وسط انخفاض درجة الحرارة التى وصلت إلى ٨ مئوية، عاش الصعايدة مظاهر عيد الغطاس، يمارسون عاداتهم وتقاليدهم المتمثلة في تناول قصب السكر، والجزر، والاحتفاء بالماء، والخروج بالفوانيس المضيئة.
موضوعات مقترحة
وذكر المؤرخون ظواهر عيد الغطاس فى مصر، حيث أورد المقريزي ظواهره فى العصر الإخشيدي والفاطمى والمملوكى، كما أورد المؤرخ ابن إياس الذي يعتبر تلميذا للمقريزى ظواهره فى مصر، وارتباطه بنهر النيل، حيث كان نهر النيل يمتلئ بالمراكب والزوارق، فإذا دخل الليل تُزين المراكب بالقناديل، وتُشعل فيها الشموع، وكذلك على جانب الشواطئ يُشعل أكثر من ألفى مشعل وألف فانوس، وينزل رؤساء القبط فى المراكب، ولا يُغلق فى تلك الليلة دكان ولا درب ولا سوق، ويغطسون بعد العشاء فى بحر النيل، النصارى مع المسلمين سويا، ويزعمون أن من يغطس فى تلك الليلة يأمن من الضعف فى تلك السنة.
يطلق على عيد الغطاس "البلابيصة"، ومن طقوسه تناول الأطعمة، والتقرب من الماء حيث يؤكد المعتقد الشعبي للصعايدة أن من يقترب من الماء في أوقات شهر طوبة شديدة البرودة لا تقربه الأمراض، مثل الاعتقاد الذى أورده المؤرخون القدامي، فيقوم الأطفال بإلقاء أنفسهم في النهر والاستحمام في وقت شديد البرودة.
ويقول الباحث الأثري يوسف رشيد مجلع لـ "بوابة الأهرام"، إن عيد الغطاس يتم الاحتفال به فى هذا الوقت من كل عام، وهو يوافق يوم ذكرى (عماد السيد المسيح) على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن، ويسمى "عيد الظهور الإلهى" أو عيد "الإبيفانيا" أي عيد الأنوار، وتقام في الكنيسة ليلة عيد الغطاس صلاة تقديس الماء، حيث تقاد الشموع، وتتلى الصلوات، ثم يبلل الكاهن طرف منديل بهذا الماء، ويغسل أرجل كل من بالكنيسة، وذلك تشبها بالسيد المسيح الذي غسل أرجل تلاميذه، مؤكدا أن عيد الغطاس قديما فى ظواهره، يختلف عن الوقت الحالى، فبعض ظواهره انقرضت.
حركة البيع والشراء في عيد الغطاس كبيرة جدا، فالعيد يشارك فيه المسلمون الذين يقومون بشراء الجزر، وعيدان القصب، مع المسيحيين، حيث أنه عيد قديم متوارث للمصريين من قديم الأزل لذا يقوم الأطفال بالغطس في المياه والاحتفاء به، ويرتبط عيد الغطاس في الصعيد بـ"البلابيصة"، ويؤكد يوسف رشيد، أن البلابيصة لفظ في الأساس قبطي يدل على عرى الإنسان وتلقيه الماء ودائما يرتبط الغطاس بموسم حصاد القصب حيث يقوم الشباب المسلم والمسيحي، بوضع العيدان على شكل صليب ثم يتغنون بأغنية (البلابيصة بلبص القمرى \ الجمل برطع كسر المدفع \ أم على ماتت \ والسنة فاتت \ البلابيصة بلبص القمري).
وأضاف يوسف رشيد، أن عيد الغطاس تعرض له كثير من المؤرخين العرب خصوصًا في العصر الفاطمي والأخشيدى والطولوني والمملوكي، وهم ذكروا بالتفاصيل طقوس الشعب المصري فيه من إضاءة شموع وغيرها ومشاركة المسلمين لطقوس هذا العيد، مثلما يحدث اليوم.
وأوضح يوسف رشيد، أنه قديمًا كانت تضاء الشموع وتوضع على اليوسفى وتوضع علي درابزين البلكونات اعتقادا بالمباركة، لذلك ارتبط عيد الغطاس بالسهر، حيث من لا يسهر لايستحق البركة، وكانت مصر كلها مضاءة في البلكونات، والأطفال كانت تجري في الشوارع وتغني أغاني فلكورية، مؤكدًا ارتباط قصب السكر بعيد الغطاس لأنه نبات مستقيم، كما أنه مليء بالماء، فالمياه ترمز بالتعميد، أما الجزر حيث الاعتقادات الشعبية أنه يخرج الحسد والأمراض، بالإضافة للقلقاس، وغيرها من الأطعمة ومنها الزلابية.
كيف يحتفل الصعايدة بعيد الغطاس كيف يحتفل الصعايدة بعيد الغطاس كيف يحتفل الصعايدة بعيد الغطاس