حالة من الحزن الممزوج بالغضب سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة أهالي محافظة الغربية، في الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضي، بعد انتشار خبر انتحار فتاة صغيرة من إحدى قرى محافظة الغربية.
موضوعات مقترحة
تعرضت «ب .خ» صاحبة الـ16 عاماً، إلى عملية ابتزاز من قبل شابين من قريتها بالغربية، وذلك بعد تداول عدد من الصور المُفبركة التي تظهر فيها الفتاة بشكل مُخل وخليع، مما عرضها إلى أزمة نفسية.
كواليس انتحار «فتاة الغربية» بسبب صور مُفبركة
فوجئت طالبة الصف الثاني الثانوي الأزهري، بسيل من التعليقات الجارحة ونظرات الاستنكار من جانب العديد من أهالي القرية، وعلمت أن وراء ذلك صورا مُخلة لها متداولة بينهم.
أُصيبت الفتاة بحالة اكتئاب شديدة، ما جعلها تجد في الموت، ملاذًا تهرب إليه من مشاكلها النفسية، حتى تمكن الشيطان من التلاعب بعقل الصغيرة، ما جعلها تترك رسالة مؤثرة لوالديها، وتقدم على الأمر السلبي والمرفوض دينياً وتنتحر من خلال تناول «حبة حفظ الغلال».
وتصدر هاشتاج #حق_ب_لازم_يرجع صفحات التواصل الاجتماعي، للفتاة التي انتحرت بعد تعرضها للابتزاز بعد تداول صور مُفبركة لها تظهر فيها بشكل عار.
فتاة الغربية المُنتحرة تودع أسرتها بـ«رسالة مؤثرة»
"ماما ياريت تصدقيني، أنا مش البنت دي ودي صور متركبة والله العظيم وقسماً بالله دي ما أنا.. أنا يا ماما بنت صغيرة ماستهلش اللي بيحصلي دا أنا جالي اكتئاب بجد.. أنا يا ماما مش قادرة أنا بتخنق تعبت بجد مش أنا، حرام عليكم أنا متربية أحسن تربية"، هكذا كانت الرسالة المؤثرة التي تركتها الفتاة بسنت لأسرتها قبل انتحارها.
في رواية قالها أحد جيران الفتاة لـ«بوابة الأهرام»، والذي رفض ذكر اسمه، إن أحد الأشخاص عرض على «الفتاة» الخروج معه في موعد غرامي، وحينها رفضت الفتاة، مما أثار غضب الشاب، وقام بتركيب الصور على وجهها لابتزازها وتهديدها.
أهالي «ضحية الابتزاز الإلكتروني» يروون ملابسات الحادث
وقال «محمود» أحد أقارب الفتاة، إن بسنت أقدمت على الانتحار لمرورها بأزمة نفسية سيئة أدخلتها في حالة اكتئاب شديد، بسبب تداول صور مفبركة منسوبة لها، وعدم تحملها حديث أهالي قريتها عن سمعتها، بعد ابتزازها من قبل أحد الأشخاص مجهول الهوية.
لافتاً أن كل ما تم تداوله هو مقطع فيديو قصير، وصورة واحدة تظهر بها بسنت وسط مجموعة من شباب القرية.
أسرة الفتاة تتهم شابين بالقرية.. والنيابة تستدعيهم للتحقيق
كانت قد وجهت أسرة الفتاة، اتهامات لشابين بنفس القرية بقيامهما بتركيب صور خادشة للحياء لها على غير الحقيقة ومفبركة، ونشرها بين أوساط أهالي القرية والشباب لابتزازها والتنمر ضدها وتشويه سمعتها، مما أثر على نفسيتها وحياتها الشخصية وقيامها بإغلاق باب حجزتها وتناول حبة سامة أودت بحياتها بعد تركها لخطاب تؤكد فيه لوالدتها أنها ليست الموجودة في الصور.
وقرر رئيس نيابة كفر الزيات، استدعاء الشابين اللذين تم اتهامها في البلاغ الجديد المقدم من أسرة الفتاة، والتحفظ علي جهاز المحمول الخاص بالطالبة لفحصه، وتكليف المباحث بسرعة عمل التحريات حول الاتهامات الجديدة في الواقعة واستمرار التحقيقات.
كما شهدت قرية الفتاة المُنتحرة، منذ قليل، هروب الشابين المتهمين وأسرتيهما، خوفًا من بطش الأهالي وأسرة الفتاة بهم، على خلفية اتهامها بالتشهير بالفتاة المذكورة وفبركة صور لها.
البداية جاءت بتلقي اللواء هاني عويس، مدير أمن الغربية، إخطاراً من مأمور مركز الشرطة، يفيد بورود إشارة من نقطة شرطة مستشفى طنطا الجامعي، بوصول فتاة تعاني من تسمم فسفوري، نتيجة ادعاء تناول «حبة حفظ الغلال» القاتلة بمنزل أهليتها.
على الفور انتقل عدد من القيادات الأمنية وتبين أن الفتاة، تدعى «ب .خ» 16 عاماً، تعاني من تسمم فسفوري نتيجة تناول حبة حفظ الغلال القاتلة، وحالتها الصحية سيئة جداً، لكنها توفت بعد 48 ساعة من دخولها المستشفى.
واستقبل مستشفى طنطا الجامعي بمحافظة الغربية، فتاة تعاني من تسمم فسفوري، نتيجة ادعاء تناول حبة حفظ الغلال القاتلة، بمنزل أهلها قريتها التابعة لمركز كفر الزيات.
وحرر محضر بالواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وكلفت إدارة البحث الجنائي بسرعة عمل التحريات حول ظروف ملابسات الحادث، وانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة والتصريح بالدفن عقب التأكد من عدم وجود شبهة جنائية.