وجوه شابة من 196 دولة بالعالم من أرض الفيروز يبعثون برسالة حب وسلام وإصرار وتحدٍ، صرخة إنسانية من شباب خرجوا ليحلوا قضايا الكرة الأرضية بعد جائحة كورونا، حلقوا في أسراب حاملين الحلول والقضايا كشهب نافذة تشتعل عبقرية وحداثة، فحيوية الشباب ورغبته في إحداث فارق تضافرتا في مركز السلام على أرض الفيروز.
فمنتدى شباب العالم فكرة عملاقة ولدت لتُحيي البشر بعد الجائحة، فالمنتدى في نسخته الرابعة بات يحمل هدفا أسمى وأقوى، وتأتي مصر في الصدارة تتحدث عن نفسها وعن تجربتها الملهمة في شتى المجالات، وبخاصة مستقبل الطاقة واستدامة الأمن المائي والسلام والأمن العالمي، وإعادة إعمار مناطق بعد الصراع، وكذلك صناعة الفن والإبداع وبناء عالم شامل وآمن للمرأة.
وقد ارتدت مدينة السلام أحلى زينتها استقبالا للوفود فبدت في قمة ألقها، ومشهد الشباب له بهجة خاصة تستشعرها في أرجاء قاعة المؤتمرات، وكان الطابع الغالب سيادة مصر وقوتها متمثلة في مشروع حياة كريمة، والطاقة والمناخ، وريادة الأعمال، وتمكين المرأة، والتحول الرقمي، والأمن الغذائي، والتعافي من الجائحة على كافة المستويات وبخاصة الرعاية الصحية، وأيضا المسئولية الدولية في تحقيق الأمن المائي.
وقد لاقى المؤتمر اهتماما عالميا واسع النطاق، وبخاصة فيما يتعلق برسائل فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي تدعو إلى الكفاح من أجل الإنسانية وتجاوز تحديات البقاء، ودور الشباب في صناعة المستقبل، وضرورة أن يكون هناك حوار عالمي بين شباب العالم، وإنشاء مجلس شباب تابع لمنظمة الصحة العالمية وإدماجهم في المجتمع، وأيضا دور الشباب في إنتاج الأفكار من أجل رفعة مجتمعاتهم، وأيضا ألقت الصحافة العالمية الضوء على المبادرات الصحية التي أقامتها مصر وخلقت خريطة صحية قوية للمصريين.
وقد دعا أيضا الرئيس دول العالم إلى العمل معا على تجاوز تحديات البقاء وإنهاء الأزمات الراهنة من أجل الإنسانية وإحلال السلام، معتبرا أن إخلاص النوايا هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراعات وإدارة الاختلاف في العالم، وقد أوضح الرئيس في كلمته الافتتاحية: (أن المنتدى أصبح منصة لتبادل الحوار والتواصل بين الشباب، وأداة لتبادل الرؤى بين كل العالم) وحتمية الحوار لإدارة الاختلاف دون تمييز، وأخيرا كل الشكر لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي على انطلاق منتدى شباب العالم وخروجه بهذا الشكل المشرف، تحيا مصر بزعيمها وشبابها الواعي.