير من المعدة حتى تهضمها، وكذلك الأطعمة الغنية بالتوابل، أو الدهون، مع تجنب روائح الطعام القوية، لأن ذلك ربما يساعد على منع الغثيان، مع تناول الأطعمة الخفيفة، مثل المكسرات، والتفاح، والخبز.
وينصح بتجنب القراءة أو استخدام الهواتف، حيث تزيد الأعراض سوءا، ويمكن استبدالها بالكتب المسموعة، ويساعد أيضاً في تخفيف المشكلة تركيز النظر على نقطة معينة في الأفق.
ومن الضروري أن يحاول الشخص البحث عن الوضعية المناسبة التي تقلل من حدة الأعراض، كأن يستلقي، أو يقف، وبصفة عامة، فإن التجربة تعتبر أفضل سبيل لمعرفة هذه الوضعية.
دوار البحر