ذهب الرئيس عبدالفتاح السيسي لافتتاح إنجازات الدولة في الصعيد، ولكنه من وجهة نظري المتواضعة اكتشف إنجازًا آخر غير مسبوق، إنجازًا لا يحتاج لمليارات الجنيهات ولا خطط وإستراتيجيات، هو إنجاز يحتاج لمجرد صدق ومنحة، ولكنها ليست منحة مالية إنما منحة إلهية وربانية، لا يتدخل فيها العنصر البشري.
فأثناء زيارته أمس لإحدى قرى غرب سهيل بمحافظة أسوان، وذلك لتفقد أعمال تطوير الخدمات بالقرية فى إطار مبادرة "حياة كريمة"، طلب منه أحد الأطفال التصوير معه صورة سيلفي، ولم يصدق الطفل نفسه عندما وافق الرئيس على التقاط الصورة معه، ربما تجد أن هذا الموقف عادي وأنا أقول لك لا.. هو ليس عاديًا، لأن هذا الطفل ذات المشاعر الحقيقية غير المتصنعة عندما طلب من الرئيس التصوير معه، لم يجبره أحد بذلك، فهو طلب ذلك بدافع الحب، حبه للرئيس الذي كان ظاهرًا بوضوح أثناء التقاط الصورة، وكان واضحًا أن أسرته قد تفاجأت بطلب ابنهم للرئيس.
وهذه المشاهد لم تكن تحدث في مصر من قبل، كنا نشاهدها فقط في الدول الأوروبية، كنا نرى رؤساء وزعماء تلك الدول يلتقطون الصور مع المواطنين أثناء تواجدهم بالأماكن العامة، وكنا نرى أن ذلك حلم بعيد صعب أن يتحقق لدى رؤساء الدول العربية، ولكنه تحقق بالفعل.
مهم جدًا أن يكون ضمن إنجازات الرئيس في الفترة المقبلة هو الإنجاز في تشكيل هوية الجيل المقبل، وزيادة الانتماء لديهم، واحترامهم للرموز حتى إذا اختلفوا معهم، فدائمًا ما أتساءل لماذا يحب الأطفال الرئيس السيسي؟ هذا الحب غير المأجور، فأنا لا أستطيع أن أنسى نبرة الفتاة التي وقفت بجانب الرئيس أثناء كلمته في احتفالية قادرون باختلاف وهي تردد بنبرة كلها حب "بحبك يا سيسي" لم يطلب منها أحد فعل ذلك، وإن طلب منها فلن يخرج بذلك الإحساس العفوي.
هناك حالة من الحب والطمأنينة يشعر بها هذا الجيل لدى الرئيس، يصدقونه ويقدرونه ويحبونه بهذه المنحة الإلهية، وربما لأنه الرئيس الوحيد الذي اهتم بتواجدهم بجانبه في كثير من المواقف، فمثلًا في الأعياد وتخصيص يوم للاحتفال مع أبناء الشهداء بالعيد، أو مصاحبة الطفل - الذي ارتدى الزي العسكري - للرئيس على "يخت المحروسة" في الذكرى السادسة لافتتاح قناة السويس الجديدة، أو الطفل زين الذي كان موجودًا بجانب الرئيس في أحد مؤتمرات الشباب، أو احتفالية قادرون باختلاف.
أعتقد أن العام المقبل يجب أن يكون مخصصًا لتسليط الضوء للاهتمام بهذا الجيل، واعتباره أحد أهم إنجازات المستقبل، يجب أن يشعروا بأهمية تلك المشروعات العملاقة التي يفتتحها الرئيس، لأنهم هم أكثر المستفيدين منها، هم من سيعيشون ويستثمرون في الجمهورية الجديدة، يجب أن يشعروا بالتعب والمجهود للحفاظ على تلك الاستثمارات في المستقبل.
أعتقد أن ختامها مسك، فالختام كان "أسبوع الصعيد"، 10 محافظات يسكنها 35 مليون نسمة تقريبًا، يمثلون حوالي 29,7% من إجمالي سكان مصر، عانوا كثيرًا، وجاء اليوم ليستجيب لهم الله، وينعمون بحياة تليق بمعدن أهل الصعيد.
"تحيا مصر" و"يحيا جيل مصر المقبل".. وكل عام وأنتم بخير.
[email protected]