الشعب يؤيد رئيسه و البلاد تسير نحو الاستقرار في الفترة الراهنة
موضوعات مقترحة
واجهنا تدخلا مسلحا من قِبَل مجموعات إرهابية دولية تلقت تدريبات في الخارج
أكد السفير خيرت لاما شريف سفير كازاخستان بالقاهرة إن الوضع في بلاده في الفترة الراهنة يسير نحو الاستقرار، حيث بدأت حالة الطوارئ التي فرضت في الخامس من يناير تؤتي ثمارها، وصارت الشرعية الدستورية تعود من جديد في كافة أرجاء البلاد.
وقال خلال حواره لـ " بوابة الأهرام " بشأن الأحداث الأخيرة التي شهدتها بلاده: إن كازاخستان ومصر بإمكانهما بذل الجهود المشتركة لمواجهة ظاهرة الإرهاب التي تعد إحدى أهم مشاكل العصر.
وفيما يلي نص الحوار :
ما هي أسباب اندلاع الأحداث الأخيرة في البلاد ؟
في البداية نشبت تظاهرات في أحد أقاليم البلاد، وتحديدا في مقاطعة مانجيستاو، حيث طالب أهالي المقاطعة بتخفيض أسعار التجزئة على الغاز المسال. واستجابة لهذه المطالب، وبناء على تكليف من السيد رئيس الجمهورية قاسم جومارت توقايف، قامت الحكومة على الفور باتخاذ الإجراءات لتخفيض هذه الأسعار وحظر زيادة أسعار السلع الغذائية الأساسية والمحروقات والمشتقات البترولية وخدمات المرافق العامة.
لكن التظاهرات في عدد من المناطق والمدن في البلاد بدأت تتحول إلى أعمال شغب واعتداءات على أجهزة السلطة، علاوة على ذلك، فإن الأحداث التي شهدتها مدينة ألماطي والتي تمثلت في أعمال الاعتداء على المنشآت الإدارية والعسكرية، والاستيلاء على مطار المدينة واحتجاز طائرات ركاب وشحن أجنبية، صارت تمثل تهديدا خطيرا لاستقرار البلاد وأمن المواطنين، فعمليا واجهت كازاخستان تدخلا مسلحا من قِبَل مجموعات إرهابية دولية تلقت تدريبات في الخارج، إذ كانت تنسق تحركاتها وتتصرف بشكل منظم.
هل ترون أن الاضطرابات التي شهدتها البلاد جاءت نتيجة تدخلات خارجية من قبل جماعات إرهابية ؟
- لقد دبر الإرهاب الدولي حملة سافرة لزعزعة الأوضاع في البلاد، والمقصود هنا هو محاولة مدبرة من الخارج لتوجيه ضربة لأمن ووحدة البلاد عن طريق العنف باستخدام التشكيلات المسلحة المدربة والمنظمة، وإلى جانب المقاتلين كان هناك أيضا من يقوم بمهامه من المتخصصين المدربين على التخريب الأيدولوجي، الذين يتقنون التضليل الإعلامي أو "المعلومات المزيفة"، والقادرين على التحكم في ميول الجماهير، وكما ترون، كان الوضع يتطلب اتخاذ تدابير عاجلة لتحييد الإرهابيين المسلحين وعودة الأوضاع إلى طبيعتها في البلاد.
هل الاستعانة بقوات أجنبية في البلاد في صالح الأوضاع الحالية ؟
لقد تفاقم الوضع في البلاد لدرجة أن الرئيس قاسم جومارت توقايف توجه إلى الدول الأعضاء بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تعتبر كازاخستان عضوا كامل العضوية بها، بطلب تقديم المساعدة العسكرية للقيام بعملية لمكافحة الإرهاب.
وأخذا في الاعتبار الأوضاع الطارئة وافق قادة الدول الأعضاء بالمنظمة في السادس من يناير 2022 على قرار مجلس الأمن الجماعي بالمنظمة بإرسال قوات حفظ السلام الجماعية للمنظمة إلى كازاخستان لفترة زمنية محدودة لنشر الاستقرار وإعادة الأوضاع في البلاد إلى طبيعتها.
