Close ad

العلاج بالطاقة.. 3 أنواع للعلاج وطبيب يكشف الحقيقة

18-1-2022 | 17:48
العلاج بالطاقة  أنواع للعلاج وطبيب يكشف الحقيقة العلاج بالطاقة
إيمان البدري

انتشرت مؤخرًا دعاوى وعيادات وفيديوهات العلاج بالطاقة، فتسمع مثلا شخصًا يقول إنه تعافى من أمراضه كلها بعد جلسات علاج بالطاقة في أحد المراكز المتخصصة في بلد ما؛  قد يكون هذا الحدث غريبا، فتساءل الناس عنه بشدة؛ ما هذا؟ ما تفسيره؟ وما هو هذا العلاج؟

 

العلاج بالطاقة

تقول الدكتورة زينه طافش، الباحثة في الطب النفسي، أن العلاج بالطاقة هو شكل من أشكال الطب البديل مبني على الاعتقاد بوجود طاقة حيوية تتدفق عبر جسم الإنسان؛ وهدفه هو موازنة تدفقها في المريض .

وينقسم إلى عدة أنواع أشهرها

1- اللمسة العلاجية (العلاج باللمس)

2- اللمسة الشافية

3- الريكي Reike -وهي كلمة يابانية تعني طاقة الحياة العالمية

ويوجد فرق بين هذه الأنواع الثلاثة ؛ حيث تُعرف  طريقة اللمسة العلاجية TT بأنها "عملية موجهة بغرض تبادل الطاقة حيث يستخدم المعالج بالطاقة  يديه كبؤرة لتسهيل إعادة توازن مجال طاقة المريض لتحفيز الجسم على الشفاء".

وتتضمن الجلسة 5 خطوات وتستمر من 10 إلى 20 دقيقة يجلس المريض على كرسي أو يستلقي على طاولة تدليك وتبدأ الخطوات بالتركيز باللحظة الحاضرة ثم يقيم مجال الطاقة بواسطة تمرير يدي المعالج ؛ التي تبعد بضع إنشات عن جسم المريض منهجيا من رأس المريض حتى قدميه، ثم تهيئة مجال الطاقة ثم إعادة توازنه وتوجيه الطاقة نحو الشفاء ثم التقييم والانتهاء.

ويزعمون أن طريقة اللمسة العلاجية تساهم في تحفيز الجهاز المناعي، وشفاء الجروح، وإصلاح العظام، وعلاج الألم والقلق، وتقليل الآثار الجانبية المصاحبة في علاج السرطان.

أما النوع الثاني وهو اللمسة الشافية ؛  تُعرف على أنها علاج يرخي ويغذي  بالطاقة يدار من خلال تدليك هادئ لتحقيق التوازن بين الصحة العقلية والعاطفية والروحية والبدنية، وبالتالي دعم قدرة الشخص الذاتية على الشفاء.

و تكون خطوات العلاج مشابهة للعلاج باللمس لكنها تستمر من 40 إلى 60 دقيقة عادة ؛ وكلا النوعين استخدما لأول مرة في أمريكا على يد الطواقم التمريضية.

 بينما النوع الثالث ؛ وهو الريكي فهو تقنية يابانية المنشأ تعتمد على وضع اليدين بخفة على رأس المريض وجذعه وتمريرها بسلسلة من الوضعيات اللاغازية وتمتد جلسة العلاج من 30 إلى 90 دقيقة.

 

 

حقيقة العلاج بالطاقة

 

تقول باحثة الطب النفسي أن لا  يوجد دليل علمي يستخدمه دعاة تلك العلاجات لجعل الناس يصدقونهم ؛ ولا يوجد دليل حقيقي على فعالية تلك العلاجات

ولكن قد تحظى  طريقة العلاج بالطاقة عن طريق اللمسة العلاجية  ؛ أكبر قدر من الأبحاث المنشورة ؛ وذلك كقارنة بالأنواع الأخرى منذ عام 1975، ولدى 'طريقة العلاج بالطاقة عبر اللمسة الشافية   بعض الدراسات عالية الجودة المصممة جيدا وأما دراسات ريكي فما تزال تلحق بالركب ؛ ولكن مع ذلك الحكم بالنسبة لجميع الثلاثة لايوجد له دليل في علاجه .

 

حيث تضمن أبحاث TT أو العلاج باللمسة العلاجية  ؛ دراسة تأثيره على القلق والألم لدى مرضى السرطان وعينت أنها دليل علمي جيد بينما كانت أبحاث اللمسة الشافية والريكي ذو درجة أقل أي أنها دليل غير مؤكد.

ولذلك يجب التأكيد على ضرورة أن نفصل قليلا ، بأنه لا توجد دراسات نظرية فقط ، ولكن لا يوجد دليل علمي.

 

دراسات ومقالات

أكدت طافش , أنها فحصت دراسة  نشرت عام 2016 نحو 17 مقال عن آثار TT أو ما تسمى العلاج بالطاقة عبر اللمسة العلاجية لمرضى السرطان وأظهرت 6 مقالات منها آثار إيجابية للمسة العلاجية في القلق والألم والضعف الجسدي لمرضى السرطان.

أما بالنسبة للآلام المزمنة عند كبار السن نشرت دراسة عن أثر اللمسة العلاجية لدى 30 مريضا وأظهرت النتائج انخفاضا في شدة الألم وأعراض الاكتئاب وتحسن نوعية النوم.

ودراسة أخرى عام 2017 حول تأثير اللمسة العلاجية في التئام الجروح في دراسة على 24 فأرا فقط، أشارت إلى أنها سرعت التئام الجروح.

كذلك نشرت دراسة عام 2013 حول تأثير اللمس الشافي على ألم وحركية مرضى التهاب المفاصل التنكسي (الفصال العظمي)، أجريت الدراسة على 12 مريضا وأظهرت تحسنا بانخفاض الألم وتحسن وظيفة المفصللدى 9 منهم.

كذلك قارنت دراسة عام 2016 بين العلاج السلوكي المعرفي والريكي في تخفيف أعراض الاكتئاب عند المراهقين، كان كلاهما فعالًا في تخفيف الأعراض مع تأثير للعلاج السلوكي المعرفي أكبر من الريكي.

 

حقيقة أبحاث العلاج بالطاقة

ولكن وجهت طافش تساؤلا هل فعلا  تلك الأبحاث حقيقية؟ وهل يؤخذ بها وتعد حجة؟ ؛ لكن في الحقيقة وجد العديد من القيود في تصميم هذه الأبحاث منها اختلاف وقت الإجراءات العلاجية عن الوقت الفعلي ونقص الوضوح عن خبرة الممارس وسوء توثيق التكليف العشوائي وغيرها.

أي رغم النتائج السابقة ؛ والتي انحصرت تقريبا في الألم والقلق، أي تأثير نفسي إلى حد ما؛ فإن أغلب هذه الأبحاث ضعيفة ولأسباب متعددة، فهنالك طعون بها من عدة جهات، منها

1. حجم العينات الخاضعة للتجربة صغير للغاية

2. نقص في إيضاح خبرة الممارس.

3. سوء توثيق التكليف أي توزيع المهام العشوائي.

4. استخدام عينات ملائمة لأهداف البحث وهذه نقطة انحياز.

5. قلة الإبلاغ عن البيانات الإحصائية والديموغرافية والذي حد من إمكانية القيام بالتحليل التجميعي وتعميم النتائج على عدد أكبر.

لذلك  فإننا نحتاج لدراسات بعينات أكبر وبطريقة تصميم أوضح لتدعم هذا النوع من العلاج أو تنفيه ؛ مع ملاحظة أنه ليس من الضروري اجتماع الأسباب السابقة في بحث واحد.

