Close ad

الممارسات الزراعية الجيدة ودعم الصناعات المنزلية طوق نجاة لتقليل الفاقد فى الإنتاج البستانى

11-1-2022 | 12:38
الممارسات الزراعية الجيدة ودعم الصناعات المنزلية  طوق نجاة لتقليل الفاقد فى الإنتاج البستانىالممارسات الزراعية الجيدة ودعم الصناعات المنزلية طوق نجاة لتقليل الفاقد
نهى شعراوى
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

بينما تحاول الدولة جاهدة بكل أجهزتها وعلمائها زيادة الإنتاج الزراعى؛ لتحقيق الاكتفاء الذاتى وتوفير فائض للتصدير، تفقد مصرنا الحبيبة فى كل عام نحو 6 ملايين طن من المحاصيل البستانية، والتى تذهب هباءً لسبب أو لآخر وحول هذه النقطة المحورية كان اللقاء مع الدكتور عفت مهدى رئيس قسم بحوث تكنولوجيا الحاصلات البستانية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية..

الفقد والهدر

بداية يوضح د. عفت الفرق بين الفاقد الغذائى والهدر الغذائى، فهما مصطلحان مختلفان تماماً، فالفاقد الغذائى هو الغذاء أو المحصول الذى يتلف أو يفسد قبل أن يصل إلى المستهلك فى مرحلة سلسلة الإمداد الغذائية، ويحدث الفاقد أثناء الإنتاج والحصاد والتداول والتصنيع والتوزيع  فى السلسلة الغذائية، بسبب ضعف تقنيات الحصاد، مثل حصاد الطماطم فى مراحل غير مناسبة من النضج أو استخدام معدات حصاد ميكانيكية قديمة بدون صيانة، وكذلك اتباع الممارسات غير الجيدة  فى الإنتاج والحصاد والتداول والتعرض للحرارة وأشعة الشمس، وعدم فعالية نظم التسويق، وعدم وجود وحدات ومعدات للتصنيع الغذائى بالقرب من مناطق الإنتاج.

أما الهدر الغذائى فهو الفاقد الذى يحدث فى نهاية السلسلة  الغذائية، حيث لا يستهلك بسبب تركه حتى يفسد أو يستبعده تجار التجزئة أو المستهلكون.

ويتم هدر الطعام لأسباب مختلفة منها: سوء التخزين، ونقص الوعى، وسلوك المستهلك.. حيث تهدر كميات كبيرة من الغذاء أيضاً نتيجة العادات والتقاليد والأعراف والسلوك، حيث تحدث كميات كبيرة من هدر الغذاء خلال الأعياد وحفلات الزفاف واللقاءات العائلية، وفى المطاعم والفنادق.

نسب هائلة

ويشير د. مهدى إلى الارتفاع الكبير فى معدلات الفقد فى المحاصيل البستانية، فوفقاً لتقرير منظمة الفاو 2020 يمثل الفاقد والهدر من الخضراوات والفاكهة 45 - 55 % من الإنتاج السنوى، نسبة الفقد الكمية فى محصول العنب فى مصر تقدر بأكثر من  45 %، وتزيد النسبة لأكثر من 50 % لمحصول الطماطم، ووفقاً لتقارير مركز البحوث الزراعية فإن نسبة الفاقد والمهدر من الخاصلات البستانية تمثل 23 % فى البرتقال، وترتفع إلى 30 % فى حالة اليوسفى، و22 % لليمون المالح، و30 %  للموز، و25 % للمانجو والمشمش، و23 % للبطاطس، و30 % للفلفل الأحمر،  و24 % للبسلة الخضراء، و33 % للخرشوف، و23 %  للتفاح، و14 % للبلح الطازج، و15 % للبلح المجفف، و15 % للبطيخ والشمام والثوم  و18 % للبصل، و19 % للخيار، و18 % للبطاطا.

صور الفقد

ويؤكد رئيس قسم بحوث تكنولوجيا الحاصلات البستانية على وجود صور عديدة للفقد فى المحاصيل البستانية منها:

  • الفقد الكمى لمحاصيل الخضر والفاكهة: وهو النقص فى وزن السلعة نتيجة النقص فى الكمية المعروضة من السلع بسبب التلف أو الفساد أو التبريد.
  • الفقد الطبيعى لمحاصيل الخضر والفاكهة: وهو الفقد الحادث نتيجة مهاجمة الطيور والحشرات والقوارض لجزء من المحصول بجانب المحتوى المائى للثمار نتيجة التخزين وبوجه عام يصعب تقدير كمية هذا الفقد.
  • الفقد الاقتصادى لمحاصيل الخضر والفاكهة: ويقصد به النقص فى القيمة النقدية للمحصول نتيجة فروق درجات الجودة ونوعية المحصول.
  • الفقد النوعى لمحاصيل الخضر والفاكهة: ويقصد به التدهور الذى يحدث فى مواصفات المحاصيل أو المنتجات  مقارنة بالمواصفات القياسية، وما يترتب على ذلك من انخفاض أسعارها وبالتالى قيمتها التسويقية، ويرجع هذا النوع إلى عوامل بيولوجية مثل الأمراض والحشرات والتلوث البيئى، وبعض أنواع الفطريات التى تنشط فى درجات الحرارة المنخفضة، وهذا النوع من الفاقد لا يمكن تقديره إلا بالاعتماد على التحاليل الكيميائية من خلال مستويات قياسية للجودة من حيث تغير اللون أو الطعم أو الرائحة أو تلوث المبيدات.
  • الفقد الغذائى لمحاصيل الخضر والفاكهة: والمقصود به الانخفاض فى القيمة الغذائية للمحصول نتيجة النقص فى الوزن والجودة معاً.

الفاقد فى المزارع

ويحدد د. عفت العوامل المسببة للفاقد على مستوى المزرعة لمحاصيل الخضر والفاكهة فى النقاط التالية:

مجموعة العوامل البيولوجية والحيوية: حيث تشمل هذه المجموعة مختلف أنواع الآفات والحشرات والنيماتودا والقوارض والحشائش بالإضافة إلى الأمراض الفيروسية.

مجموعة العوامل التكنولوجية والفنية: وتشمل هذه المجموعة العوامل التكنولوجية والفنية.. استعمال الآلات الحديثة فى خدمة الأرض، وكذلك استعمال الوسائل الحديثة فى كل الخدمات التسويقية من جمع وفرز وتعبئة وتخزين خاصة لمحاصيل الخضر والفاكهة.

مجموعة العوامل الاقتصادية والاجتماعية:  والتى تشمل العوامل الاقتصادية والاجتماعية ضعف الأسعار المزرعية وعدم إمكانية استخدام الأساليب الحديثة فى الإنتاج والتسويق، وانخفاض المدخرات الفردية وقلة التسهيلات الائتمانية اللازمة لإدخال المستحدثات الزراعية العلمية وقصور دور الإرشاد الزراعى فى الريف.

مجموعة العوامل الطبيعية: ويقصد بها العوامل الطبيعية والتى لها تأثير على زيادة معدل الفاقد للمحاصيل، وهى درجات الحرارة والرياح والأمطار، حيث تؤدى درجات الحرارة المرتفعة على زيادة معدل التنفس مما يؤثر على صفاتها ونضارتها وحيويتها، وبالتالى تقلل من وزنها عن طريق زيادة نسبة التمثيل الغذائى لها.

الزراعية والثقافية

ويشير إلى وجود بعض من العوامل المسببة لزيادة نسبة الفاقد وهى:

الممارسات الزراعية والثقافية غير الجيدة  (إدارة المياه والإسراف فى استخدام المغذيات ومكافحة الآفات وغير ذلك) ونقص المعلومات عن الممارسات الجيدة خلال الإنتاج والحصاد وما بعد الحصاد بسبب ضعف خدمات الإرشاد الزراعى وخاصة لأصحاب الحيازات الصغيرة.

عدم اتباع الممارسات الجيدة أثناء الحصاد والتعبئة والتخزين التى تؤمن سلامة المحاصيل والغذاء من التلوث والعدوى.