وقد صدر القرار بموجب المادة الرابعة من معاهدة الأمن الجماعي الصادرة في 15 مايو 1992، والتي تنص على أنه في حالة حدوث اعتداء (هجوم مسلح يهدد الأمن والاستقرار ووحدة الأراضي والسيادة) على أي دولة من الدول الأعضاء يقدم بقية الأعضاء بناء على طلب هذا العضو الدعم والمساعدة اللازمة، بما في ذلك المساعدة العسكرية.
أمن المواطنين
ماذا عن أمن المواطنين ، وكذلك الرعايا الأجانب الموجودين في كازاخستان؟
- إن قوات حفظ النظام قادرة معنويا وتقنيا على ضمان الحماية اللازمة لكافة أفراد شعبنا متعدد العرقيات والطوائف، وكذلك أمن الأجانب الموجودين داخل البلاد، وتعطى الأولوية لحماية الاستثمارات الأجنبية ومصالح الشركات الأجنبية العاملة في كازاخستان.
هل يمكن التوصل إلى الاتفاق ؟
أنتم تدركون جيدا أن الإرهابيين والمتطرفين لن يتخلوا أبدا عن نواياهم التخريبية، لذلك لا يمكن الاتفاق معهم، فكما قلت، في ألماطي وغيرها من المدن الكبري لقي العشرات من المواطنين حتفهم على يد الإرهابيين رجال العصابات، كما تسببوا في الإضرار بالممتلكات الشخصية للمدنيين، وتدمير المنشآت الإدارية، ونظرا لوقوع العديد من الضحايا البشرية قرر الرئيس قاسم جومارت توقايف رئيس جمهورية كازاخستان بأن يكون يوم العاشر من يناير 2022 يوم حداد عام بالبلاد.
ومع ذلك، تتمسك كازاخستان بالالتزام بالتعهدات الدولية في مجال حقوق الإنسان ومواصلة نهج الإصلاح في إطار نظرية "الدولة المصغية" التي يتبناها رئيس الجمهورية قاسم جومارت توقايف. ولهذه الأغراض تقوم قيادة الدولة بإعداد خطة للإصلاحات السياسية وإجراءات تنفيذها، والتي ستعلن في القريب العاجل.
كما أشير أيضا أنه في عام 2020 قمنا بتنفيذ حزمة من الإصلاحات الديمقراطية غير المسبوقة، والموجهة نحو تطوير التعددية الحزبية والمنافسة السياسية وزيادة النشاط المدني، وأذكر على الأخص على المستوى التشريعي إقرار مؤسسة المعارضة البرلمانية وتخصيص نسبة 30 بالمائة بالقوائم الحزبية للمرأة والشباب.
مكافحة الإرهاب
هل هناك تعاون بين مصر وكازاخستان في مكافحة الإرهاب ؟
إن كازاخستان ومصر بإمكانهما بذل الجهود المشتركة لحل هذه المشكلة التي تعد إحدى أهم مشاكل العصر.
ففي سبتمبر 2015 وخلال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة طرح الرئيس الأول لجمهورية كازاخستان نور سلطان نزاربايف مبادرة بتأسيس شبكة عالمية موحدة لمجابهة الإرهاب والتطرف الدوليين تحت إشراف الأمم المتحدة، وكذلك – وبهدف تنفيذ هذه المهمة - إصدار وثيقة أممية شاملة لمكافحة الإرهاب، وهذه المبادرة تنسجم وتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن "مكافحة الإرهاب يجب أن تكون شاملة ولا تلاحق جماعة إرهابية أو خلية إرهابية منفردة، وإنما تحارب الإرهاب في كل بقعة من الشرق الأوسط وأفريقيا".
وكما ذكر رئيس بلادنا، "فإن الديمقراطية لا تعني السماح بكل شيء، ولا سيما التحريض - بما في ذلك في المجال الإعلامي - على ارتكاب الأعمال المنافية للقانون"، وهذا ما أثبتته مأساة ألماطي، حين أدت مخالفة التشريعات والسماح بكل شيء والفوضى إلى انتهاك حقوق الإنسان الدستورية وحرياته.
إنني على ثقة بأن مصر، التي تلعب دورا رائدا في ضمان السلام بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سيكون بمقدورها أن تحارب بفعالية تلك المشاكل التي تهدد أمن المجتمع العالمي بأكمله.