 

هل هناك تفسير محتمل لوجود نتائج إيجابية للعلاج بالطاقة

وأضافت طافش حديثها قائلة هل هناك تفسير محتمل لوجود نتائج إيجابية للعلاج بالطاقة نعم، الأمر واضح ؛ هناك العديد من التفسيرات و أهمها

 تضمين بعض التقنيات المعرفية والسلوكية المعروفة في علاجات الطاقة ؛ أي يقومون بإضافة العلاج المعرفي السلوكي المعروف في الطب لعلاجهم بالطاقة، فتظهر نتائج العلاج الأول وينسبونه للثاني.

كذلك  تحيز الباحث أو عيوب في منهجية البحث.

ايضا  تأثير ما يعرف بـ " أن ما يحدث بعده بالتالي هو سببه": لأن أحد الأحداث يتبع حدثًا آخر لا يعني أن الحدث الأول تسبب في الثاني وذلك مثلما نقول هل طلوع الشمس بعد صياح الديك لا يعني أن الشمس تطلع بسبب صياح الديك. ويعتبر

وهذا المنطق أشيع سبب للاستنتاجات الكاذبة والمضللة التي تقدم على أنها أخبار طبية ؛ حيث أن حدوث الشفاء بعد فعل ما لا يؤكد السببية بينهما فقد يكون حدث عفويا مستقلًا عن أي شيء فعله المريض أو المعالج ؛ لذلك عينة الدراسة هنا لها أهمية خاصة، فإن كانت العينة كبيرة فاحتمال حصول هذا التأثير ضئيل جدا، بينما هنا العينات صغيرة للغاية.

 

تأثير العلاج الوهمي

تحدثت طافش عن تأثير العلاج الوهمي أو ما يسمى " الغفل" يعني أن بعض المرضى يشعرون بتحسن لمجرد إدراكه أنه يتناول علاجا حيث أن دماغه يقنع جسده بالعلاج المزيف وبالتالي يتحفز الشفاء، وهذا تأثير معروف وأساسي في بروتوكولات التأكد من فعالية الأدوية الجديدة.

بالطبع لن يخفض الدواء الوهمي من الكوليسترول أو يقلص من حجم الورم، ولكنه ينطوي على رد فعل بيولوجي عصبي معقد يتضمن زيادات في الناقلات العصبية المحسّنة للشعور مثل الإندورفين والدوبامين، وازدياد نشاط مناطق معينة من الدماغ مرتبطة بالمزاج وردود الفعل العاطفية والوعي الذاتي.

 

الحقيقة

أضافت باحثة الطب النفسي ؛ أنه  ليس لهذه العلاجات أساس علمي ؛ حيث ان الدراسات التي عملت عليها مطعون بها، ولعدة أسباب أيضا.

لأنه حتى تلك الدراسات التي لا يؤخذ بها وأجريت لدعم تلك العلاجات كانت فائدتها تقتصر تقريبا على الألم والتوتر، وهي نفس التأثيرات التي أظهرها العلاج بالغفل ؛ لأنها تعتمد على إيهام المريض بأنه يأخذ علاجا دون إعطائه علاجا حقيقيا، فقط تظهر تلك التأثيرات لظنه بأنه يأخذها.

ومن المؤسف انه يتم الترويج  لهذه العلاجات كثير من ضعاف النفوس لسرقة الناس، ويقتاتون على حزن الناس بمرضهم.

 

الرقية الشرعية

أشارت طافش إلى أن الرقية الشرعية ليست من العلاج بالطاقة؛ فهي ليست ابتكارًا من شخص ما، ولا تأتي من عبادة وثنية باطلة كما في بعض العلاجات تلك؛ بل هي مما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي تستند لأصل وثيق، ومن علم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

ويجب أن تكون الرقية تبعًا لذلك الأصل، من كلام الله عز وجل خالقنا، ومن الأحاديث التي جاءت في الرقية؛ فلا يصح الرقية مثلًا بالطريقة التي يتبعها متبعو العلاج بالطاقة؛ ومع ذلك، مع وجود الرقية، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبحث عن العلاج أيضا.

 

كلمات البحث