الحصاد المبكر أو المتأخر ونقص المعلومات عن مؤشرات النضج.

عدم استخدام  تقنيات الحصاد الحديثة مما يؤدى إلى  حدوث أضرار ميكانيكية وتلف للمحاصيل.

عدم اختيار الحاويات ومواد التغليف المناسبة للمحاصيل التى تم حصادها.

عدم تنفيذ معايير الصحة والنظافة، وخاصة بالنسبة للحاويات المستخدمة فى نقل المنتج.

الإفراط فى الاستخدام غير السليم للمواد الكيميائية الزراعية.

ضعف البنية التحتية للطرق والطاقة والأسواق.

عدم ملاءمة مرافق التخزين وضعف تقنيات التخزين الذى يؤدى إلى تدهور الجودة وانتشار الآفات والأمراض.

عدم اتباع الطرق الجيدة فى التجهيز والتعبئة تؤدى إلى فساد أو تلف المحاصيل أو الغذاء مما يتسبب فى فقدان الجودة والكمية.

سوء نظم النقل والتوزيع المتبعة ينتج عنها تلف أو فساد المحاصيل أو الغذاء.

ضعف البنية التحتية وسوء التداول يؤدى إلى تلف المحاصيل والمنتجات فى الأسواق وزيادة نسب الفاقد.

الاستهلاك المبالغ فيه سواء فى الفنادق أو المطاعم أوالمنازل حيث يتم هدر الطعام لأسباب مختلفة منها سوء التخزين ونقص الوعى وسلوك المستهلك.

حلول عديدة

ويقترح الدكتور مهدى عدداً من الحلول التى يرى أن تنفيذها سيكون مفيداً فى  تقليل نسبة الفاقد فى الحاصلات البستانية، وهذه الحلول هى:

اختيار الأصناف المناسبة للمنطقة الزراعية (لتحقيق أفضل جودة) مع اختيار أصناف المحاصيل المقاومة للأمراض والإجهاد .

اتباع الممارسات الزراعية الجيدة وممارسات الحصاد الجيدة وممارسات التخزين الجيدة  وممارسات التجهيز الجيدة وتجنب الفاقد الغذائى  وغير ذلك.

إجراء عمليات الفرز والتدريج المناسب بعد الحصاد مع الفرز على أساس الحجم والإصابة والعدوى بالأمراض والآفات ودرجات النضج المختلفة للثمار لتسهيل التعبئة والتغليف لتسليمها إلى الأسواق.

تحسين مرافق التخزين على مستوى المزرعة للمنتجات القابلة للتلف واستخدام الحاويات النظيفة والملائمة للسلع.

تشجيع ودعم الصناعات المنزلية فى مواقع الإنتاج لخفض تكاليف النقل والخسائر خلال النقل لمسافات طويلة، وذلك  للإعداد والتجهيز وتشجيع ودعم تصنيع وحدات تجهيز مناسبة محلياً.

تشجيع إقامة وحدات تجفيف شمسى لتجقيف الخضراوات والفاكهة بجانب مناطق الإنتاج مع التوسع فى إنشاء وحدات للتصنيع الغذائى (تخليل-  مربات- مركزات) بجانب مناطق الإنتاج.

استخدام النقل المبرد والشاحنات المبردة لنقل المحاصيل إلى الأسواق الخارجية مع تحسين جودة مواد التعبئة والتغليف، وذلك لإطالة فترة الصلاحية.

توفير خدمات الإرشاد الزراعى للمزارعين وأصحاب الحيازات الصغيرة لنشر المعلومات اللازمة لاتباع الممارسات الزراعية الجيدة مع تدريب المزارعين على علامات النضج المناسبة وأهميتها للقيمة الغذائية والاقتصادية.

اتباع بروتوكولات مكافحة الآفات على طول سلسلة القيمة الغذائية.

تدريب مشغلى سلسلة الإمداد وتوعية جميع الجهات الفاعلة بشأن ممارسات سلامة الأغذية والممارسات الصحية الجيدة لضمان حماية المستهلك، وأخيراً تقديم الإرشادات للمستهلك  بشأن تخزين الأغذية وإعدادها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: