Close ad

كمال جاب الله يكتب: الإمارات وطن السعادة وجودة الحياة

10-1-2022 | 18:25

في خلال زيارتي الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، حاولت أن أجد ردًا على السؤال: لماذا يشعر المقيمون على أرضها بحالة من الرضا والسعادة والاطمئنان، على حاضرهم ومستقبلهم، على النحو الذي لمسته - بنفسي - على الطبيعة؟

من المؤكد أن الأرقام لا تكذب، وقد حصلت عليها من مطالعة نتائج استبيان أجرته الدولة، بمنتهى الجدية والشفافية، وشمل المقيمين على أرضها من مواطنين ووافدين، بخصوص معدلات شعورهم بالسعادة وجودة الحياة، وجاء فيه ما يلي:

"93% من سكان الإمارات -من المواطنين والمقيمين- أكدوا أنهم فخورون بالعيش في الإمارات، 82% عبروا عن رضاهم عن الخدمات الحكومية، وقال 92% منهم إنهم يشعرون بالأمان في أثناء السير بمفردهم ليلا، وأشار 84% إلى أنهم مطمئنون لعلاقاتهم الأسرية، و84% لديهم علاقات زوجية وأسرية قوية، و88% منهم يتمتعون بمهارات جيدة في التواصل، و80% من سكان الدولة يعتقدون أنهم يعيشون حياة هادفة، ومتفائلون بالمستقبل".

وفق تقرير السعادة العالمي لعام 2020، احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة، الشقيقة، المرتبة الأولى، عربيًا، للسنة السادسة على التوالي، واختيرت ضمن قائمة الدول الأسعد في العالم، متفوقة على العديد من الدول المتطورة.

رئيس دائرة الصحة في أبو ظبي، عبدالله بن محمد آل حامد، فسر تلك النتائج الإيجابية عن شعور السكان بالسعادة وجودة الحياة، بأنه يعود لقناعة وإيمان حكامها وقادتها بأن يجري ترسيخ مفهوم السعادة وجعله أسلوب حياة للجميع.

قال آل حامد: "منذ نشأة الاتحاد في عام 1971، كانت السعادة هي اللبنة الأولى لقيامه، في ظل قائد استثنائي، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي اعتبر أن ثروته هي سعادة شعبه، ولسعادتهم بنيت دولة أبهرت العالم بإنجازاتها وريادتها في جميع المجالات".

رغم أجواء التوتر والقلق السائدة في مختلف أنحاء العالم، نتيجة لاستمرار تفشي جائحة كورونا، ومنذ اليوم الأول، أكدت قيادة الإمارات حرصها على صحة وسلامة جميع السكان، من مواطنين ووافدين، ويتردد في كل مكان صدى مقولة الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي: "لا تشلون هم في أنحاء الدولة والعالم أجمع".

في زيارتي الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، لبيت دعوة كريمة من زميل "أهرامي" قدير، "أحمد العملة"، لتفقد التجديدات والتحديثات العصرية على شاطئ جزيرة الحديريات، الذي تعتبره أبوظبي نموذجًا عمليًا مصغرًا لنهضتها السياحية.

كانت تلك هي الزيارة الثانية للشاطئ، سبقتها زيارة في شهر إبريل من عام 2019، ورأيت بعيني كيف يستمتع الزائرون للمكان، من المواطنين والوافدين، بتوافر بيئة عالية المستوى من النظافة والتأمين والخدمات المعيشية والترفيهية، وتوافر أمواج هادئة مشجعة على السباحة والاستجمام على مدار العام.

دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي تسعى - باستمرار - إلى الوصول بأفراد مجتمع الإمارة إلى أعلى مستويات الرضا والسعادة وجودة الحياة، من خلال الحرص على القيام - بشكل دوري - بإجراء استبيانات سنوية تهدف إلى التعرف إلى احتياجات وتطلعات المجتمع للعمل على تعزيز مسيرة التنمية، وتحقيق أعلى معدلات الرضا والسعادة.

إمارة أبوظبي حصلت على المرتبة الأولى عربيًا ضمن قائمة أسعد مدن العالم، حسب تقرير السعادة العالمي 2020، تتبنى منهجًا علميًا للارتقاء بمستويات جودة الحياة، بإيجاد مستوى معيشة لائق لكل أفراد المجتمع، وتعزيز مفهوم جودة الحياة الاجتماعية بين المواطنين والمقيمين في الإمارة.

تشمل استبانة جودة الحياة قياس 14 مؤشرًا أساسيًا وهي: الإسكان، والدخل والثروة، والوظائف، والتوازن بين العمل والحياة الشخصية الخاصة، والصحة، والتعليم، والأمن والسلامة، والروابط الاجتماعية، والمشاركة المجتمعية، والبيئة، والقيم الثقافية، والخدمة المجتمعية، الوصول للمعلومات، ومؤشر الرفاهية الذاتية، يعتبر مؤشر الرفاهية الذاتية واحدًا مِن أهم مؤشرات جودة الحياة، والذي يندرج منه مِعياران أساسيان هما الرضا عن الحياة والسعادة، حيث بينّت النتائج أن متوسط درجة السعادة في إمارة أبوظبي بلغ 7.17، من 10 وهو ما يُعتبر مرتفعًا بناءً على مقياس الاستبيان الأوروبي لجودة الحياة.
 
وقد اختلفت درجات السعادة بين الفئات في إمارة أبوظبي، حيث إن النتائج كشفت أن الذكور أعلى سعادة من الإناث، من خلال وصول المؤشر إلى 7.2 مقارنة بمؤشر الإناث 7.12، كما أن متوسط درجات السعادة كانت الأعلى لمواطني إمارة أبوظبي مقارنة بالمقيمين، فوصل المؤشر إلى 7.33، مقارنة بمؤشر قياس المقيمين 7.14، إلا أنهم سجّلوا مؤشرات مرتفعة على الرضا عن دخل الأسرة، يليه الرضا الوظيفي والتعليم، والرضا عن الحياة الأسرية، والشعور بالحماية والأمان، حيث تعتبر هذه المؤشرات مهمة في قياس السعادة.
 
في الوقت نفسه، اختلف مقياس السعادة بين الفئات العمرية، حيث تبين أن المشاركين في إمارة أبوظبي، من هم في أوائل الثلاثينيات، أقل سعادة بمؤشر وصل إلى 6.76، فيما كانت الفئة العمرية 60 سنة وما فوق هم الأكثر سعادة بمؤشر 7.85، تليهم الفئة العمرية 55-59 سنة بمؤشر وصل إلى 7.83، بعدها الفئة العمرية من 15-19 سنة بمؤشر 7.55.
 
تبين أن الرضا عن دخل الأسرة، والرضا عن الحياة الأسرية من أقوى العوامل المتوقعة في الرضا عن الحياة بشكل عام، إذ يُمثل كل منهما ما يقارب 5% من التباين في درجات الرضا عن الحياة، والذي يُبني عليها عوامل كالعمر والتصور الذاتي للحالة الصحية والرضا عن السكن، والرضا الوظيفي العام والشعور بالحماية والأمان.
 
[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة